خطير، مختلفةً. ويمكن تقسيم هذه الأجوبة إلى ثلاث طوائف:
۱. الردّ على عمّال الحكومة
كان ردّ الإمام عليهالسلام على عمّال يزيد الذين كانوا يمنعونه من السفر إلى العراق هوالطلب منهم ألاّ يتدخّلوا في شأنه، فعندما منع عمّال عمرو بن سعيد والي مكّة الإمامَ وأصحابه من الخروج من مكّة، خاطبوا الإمام قائلين بعد مشادّة بسيطة:
يا حسين، ألا تتّقي اللّه تخرج من الجماعة وتفرّق بين هذه الاُمّة !
ولكنّ الإمام اكتفى بقراءة هذه الآية الكريمة:
«لِى عَمَلِى وَ لَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُم بَرِيونَ مِمَّآ أَعْمَلُ وَ أَنَا بَرِىءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ»۱.۲
واستناداً إلى نقل ابن أعثم، فقد اكتفى الإمام أيضاً بكتابة الآية المذكورة ردّاً على كتاب يزيد إلى أهل المدينة، والذي كان يتضمّن منعهم من الثورة.
۲. ردّ الإمام عليهالسلام على الذين لم يكن يريد أن يخبرهم بمصير هذا السفر
بما أنّ الهدف الأساسي للإمام عليهالسلام من السفر إلى العراق كان يتمثّل في تأسيس الحكومة الإسلامية، فإنّه لم يكن يستطيع من باب إتمام الحجّة، أن يخبر جميع الناس ـ بل حتّى بعض الخواصّ ـ بمصير هذا السفر،ولذلك فقد كان يكتفي بأجوبة إجمالية ردّاً على الذين كانوا يريدون ثنيه عن عزمه على هذا السفر من خلال تصوير مخاطره، كما قال ردّاً على مقترح الطرِّماح وأبي بكر بن عبد الرحمن:
مَهما يَقضِ اللّهُ مِن أمرٍ يَكُن.
كما اكتفى بأجوبة إجماليّة ردّاً على بشر بن غالب وعبد اللّه بن مطيع وعمر بن عبد الرحمن والفرزدق، وأمثالهم.