403
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

وحَبَسَ سائِرَ وُجوهِ النّاسِ عِندَهُ استيحاشا إلَيهِم ؛ لِقِلَّةِ عَدَدِ مَن مَعَهُ مِنَ النّاسِ.۱

وكان من جملة الذين اعتقلهم ابن زياد المختار بن أبي عبيدة الثقفي، والذي بقي في السجن حتّى شهادة الإمام الحسين عليه‏السلام.

وممّا يجدر ذكره أنّ اعتقال عنصر مؤثّر مثل المختار إلى جانب انسحاب سليمان بن صرد، كانا وحدهما كافيين لأن يسبّبا مشكلة أكيدة للثورة، بل وأن يوقعاها في الفشل.

۶. العنف والقتل

كانت سياسة العنف والقتل من الأدوات الاُخرى التي استخدمها ابن زياد لقمع ثورة الكوفة، وقد روي في هذا المجال:

لَمّا دَخَلَ [ابنُ زِيادٍ] قَصرَ الإِمارَةِ وأصبَحَ، جَمَعَ النّاسَ وقالَ وأرعَدَ وأبرَقَ، وقَتَلَ وفَتَكَ، وسَفَكَ وَانتَهَكَ.۲

ونقرأ في رواية اُخرى:

...ومَسَكَ جَماعَةً مِن أهلِ الكوفَةِ فَقَتَلَهُم فِي السّاعَةِ.۳

وقد كان هاني بن عروة أحد زعماء أنصار الإمام عليه‏السلام، وقد اعتقله ابن زياد وقتله بعد ممارسة أشدّ أنواع التعذيب بحقّه.

۷. استغلال الشخصيّات الدينية والاجتماعية ذات التأثير الكبير

إلى جانب العوامل الاُخرى لقمع أهل الكوفة، فقد كان استغلال ابن زياد للشخصيّات الدينية التي تثق بها الأهالي ـ مثل شريح القاضي ـ من أخطر سياسات ابن زياد، فعندما أحاط رجال قبيلة مذحج بقصر الإمارة لإطلاق سراح هاني بن

1.. تاريخ الطبري: ج ۵ ص ۳۶۹.

2.. مطالب السؤول: ص ۷۴، كشف الغمّة: ج ۲ ص ۲۵۵.

3.. الفصول المهمّة: ص ۱۸۳.


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
402

۳. الترغيب والترهيب

بدأ ابن زياد عمله بترغيب الناس وترهيبهم من أجل قلب جوّ الكوفة السياسي والاجتماعي، والذي كان يخضع بشدّة لتأثير أنصار الإمام عليه‏السلام، فقال في اُولى خطبه بعد قدومه إلى الكوفة مخاطباً الأهالي:

إِنَّ أميرَ المُؤمِنينَ ـ أصلَحَهُ اللّه‏ُ ـ وَلاّني مِصرَكُم وثَغرَكُم، وأمَرَني بِإِنصافِ مَظلومِكُم، وإعطاءِ مَحرومِكُم، وبِالإِحسانِ إلى سامِعِكُم ومُطيعِكُم، وبِالشِّدَّةِ عَلى مُريبِكُم وعاصيكُم، وأنَا مُتَّبِعٌ فيكُم أمرَهُ، ومُنَفِّذٌ فيكُم عَهدَهُ، فَأَنَا لِمُحسِنِكُم ومُطيعِكُم كَالوالِدِ البَرِّ، وسَوطي وسَيفي عَلى مَن تَرَكَ أمري، وخالَفَ عَهدي، فَليُبقِ امرُؤٌ عَلى نَفسِهِ.۱

۴. تقديم الرشاوي إلى رؤساء القبائل

تمثّل خطوة ابن زياد الاُخرى لقمع ثورة الكوفة في تقديم الرشاوي الضخمة إلى رؤساء القبائل ووجهاء الكوفة، وقد كان هذا التصرّف مؤثّراً للغاية في إخماد نار الثورة ؛ نظراً إلى النظام القبلي للكوفة، وفي هذا المجال قال مجمع بن عبد اللّه‏ العائذي، أحد الذين أخبروا الإمام عليه‏السلام في الطريق بأحداث الكوفة:

أمّا أشرافُ النّاسِ فَقَد اُعظِمَت رِشوَتُهُم، ومُلِئَت غَرائِرُهُم، يُستَمالُ وُدُّهُم، ويُستَخلَصُ بِهِ نَصيحَتُهُم، فَهُم إلبٌ واحِدٌ عَلَيكَ، وأمّا سائِرُ النّاسِ بَعدُ، فَإِنَّ أفئِدَتَهُم تَهوي إلَيكَ، وسُيوفَهُم غَدا مَشهورَةٌ عَلَيكَ.۲

۵. اعتقال عدد من كبار أنصار الإمام عليه‏السلام

من إقدامات ابن زياد الاُخرى، الاعتقال المؤقّت لجماعة من كبار أنصار الإمام عليه‏السلام، وقد ذكر الطبري في هذا المجال قائلاً:

1.. تاريخ الطبري: ج۵ ص ۳۵۸، أنساب الأشراف: ج ۲ ص ۳۳۶.

2.. تاريخ الطبري: ج ۵ ص ۴۰۵، أنساب الأشراف: ج ۳ ص ۳۸۲.

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14219
صفحه از 895
پرینت  ارسال به