399
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

يتمتّعون بصفات بارزة مثل الشجاعة المتميّزة والجرأة.۱

وعلى هذا، فقد كان أهمّ مصادر الموارد الماليّة لأهل الكوفة وتأمين حياتهم بيد نظام الحكم، ولم يكن أمام غالبية الأهالي سبيل لتأمين معيشتهم سوى التعاون مع الحكومة.

ويبدو أنّ دور النظام الإداري والاقتصادي للكوفة كان أكثر العوامل تأثيراً في إعراض الأهالي عن الثورة، والانضمام إلى أنصار الحكومة، ولذلك فإنّ ابن زياد عندما دخل الكوفة وألقى خطبة سياسية فيها، استغلّ النظام الإداري والاقتصادي لهذه المدينة استغلالاً كاملاً لتهديد الأهالي وترغيبهم، وهذا هو نصّ رواية الطبري في هذا المجال:

أَخَذَ [ابنُ زِيادٍ] العُرَفاءَ وَالنّاسَ أخذا شَديدا، فَقالَ: اُكتُبوا إلَيَّ الغُرَباءَ، ومَن فيكُم مِن طِلبَةِ أميرِ المُؤمِنينَ، ومَن فيكُم مِنَ الحَرورِيَّةِ وأهلِ الرَّيبِ، الَّذينَ رَأيُهُمُ الخِلافُ وَالشِّقاقُ، فَمَن كَتَبَهُم لَنا فَبَريءٌ، ومَن لَم يَكتُب لَنا أحَدا فَيَضمَنُ لَنا ما في عَرافَتِهِ ألاّ يُخالِفَنا مِنهُم مُخالِفٌ، ولا يَبغي عَلَينا مِنهُم باغٍ، فَمَن لَم يَفعَل بَرِئَت مِنهُ الذِّمَّةُ، وحَلالٌ لَنا مالُهُ وسَفكُ دَمِهِ.

وأيُّما عَريفٍ وُجِدَ في عَرافَتِهِ مِن بُغيَةِ أميرِ المُؤمِنينَ أحَدٌ لَم يَرفَعهُ إلَينا، صُلِبَ عَلى بابِ دارِهِ، واُلقِيَت تِلكَ العَرافَةُ مِنَ العَطاءِ، وسُيِّرَ إلى مَوضِعٍ بِعُمانَ الزّارَةِ.۲

كما أنّ مسلم بن عقيل عليه‏السلام عندما حاصر بجيشه قصر ابن زياد ومارس الضغوط عليه، فقد كان من أساليب ابن زياد الناجحة أنّه أبلغ جنود مسلم عن طريق وجهاء الكوفة وزعماء القبائل أنّه سيزيد من عطائهم إن هم كفّوا عن دعمه وانضمّوا إلى صفوف المطيعين، وإلاّ فإنّ عطاءهم سينقطع إن استمرّت الثورة.

1.. الحياة الاجتماعية والاقتصادية في الكوفة في القرن الأوّل الهجري : ص ۲۴۰ ، تنظيمات الجيش العربيالإسلامي : ص ۹۸ ، فتوح البلدان : ص ۴۴۲ وراجع : تاريخ دمشق : ج ۵۹ ص ۲۰۴ .

2.. تاريخ الطبري: ج ۵ ص ۳۵۹، الكامل في التاريخ: ج ۲ ص ۵۳۶.


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
398

أوّلاً: الكسب والعمل

كان عمل الناس يتمثّل عادةً في ذلك الوقت في الزراعة والصناعة والتجارة، أو الأعمال الحكومية مثل الخدمة في الشرطة.

ومع الأخذ بنظر الاعتبار ارتباط أهالي الكوفة الوثيق بعطاء الحكومة، يبدو أنّهم لم يكونوا يعملون إلاّ قليلاً، حتّى قيل: إنّ الموالي هم الذين كانوا يتولّون معظم الحرف في الكوفة، بل إنّ العرب لايرون أنّ العمل في الحرف والصناعات لائقاً بشأنهم.۱

ثانياً: العطاءات والأرزاق

كان العطاء عبارة عن مبالغ نقديّة كانت تُدفع من جانب الحكومة دفعة واحدة عدّة مرّات سنوياً إلى الأفراد المقاتلين في هذه المدينة، كما كانت تُدفع إليهم الأرزاق التي كانت عبارة عن المساعدات العينية ؛ مثل التمر والقمح والشعير والزيت وغير ذلك، شهريّاً ودون مقابل.

والذي أسّس نظام العطاءات والأرزاق هو عمر بن الخطّاب، وذلك أنّه كان يعيّن للجند حقوقاً سنويّة من أجل الحيلولة دون انشغال الجنود في أعمال اُخرى، وكانت مقادير العطاءات والأرزاق تحكمها معايير خاصّة ؛ كأن يكون الفرد صحابياً، أو بلحاظ عدد مرّات اشتراكه في الحروب، وما إلى ذلك. ويتمّ تأمين هذه الحقوق السنوية بشكل رئيس من الفتوح وخراج الأراضي المفتوحة حديثا۲. وتقسّم على الأشخاص، بمبالغ تتراوح بين ۳۰۰ إلى ۲۰۰۰ درهم في السنة، ويطلق على حدّها الأقصى اسم «شرف العطاء»، وكان يدفع إلى الأشخاص البارزين الذين

1.. الحياة الاجتماعية والاقتصادية في الكوفة في القرن الأوّل الهجري : ص ۸۲ .

2.. تاريخ الطبري : ج ۳ ص ۶۱۳ ، فتوح البلدان : ص ۴۳۵ وما بعدها .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14782
صفحه از 895
پرینت  ارسال به