397
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

الحرب إلى الوالي، أو إلى اُمراء الأسباع.۱

واكتسب العرفاء أهمّية أكبر عندما توطّن الجنود غير المتحضّرين في المدن واستقرّوا في الكوفة، فقد اُوكلت إليهم مسؤولية إقرار الأمن في نطاق الأفراد المذكورين بالإضافة إلى المسؤوليات السابقة، وأعدّوا دفاتر خاصّة سجّلوا فيها أسماء المقاتلين ونسائهم وأولادهم ومواليهم، وكانت تسجّل أيضاً أسماء المولودين حديثاً وسنة ولادتهم، كما كان يتمّ محو أسماء الأشخاص المتوفّين، وبذلك فقد كانوا يحيطون علماً بأفرادهم.

ويبدو أنّ تعيين وعزل العرفاء كانا يتمّان بواسطة الوالي ؛ ذلك لأنّهم كانوا مسؤولين أمام الوالي تجاه أفراد العرافة.۲

وكان دور العرفاء وأهميّتهم يتضاعفان عند حدوث الاضطرابات في المدن ؛ ذلك لأنّهم كانوا مسؤولين عن إقرار النظام في عرافتهم، وبالطبع فإنّ الحكومة المركزية إذا كانت قويّة فإنّها كانت تطلب منهم أن يرفعوا تقارير بأسماء الأشخاص المتمرّدين.۳

ب ـ مصادر دخل الناس

يمكن بشكل عام تقسيم طرق دخل الأهالي إلى قسمين: الأوّل هو الكسب والعمل، والثاني هو استلام العطاءات والأرزاق من حكومة الكوفة.

1.. مجلّة «مشكاة» : العدد ۵۳ ص ۳۱ .

2.. تنظيمات الجيش العربي الإسلامي : ص ۲۲۳ ، الحياة الاجتماعية والاقتصادية في الكوفة في القرن الأوّلالهجري : ص ۴۹ وما بعدها .

3.. ممّا يجدر ذكره أنّ هناك منصباً آخر ذُكر في النظام الإداري للكوفة يُدعى «المناكب» ، وقد أفادت بعضالروايات أنّ ابن زياد هو الذي كان قد استحدث هذا المنصب للإشراف على عمل «العرفاء» والسيطرة عليه مجلّة «مشكاة» : العدد ۵۳ ص ۳۱ .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
396

ثالثاً: العُرفاء

العرفاء جمع عريف، و العريف يمثّل منصباً في القبيلة، وهو أن يتولّى رئاسة عدد من أفراد القبيلة ورعاية شؤونهم، ويأخذ على عاتقه مسؤولية أعمال اُولئك الأشخاص أمام الحكومة، ويطلق على المسؤولية التي يقوم بها العريف و عدد الأشخاص الخاضعين لإشرافه عنوان «العرافة».۱

وقد كان هذا المنصب معروفاً بين قبائل العرب في العصر الجاهلي، وهو في الناحية الإدارية أدنى من رئاسة القبيلة بدرجة أو درجتين.۲

لكن بعد تأسيس نظام الأسباع عام ۱۷ للهجرة، صار نظام العرفاء بشكل آخر، وذلك بأن جُعل المعيار في عدد الأشخاص الخاضعين لإشراف كلّ عريف، هو أن يكون عطاؤهم وحقوقهم هم ونساؤهم وأولادهم مئة ألف درهم.۳ ولذلك فقد كان عدد أفراد «العرافات» المختلفة متبايناً ؛ لأنّ النظام الذي كان عمر بن الخطّاب قد أخذ به لدفع عطاءات المقاتلين لم يكن قائماً على المساواة، بل على أساس فضائل الأشخاص وخصوصيّاتهم، كأن يكونوا صحابيّين ومشاركين في غزوات النبي الأعظم صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أو مشاركين في الفتوح، وغير ذلك.۴ وبذلك كانت «العرافات» المختلفة تضمّ من عشرين إلى ستّين مقاتلاً بالإضافة إلى نسائهم وأولادهم.

وكانت مهمّة العرفاء في ذلك الوقت تتمثّل في أنّهم كانوا يستلمون عطاءات وحقوق الأفراد الخاضعين لإشرافهم من اُمراء الأسباع ويسلّمونها إليهم، وكانوا يستنفرون أفرادهم عند الحرب، ويرفعون أحياناً تقارير بأسماء المتخلّفين عن

1.. النهاية : ج ۳ ص ۲۱۸ ، لسان العرب : ج ۹ ص ۲۳۸ .

2.. تاج العروس : ج ۱۲ ص ۳۸۰ ، تاريخ التمدّن الإسلامي : ج ۱ ص ۱۷۶ .

3.. تاريخ الطبري : ج ۴ ص ۴۹ .

4.. لمزيد من الاطّلاع على خصائص نظام العطاء لدى عمر راجع : تاريخ الطبري : ج ۳ ص ۶۱۳ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14652
صفحه از 895
پرینت  ارسال به