وكانت العناصر غير العربية في الكوفة تتألّف من شرائح ـ كالموالي^۱ والسريانيّين^۲ والأنباط^۳ ـ يُشكّلون هذه المجموعة.^۴

وبالطبع فإنّ الشريحتين الأخيرتين كانتا تشكّلان أقلّية من سكّان الكوفة.

۲. المجتمع الكوفي من الناحية العقيدية

يمكن تقسيم المجتمع الكوفي آنذاك من الناحية العقيدية إلى قسمين: مسلم وغير مسلم ؛ حيث كان يشكّل القسم غير المسلم المسيحيّون العرب من بني تغلب، ومسيحيّو نجران، والمسيحيّون الأنباط، واليهود المبعدون من شبه الجزيرة العربيّة في عهد عمر، والمجوس الإيرانيّون. وقد كان هذا القسم يمثّل بشكل عامّ الأقلّية من مجموع سكّان الكوفة.^۵

۳. المجتمع الكوفي من الناحية السياسية

يمكن تقسيم القسم المسلم من سكّان الكوفة إلى أربعة أقسام:

۱. موالو أهل البيت عليهم‏السلام

أشرنا سلفاً إلى أنّ الكوفة كانت في عهد الثورة الحسينية مركز موالي أهل البيت عليهم‏السلام، ولكن يجب الالتفات إلى أنّ هذا لا يعني أنّ جميع الذين كانوا يعبّرون عن ولائهم لأهل البيت عليهم‏السلام، كانوا من أتباعهم الخلّص، و«شيعة» بالمفهوم الحقيقي للكلمة، بل إنّ

۴

دراسة مجتمع الكوفة

القضية التي يجب أن تخضع للدراسة في تقييم سفر الإمام الحسين عليه‏السلام وثورة أهل الكوفة، هي دراسة هذه المدينة من الناحية الاجتماعية، حيث تعدّ الكوفة مدينة متنوّعة وذات جوانب مختلفة من عدّة زوايا:

۱. المجتمع الكوفي من الناحية العرقية^۱

يمكن تقسيم المجتمع الكوفي من الناحية العرقية إلى قسمين هما: العرب، وغير العرب.

كان العرب الساكنون في الكوفة عبارة عن قبائل رُحِّلت من شبه الجزيرة العربية نحو العراق ـ مع بداية الفتوح الإسلامية في إيران ـ بهدف المشاركة في الفتوح، وأخيراً سكنت في الكوفة والبصرة بعد نهاية الفتوح.

وكان هناك قسم آخر من العرب الساكنين في الكوفة يتألّفون من قبائل مثل بني تغلب، حيث كانوا يقطنون العراق من بداية الإسلام، وكانت هذه القبائل في حالة حرب دائمة مع الإيرانيّين، وانضمّت القبائل المشار إليها إلى القبائل المسلمة مع بداية الفتوح الإسلامية وأعانتها في الفتوح، ثمّ سكن قسم منها في المدن الإسلامية المؤسّسة حديثا.^۲