بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، أمّا بَعدُ، فَإِنّي حَيثُ نَزَلتُ بِالحُسَينِ بَعَثتُ إلَيهِ رَسولي، فَسَأَلتُهُ عَمّا أقدَمَهُ، وماذا يَطلُبُ ويَسأَلُ، فَقالَ: كَتَبَ إلَيَّ أهلُ هذِهِ البِلادِ وأتَتني رُسُلُهُم، فَسَأَلونِيَ القُدومَ فَفَعَلتُ ؛ فَأَمّا إذ كَرِهوني، فَبَدا لَهُم غَيرُ ما أتَتني بِهِ رُسُلُهُم، فَأَنَا مُنصَرِفٌ عَنهُم، فَلَمّا قُرِئَ الكِتابُ عَلَى ابنِ زِيادٍ قالَ:
الآنَ إذ عَلِقَتْ مَخالِبُنا بِهِ
يَرجُو النَّجاةَ ولاتَ حينَ مَناصِ !۱
قالَ: وكَتَبَ إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، أمّا بَعدُ، فَقَد بَلَغَني كِتابُكَ، وفَهِمتُ ما ذَكَرتَ، فَاعرِض عَلَى الحُسَينِ أن يُبايِعَ لِيَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ هُوَ وجَميعُ أصحابِهِ، فَإِذا فَعَلَ ذلِكَ رَأَينا رَأيَنا، وَالسَّلامُ.
قالَ: فَلَمّا أتى عُمَرَ بنَ سَعدٍ الكِتابُ، قالَ: قَد حَسِبتُ ألاّ يَقبَلَ ابنُ زِيادٍ العافِيَةَ۲.
۱ / ۱۰
جُهودُ حَبيبِ بنِ مُظاهِرٍ لِنُصرَةِ الإِمامِ علیه السلام فِي السّادِسِ مِنَ المُحَرَّمِ
۴۱۰.أنساب الأشراف: قالَ حَبيبُ بنُ مُظَهَّرٍ لِلحُسَينِ عليهالسلام: إنَّ هاهُنا حَيّا مِن بَني أسَدٍ أعرابا يَنزِلونَ النَّهرَينِ، ولَيسَ بَينَنا وبَينَهُم إلاّ رَوحَةٌ، أفَتَأذَنُ لي في إتيانِهِم ودُعائِهِم، لَعَلَّ اللّهَ أن يَجُرَّ بِهِم إلَيكَ نَفعا أو يَدفَعَ عَنكَ مَكروها ؟ فَأَذِنَ لَهُ في ذلِكَ فَأَتاهُم، فَقالَ لَهُم:
إنّي أدعوكُم إلى شَرَفِ الآخِرَةِ وفَضلِها وجَسيمِ ثَوابِها، أنَا أدعوكُم إلى نَصرِ ابنِ بِنتِ نَبِيِّكُم، فَقَد أصبَحَ مَظلوما، دَعاهُ أهلُ الكوفَةِ لِيَنصُروهُ، فَلَمّا أتاهُم خَذَلوهُ،