43
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

وخلاصة الكلام: أنّ مجرّد وجود رواية تاريخية في الكتب المعاصرة وإن كانت مشهورة، لا يبيح لنا اعتبارها سنداً تاريخيّاً يمكن الاعتماد عليه، وأن ننسب ما ورد فيها إلى أهل البيت عليهم‏السلام، بل يجب أن يُعْلَم مصدرها أيضاً ويقيّم، فإذا كان مصدرها ضعيفا أو لم يكن لها مصدر أساسا، فسوف تخرج حينئذٍ عن دائرة الاعتماد. وهذه القاعدة تجري أيضا في النقول الشفهيّة ؛ إذ إنّ الناقل وإن كان شخصا عظيما، إلاّ أنّ الفترة الزمنيّة الكبيرة التي تفصلنا عن عصر أهل البيت عليهم‏السلام، إضافة إلى ما أثبتته التجربة من وقوع الأخطاء الكثيرة في النقول الشفهيّة، يجعل الوثوق بمثل هذه النقول مخالفا للسيرة العُقلائيّة.

رابعا: متفرّدات المصادر المتأخّرة

الدراسة التفصيليّة للروايات المتعلّقة بحادثة عاشوراء والتي جاءت في موسوعة الإمام الحسين عليه‏السلام ـ وهذا الكتاب هو خلاصة لها ـ تثير التساؤ‏لَ التالي في ذهن الباحث: لماذا لا نجد فيها بعض الأحداث المشهورة التي جاءت في المصادر المتأخّرة والتي يذكرها الكثير من منشدي المراثي على المنابر في بيان واقعة عاشوراء، في حين أنّ اختيار اسم «الموسوعة» يقتضي اشتمالها على جميع روايات واقعة عاشوراء؛ فهل غابت هذه الروايات عن أنظار العاملين في إعداد موسوعة الإمام الحسين عليه‏السلام وتدوينها ـ وكذلك هذه الخلاصة ـ ؟ أم أنّ متفرّدات المصادر المتأخّرة ليست معتبرة وإنّما هي روايات لا أساس لها بتاتا؟ أم أنّ هناك سببا آخر في هذا المجال؟

أسباب عدم الإعتماد على المصادر المتأخّرة

عدم اعتمادنا فى هذا الكتاب على المصادر المتأخّرة، وعدم نقلنا لبعض الروايات المشهورة التي ترد على ألسنة الخطباء وقرّاء المراثي في وقتنا الحاضر، والخاصّة في واقعة عاشوراء هو للاسباب التالية:


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
42

ونُحيل القارئ الكريم إلى الهامش لكي يرى نماذج من أخبار الكتاب الضعيفة أو التي انفرد المؤلّف بنقلها.۱

ثالثاً: المصادر المعاصرة

تبلغ المصادر المؤلّفة بعد القرنين التاسع والعاشر الهجريّين من الكثرة بحيث لا يمكن استعراضها أجمع. ولكن يمكن القول بشكل عام إنّ قيمة هذه الكتب، تتبع قيمة المصادر التي استندت إليها.

وبعبارة اُخرى: كلّما كانت الكتب المتأخّرة والمعاصرة مستندة في رواياتها إلى كتب أقدم وأكثر قيمة، وتحرّت الدقّة في نقلها، والتزمت بالأمانة، فإنّها ستكون صالحة للاعتماد بصورة أكبر.

ولذلك فإنّ الكتب الكبيرة ؛ مثل بحار الأنوار، والكتب التي يكثر الرجوع إليها، مثل إبصار العين ونفس المهموم ومنتهى الآمال، لا يمكن تصنيفها من خلال نظرة كلّية وعامّة ضمن إحدى المجموعتين السابقتين، وكذلك لا يمكن اعتبار كتاب مثل الكبريت الأحمر معتبراً أو غير معتبر، رغم كون مؤلّفه عالماً، وهو محمّد باقر البيرجندي (۱۲۷۶ ـ ۱۳۵۲ ه. ق) الذي جمع كتابه بعد تتبّع كثير ؛ ذلك لأنّ بعض مصادره معتبر وبعضها ضعيف، ورغم أنّ المؤلّف عمد أحياناً إلى نقد بعض الروايات، إلاّ أنّ النقل من الكتب الضعيفة دون نقد للمواضيع ليس بقليل هو الآخر.

وعلى هذا الأساس فإنّ كتابَي نفس المهموم وبحار الأنوار يُعدّان أكثر اعتبارا ؛ لأن الكثير من رواياتهما مقبولة ومستندة إلى الكتب القديمة والمعتبرة.

1.. راجع : معالي السبطين : ج ۱ ص ۲۵۴ (أنّ الإمام الحسين عليه‏السلام أشرف على الموت ثلاث مرّات عندما رأى توجّهعليّ الأكبر إلى ساحة المعركة! ، أو أنّ عمّات عليّ الأكبر وأخواته منعنه من الخروج إلى ساحة القتال! أو أنّ السيّدة زينب ألقت بنفسها على جسد عليّ الأكبر قبل مجيء الإمام ؛ لأنّها كانت تعلم أنّه إذا رأى ابنه مقتولاً فسوف تفارق روحه جسمه) وص ۲۵۵ (خروج ليلى من الخيمة حاسرة الرأس بعد شهادة علي الأكبر) و ج ۲ ص ۲۴ وغير ذلك ... .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14270
صفحه از 895
پرینت  ارسال به