415
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، أمّا بَعدُ، فَإِنّي حَيثُ نَزَلتُ بِالحُسَينِ بَعَثتُ إلَيهِ رَسولي، فَسَأَلتُهُ عَمّا أقدَمَهُ، وماذا يَطلُبُ ويَسأَلُ، فَقالَ: كَتَبَ إلَيَّ أهلُ هذِهِ البِلادِ وأتَتني رُسُلُهُم، فَسَأَلونِيَ القُدومَ فَفَعَلتُ ؛ فَأَمّا إذ كَرِهوني، فَبَدا لَهُم غَيرُ ما أتَتني بِهِ رُسُلُهُم، فَأَنَا مُنصَرِفٌ عَنهُم، فَلَمّا قُرِئَ الكِتابُ عَلَى ابنِ زِيادٍ قالَ:
الآنَ إذ عَلِقَتْ مَخالِبُنا بِهِ
يَرجُو النَّجاةَ ولاتَ حينَ مَناصِ !۱
قالَ: وكَتَبَ إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ:
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، أمّا بَعدُ، فَقَد بَلَغَني كِتابُكَ، وفَهِمتُ ما ذَكَرتَ، فَاعرِض عَلَى الحُسَينِ أن يُبايِعَ لِيَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ هُوَ وجَميعُ أصحابِهِ، فَإِذا فَعَلَ ذلِكَ رَأَينا رَأيَنا، وَالسَّلامُ.
قالَ: فَلَمّا أتى عُمَرَ بنَ سَعدٍ الكِتابُ، قالَ: قَد حَسِبتُ ألاّ يَقبَلَ ابنُ زِيادٍ العافِيَةَ۲.

۱ / ۱۰

جُهودُ حَبيبِ بنِ مُظاهِرٍ لِنُصرَةِ الإِمامِ علیه السلام فِي السّادِسِ مِنَ المُحَرَّمِ

۴۱۰.أنساب الأشراف: قالَ حَبيبُ بنُ مُظَهَّرٍ لِلحُسَينِ عليه‏السلام: إنَّ هاهُنا حَيّا مِن بَني أسَدٍ أعرابا يَنزِلونَ النَّهرَينِ، ولَيسَ بَينَنا وبَينَهُم إلاّ رَوحَةٌ، أفَتَأذَنُ لي في إتيانِهِم ودُعائِهِم، لَعَلَّ اللّهَ أن يَجُرَّ بِهِم إلَيكَ نَفعا أو يَدفَعَ عَنكَ مَكروها ؟ فَأَذِنَ لَهُ في ذلِكَ فَأَتاهُم، فَقالَ لَهُم:
إنّي أدعوكُم إلى شَرَفِ الآخِرَةِ وفَضلِها وجَسيمِ ثَوابِها، أنَا أدعوكُم إلى نَصرِ ابنِ بِنتِ نَبِيِّكُم، فَقَد أصبَحَ مَظلوما، دَعاهُ أهلُ الكوفَةِ لِيَنصُروهُ، فَلَمّا أتاهُم خَذَلوهُ،

1.. لات حين مناص : ليست الساعة أو المدّة حين مناص ، والمناص : الملجأ مفردات ألفاظ القرآن : ص ۷۴۹«لات» وص ۸۲۹ «نوص» .

2.. تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۱۱ ، مقتل الحسين عليه‏السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۴۱ .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
414

فَالقَنِي اللَّيلَةَ بَينَ عَسكَري وعَسكَرِكَ، فَخَرَجَ إلَيهِ عُمَرُ بنُ سَعدٍ في عِشرينَ فارِسا وَالحُسَينُ عليه‏السلام في مِثلِ ذلِكَ، ولَمَّا التَقَيا أمَرَ الحُسَينُ عليه‏السلام أصحابَهُ، فَتَنَحَّوا عَنهُ، وبَقِيَ مَعَهُ أخوهُ العَبّاسُ عليه‏السلام، وَابنُهُ عَلِيٌّ الأَكبَرُ، وأمَرَ ابنُ سَعدٍ أصحابَهُ، فَتَنَحَّوا عَنهُ، وبَقِيَ مَعَهُ ابنُهُ حَفصٌ، وغُلامٌ لَهُ يُقالُ لَهُ لاحِقٌ.
فَقالَ الحُسَينُ عليه‏السلام لاِبنِ سَعدٍ: وَيحَكَ ! أما تَتَّقِي اللّهَ الَّذي إلَيهِ مَعادُكَ ؟ أتُقاتِلُني وأنَا ابنُ مَن عَلِمتَ يا هذا ؟ ذَر هؤُلاءِ القَومَ وكُن مَعي ؛ فَإِنَّهُ أقرَبُ لَكَ مِنَ اللّهِ.
فَقالَ لَهُ عُمَرُ: أخافُ أن تُهدَمَ داري ! فَقالَ الحُسَينُ عليه‏السلام: أنَا أبنيها لَكَ.
فَقالَ عُمَرُ: أخافُ أن تُؤخَذَ ضَيعَتي ! فَقالَ: أنَا اُخلِفُ عَلَيكَ خَيرا مِنها مِن مالي بِالحِجازِ.
فَقالَ: لي عِيالٌ أخافُ عَلَيهِم، فَقالَ: أنَا أضمِنُ سَلامَتَهُم.
قالَ: ثُمَّ سَكَتَ فَلَم يُجِبهُ عَن ذلِكَ، فَانصَرَفَ عَنهُ الحُسَينُ عليه‏السلام وهُوَ يَقولُ: ما لَكَ ذَبَحَكَ اللّه‏ُ عَلى فِراشِكَ سَريعا عاجِلاً، ولا غَفَرَ لَكَ يَومَ حَشرِكَ ونَشرِكَ ! فَوَاللّهِ، إنّي لَأَرجو أن لا تَأكُلَ مِن بُرِّ العِراقِ إلاّ يَسيرا.
فَقالَ لَهُ عُمَرُ: يا أبا عَبدِ اللّهِ، فِي الشَّعيرِ عِوَضٌ عَنِ البُرِّ ! ! ثُمَّ رَجَعَ عُمَرُ إلى مُعَسكَرِهِ.۱

۱ / ۹

كِتابُ ابنِ سَعدٍ إلَى ابنِ زِيادٍ وجَوابُهُ

۴۰۹.تاريخ الطبري عن حسّان بن فائد بن بكير العبسيّ: أشهَدُ أنَّ كِتابَ عُمَرَ بنِ سَعدٍ جاءَ إلى عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ وأنَا عِندَهُ، فَإِذا فيهِ:

1.. مقتل الحسين عليه‏السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۴۵ ، الفتوح : ج ۵ ص ۹۲ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14361
صفحه از 895
پرینت  ارسال به