393
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

وربّما كان اشتهار أهل الكوفة بالغدر والخديعة وعدم الوفاء بحيث أدّى إلى ظهور أمثالٍ ذائعةٍ، نظير: «أغدر من كوفيّ»۱، أو «الكوفي لا يوفي»۲ ناجماً عن هذه الخصوصية المتمثّلة في اتّباعهم لأحاسيسهم وعواطفهم.

رابعاً: العنف

كانت الطبيعة العسكريّة للمدينة وتأسيسها بهدف القتال قد أوجدت نفسيّةً خاصّة لهم تتمثّل في العنف، فقد كانوا يتعاملون بعنف مع كلّ ظاهرة، مغترّين بقوّتهم العسكريّة وفتوحهم ؛ ليستعيدوا بذلك هويّتهم ويحقّقوا مصالحهم.

خامساً: النزعة القبليّة

كانت النزعة القبلية السائدة في العراق وجزيرة العرب، متجسّدة في الكوفة أيضاً، وعلى هذا فقد كان أفراد القبيلة مرتبطين بشيوخ قبائلهم أكثر من ارتباطهم بالحكّام. وقد كان السياسيّون ـ مثل معاوية وابن زياد ـ يستغلّون قوّة هذه القبائل من خلال تطميع رؤسائها، خلافاً لأئمّة الشيعة عليهم‏السلام.

1.. الفرق بين الفرق لعبد القاهر البغدادي : ص ۴۵ .

2.. آثار البلاد بالفارسية لزكريا القزويني : ص ۳۰۷ .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
392

ويمكن أن نبرّر كثرة مبايعي مسلم استناداً إلى هذا المبدأ أيضاً، رغم أنّ الأشخاص المخلصين بينهم لم يكونوا يشكّلون سوى أقلّية.

فكان أهل الكوفة آنذاك يرون من جهةٍ أنّ حكومة الشام المركزيّة ابتُليت بالضعف بسبب موت معاوية ونزق يزيد، ولم يكونوا يرون من جهة اُخرى أنّ «النعمان بن بشير» قادرٌ على مواجهة ثورة عارمة، ولذلك فإنّ أهل الكوفة سرعان ما رحّبوا بتجمّع عدد من الشيعة المخلصين بقيادة «سليمان بن صرد الخزاعي» وعرض دعوة الإمام الحسين عليه‏السلام، وإقامة الحكومة في الكوفة من قبلهم ؛ لأنّهم كانوا يرون أنّ الانتصار وإقامة الحكومة محتملان إلى حدٍّ كبير.

ولم يفقدوا الأمل بالانتصار حتّى بعد وصول عبيد اللّه‏ إلى الكوفة، ولذلك فقد شارك عددٌ كبير منهم مع مسلم في محاصرة قصر عبيد اللّه‏، ولكنّهم سرعان ما خذلوا الثورة عندما شعروا بالخطر، وسلّموا مسلماً وهانياً بيد عبيد اللّه‏ !

وقد اشتدّ هذا الاحساس بالخطر عندما انتشرت بين الناس شائعة تحرّك جيش الشام من قبل أنصار عبيد اللّه‏، حيث يمكن اعتبار سبب الخوف من جيش الشام تعلّق أهل الكوفة بالدنيا۱.

ثالثاً: اتّباع العواطف

من خلال دراسة المراحل المختلفة من حياة الكوفة، يمكننا أن نلاحظ هذه الخصوصيّة بوضوحٍ فيها. ويمكن اعتبار السبب الرئيس لهذه الخصوصية هو عدم ترسّخ الإيمان في قلوبهم، وبالطبع فإنّنا لا يمكن أن نتوقّع سلوكاً آخر من الأشخاص والقبائل الذين اعتنقوا الإسلام بعد أن رأوا قدرته وسطوته فخرجوا للحرب من أجل دنياهم.

1.. تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۶۹ ـ ۳۷۱ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14417
صفحه از 895
پرینت  ارسال به