423
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ، وإن أبَيتُم فَلَسنا تارِكيكُم.۱

۴۱۹.الملهوف: لَمّا رَأَى الحُسَينُ عليه‏السلام حِرصَ القَومِ عَلى تَعجيلِ القِتالِ وقِلَّةَ انتِفاعِهِم بِالوَعظِ وَالمَقالِ، قالَ لِأَخيهِ العَبّاسِ عليه‏السلام: إنِ استَطَعتَ أن تَصرِفَهُم عَنّا في هذَا اليَومِ فَافعَل ؛ لَعَلَّنا نُصَلّي لِرَبِّنا في هذِهِ اللَّيلَةِ، فَإِنَّهُ يَعلَمُ أنّي اُحِبُّ الصَّلاةَ لَهُ وتِلاوَةَ كِتابِهِ.
قالَ الرّاوي: فَسَأَلَهُمُ العَبّاسُ عليه‏السلام ذلِكَ، فَتَوَقَّفَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ، فَقالَ لَهُ عَمرُو بنُ الحَجّاجِ الزُّبَيدِيُّ: وَاللّهِ، لَو أنَّهُم مِنَ التُّركِ وَالدَّيلَمِ وسَأَلوا ذلِكَ لَأَجَبناهُم، فَكَيفَ وهُم آلُ مُحَمَّدٍ ؟! فَأَجابوهُم إلى ذلِكَ.
قالَ الرّاوي: وجَلَسَ الحُسَينُ عليه‏السلام فَرَقَدَ، ثُمَّ استَيقَظَ وقالَ: يا اُختاه إنّي رَأَيتُ السّاعَةَ جَدّي مُحَمَّدا صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وأبي عَلِيّا واُمّي فاطِمَةَ وأخِي الحَسَنَ عليهم‏السلام، وهُم يَقولونَ: يا حُسَينُ، إنَّكَ رائِحٌ إلَينا عَن قَريبٍ، وفي بَعضِ الرِّواياتِ: غَدا.
قالَ الرّاوي: فَلَطَمَت زَينَبُ عليهاالسلام وَجهَها، وصاحَت، فَقالَ لَهَا الحُسَينُ عليه‏السلام: مَهلاً! لا تُشمِتِي القَومَ بِنا.۲

۱ / ۱۷

خِطابُ الإِمامِ بِأَهلِ بَيتِهِ وأصحابِهِ وعَرضُهُ عَلَيهِمُ الاِنصِرافَ عَنهُ جَميعا

۴۲۰.تاريخ الطبري عن أبي مخنف عن الحارث بن حصيرة عن عبداللّه‏ بن شريك العامريّ عن عليّ بن الحسين عليه‏السلام: جَمَعَ الحُسَينُ عليه‏السلام أصحابَهُ بَعدَما رَجَعَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ، وذلِكَ عِندَ قُربِ المَساءِ، قالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه‏السلام: فَدَنَوتُ مِنهُ لِأَسمَعَ وأنَا مَريضٌ، فَسَمِعتُ أبي وهُوَ يَقولُ لِأَصحابِهِ:
اُثني عَلَى اللّهِ تَبارَكَ وتَعالى أحسَنَ الثَّناءِ، وأحمَدُهُ عَلَى السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ، اللّهُمَّ

1.. تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۱۶ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۹۱ .

2.. الملهوف : ص ۱۵۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۹۱ .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
422

أما وَاللّهِ، لَبِئسَ القَومُ عِندَ اللّهِ غَدا قَومٌ يَقدَمونَ عَلَيهِ قَد قَتَلوا ذُرِّيَّةَ نَبِيِّهِ عليه‏السلام وعِترَتَهُ وأهلَ بَيتِهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وعُبّادَ أهلِ هذَا المِصرِ المُجتَهِدينَ بِالأَسحارِ، وَالذّاكِرينَ اللّهَ كَثيرا.
فَقالَ لَهُ عَزرَةُ بنُ قَيسٍ: إنَّكَ لَتُزَكّي نَفسَكَ مَا استَطَعتَ !
فَقالَ لَهُ زُهَيرٌ: يا عَزرَةُ ! إنَّ اللّهَ قَد زَكّاها وهَداها، فَاتَّقِ اللّهَ يا عَزرَةُ، فَإِنّي لَكَ مِنَ النّاصِحينَ، أنشُدُكَ اللّهَ يا عَزرَةُ أن تَكونَ مِمَّن يُعينُ الضَّلالَ عَلى قَتلِ النُّفوسِ الزَّكِيَّةِ !
قالَ: يا زُهَيرُ ! ما كُنتَ عِندَنا مِن شيعَةِ أهلِ هذَا البَيتِ. إنَّما كُنتَ عُثمانِيّا !
قالَ: أفَلَستَ تَستَدِلُّ بِمَوقِفي هذا أنّي مِنهُم ! أما وَاللّهِ، ما كَتَبتُ إلَيهِ كِتابا قَطُّ، ولا أرسَلتُ إلَيهِ رَسولاً قَطُّ، ولا وَعَدتُهُ نُصرَتي قَطُّ، ولكِنَّ الطَّريقَ جَمَعَ بَيني وبَينَهُ، فَلَمّا رَأَيتُهُ ذَكَرتُ بِهِ رَسولَ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ومَكانَهُ مِنهُ، وعَرَفتُ ما يُقدَمُ عَلَيهِ مِن عَدُوِّهِ وحِزبِكُم، فَرَأَيتُ أن أنصُرَهُ، وأن أكونَ في حِزبِهِ، وأن أجعَلَ نَفسي دونَ نَفسِهِ، حِفظا لِما ضَيَّعتُم مِن حَقِّ اللّهِ وحَقِّ رَسولِهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.
قالَ: وأقبَلَ العَبّاسُ بنُ عَلِيٍّ عليه‏السلام يَركُضُ حَتَّى انتَهى إلَيهِم، فَقالَ: يا هؤُلاءِ، إنَّ أبا عَبدِ اللّهِ يَسأَ لُكُم أن تَنصَرِفوا هذِهِ العَشِيَّةَ حَتّى يَنظُرَ في هذَا الأَمرِ... وكانَ العَبّاسُ بنُ عَلِيٍّ عليه‏السلام حينَ أتى حُسَينا عليه‏السلام بِما عَرَضَ عَلَيهِ عُمَرُ بنُ سَعدٍ قالَ: اِرجِع إلَيهِم، فَإِنِ استَطَعتَ أن تُؤَخِّرَهُم إلى غُدوَةٍ وتَدفَعَهُم عِندَ العَشِيَّةِ ؛ لَعَلَّنا نُصَلّي لِرَبِّنَا اللَّيلَةَ، ونَدعوهُ ونَستَغفِرُهُ، فَهُوَ يَعلَمُ أنّي قَد كُنتُ اُحِبُّ الصَّلاةَ لَهُ، وتِلاوَةَ كِتابِهِ، وكَثرَةَ الدُّعاءِ وَالاِستِغفارِ !
قالَ أبو مِخنَفٍ: حَدَّثَنِي الحارِثُ بنُ حَصِيرَةَ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ شَريكٍ العامِرِيِّ، عَن عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه‏السلام قالَ: أتانا رَسولٌ مِن قِبَلِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ، فَقامَ مِثلَ حَيثُ يُسمَعُ الصَّوتُ، فَقالَ: إنّا قَد أجَّلناكُم إلى غَدٍ، فَإِنِ استَسلَمتُم سَرَّحنا بِكُم إلى أميرِنا

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15413
صفحه از 895
پرینت  ارسال به