السَّلامَةَ وَالبَقاءَ، ولا لِتَقعُدَ لَهُ عِندي شافِعا...، اُنظُر فَإِن نَزَلَ حُسَينٌ وأصحابُهُ عَلَى الحُكمِ وَاستَسلَموا فَابعَث بِهِم إلَيَّ سِلما، وإن أبَوا فَازحَف إلَيهِم حَتّى تَقتُلَهُم وتُمَثِّلَ بِهِم ؛ فَإِنَّهُم لِذلِكَ مُستَحِقّونَ ! فَإِن قُتِلَ حُسَينٌ فَأَوطِئِ الخَيلَ صَدرَهُ وظَهرَهُ ؛ فَإِنَّهُ عاقٌّ مُشاقٌّ قاطِعٌ ظَلومٌ !! ولَيسَ دَهري في هذا أن يُضَرَّ بَعدَ المَوتِ شَيئا، ولكِن عَلَيَّ قَولٌ لَو قَد قَتَلتُهُ فَعَلتُ هذا بِهِ !!
إن أنتَ مَضَيتَ لِأَمرِنا فيهِ جَزَيناكَ جَزاءَ السّامِعِ المُطيعِ، وإن أبَيتَ فَاعتَزِل عَمَلَنا وجُندَنا، وخَلِّ بَينَ شِمرِ بنِ ذِي الجَوشَنِ وبَينَ العَسكَرِ، فَإِنّا قَد أمَرناهُ بِأَمرِنا، وَالسَّلامُ.۱
۱ / ۱۴
يَومَ حوصِرَ فيهِ الحُسَينُ علیه السلام وأصحابُهُ
۴۱۵.الكافي عن عبد الملك: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليهالسلام عَن صَومِ تاسوعا وعاشورا مِن شَهرِ المُحَرَّمِ ؟
فَقالَ: تاسوعا يَومٌ حوصِرَ فيهِ الحُسَينُ عليهالسلام وأصحابُهُ رَضِيَ اللّهُ عَنهُم بِكَربَلاءَ، وَاجتَمَعَ عَلَيهِ خَيلُ أهلِ الشّامِ وأناخوا عَلَيهِ، وفَرِحَ ابنُ مَرجانَةَ وعُمَرُ بنُ سَعدٍ بِتَوافُرِ الخَيلِ وكَثرَتِها، وَاستَضعَفوا فيهِ الحُسَينَ عليهالسلام وأصحابَهُ رَضِيَ اللّهُ عَنهُم، وأيقَنوا أن لا يَأتِيَ الحُسَينَ عليهالسلام ناصِرٌ ولا يُمِدُّهُ أهلُ العِراقِ، بِأَبِي المُستَضعَفُ الغَريبُ.
ثُمَّ قالَ: وأمّا يَومُ عاشورا فَيَومٌ اُصيبَ فِيهِ الحُسَينُ عليهالسلام صَريعا بَينَ أصحابِهِ، وأصحابُهُ صَرعى حَولَهُ عُراةً، أفَصَومٌ يَكونُ في ذلِكَ اليَومِ ؟! كَلاّ ورَبِّ البَيتِ الحَرامِ.۲