فَقالَ لَهُ ابنُ زِيادٍ: لا تُعلِمني بِأَشرافِ أهلِ الكوفَةِ، ولَستُ أستَأمِرُكَ فيمَن اُريدُ أن أبعَثَ ! إن سِرتَ بِجُندِنا، وإلاّ فَابعَث إلَينا بِعَهدِنا.
فَلَمّا رَآهُ قَد لَجَّ، قالَ: فَإِنّي سائِرٌ.
قالَ: فَأَقبَلَ في أربَعَةِ آلافٍ حَتّى نَزَلَ بِالحُسَينِ عليهالسلام مِنَ الغَدِ مِن يَومَ نَزَلَ الحُسَينُ عليهالسلام نِينَوى.۱
۱ / ۵
جُهودُ ابنِ زِيادٍ لِتَسييرِ الجَيشِ إلى كَربَلاءَ
۴۰۴.الفتوح: جَمَعَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيادٍ النّاسَ إلى مَسجِدِ الكوفَةِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَعِدَ المِنبَرَ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ، ثُمَّ قالَ: أيُّهَا النّاسُ ! إنَّكُم قَد بَلَوتُم آلَ سُفيانَ فَوَجَدتُموهُم عَلى ما تُحِبّونَ، وهذا يَزيدُ قَد عَرَفتُموهُ أنَّهُ حَسَنُ السّيرَةِ، مَحمودُ الطَّريقَةِ، مُحسِنٌ إلَى الرَّعِيَّةِ، مُتَعاهِدُ الثُّغورِ، يُعطِي العَطاءَ في حَقِّهِ، حَتّى أنَّهُ كانَ أبوهُ كَذلِكَ، وقَد زادَ أميرُ المُؤمِنينَ في إكرامِكُم، وكَتَبَ إلَيَّ يَزيدُ بنُ مُعاوِيَةَ بِأَربَعَةِ آلافِ دينارٍ ومِئَتَي ألفِ دِرهَمٍ، أفرُقُها عَلَيكُم، واُخرِجُكُم إلى حَربِ عَدُوِّهِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ، فَاسمَعوا لَهُ وأطيعوا، وَالسَّلامُ.
قالَ: ثُمَّ نَزَلَ عَنِ المِنبَرِ، ووَضَعَ لِأَهلِ الشّامِ۲ العَطاءَ فَأَعطاهُم، ونادى فيهِم بِالخُروجِ إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ ؛ لِيَكونوا أعوانا لَهُ عَلى قِتالِ الحُسَينِ عليهالسلام.
قالَ: فَأَوَّلُ مَن خَرَجَ إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ الشِّمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ السَّلولِيُّ ـ لَعَنَهُ اللّهُ ـ في أربَعَةِ آلافِ فارِسٍ، فَصارَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ في تِسعَةِ آلافٍ، ثُمَّ أتبَعَهُ زَيدُ بنُ رَكّابٍ الكَلبِيُّ في ألفَينِ، وَالحُصَينُ بنُ نُمَيرٍ السَّكونِيُّ في أربَعَةِ آلافٍ، وَالمصابُ