379
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

۳. الردّ على الخواصّ

وأمّا أجوبة الإمام عليه‏السلام على شخصيّات كبيرة مثل اُمّ سلمة وعبد اللّه‏ بن جعفر ومحمّد بن الحنفية، فقد كانت مختلفة تماماً عن أجوبته على الآخرين، فقد كان يخبرهم بشهادته، كما قال ردّاً على اُمّ سلمة:

إنّي واللّهِ مَقتولٌ كَذلِكَ، وإن لَم أخرُج إلَى العِراقِ يَقتُلوني أيضاً.

كما أجاب عبد اللّه‏ بن جعفر قائلاً:

لَو كُنتُ في جُحرِ هامَةٍ مِن هَوامِّ الأَرضِ لاَستَخرَجوني وَيَقتلونّي.

وهذه الأقوال تعني أنّه سواء ذهب إلى الكوفة، أم لم يذهب إليها فإنّه سيُقتل حتماً على يد عمّال يزيد، وعلى هذا فإنّ عليه أن يختار مكاناً للشهادة كي يقدّم بدمه أكبر خدمة للإسلام، ويوجّه أكبر ضربة إلى الحكومة الاُموية، ومع حفظه على حرمة الحرم أيضاً، ولم تكن تلك المنطقة سوى أرض العراق.

وعلى هذا الأساس اختيار الكوفة، واصطحاب أهل بيته وأطفاله وأفضل أصحابه معه في هذا السفر، في إطار تحقيق هذا الهدف الإلهي السامي.


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
378

خطير، مختلفةً. ويمكن تقسيم هذه الأجوبة إلى ثلاث طوائف:

۱. الردّ على عمّال الحكومة

كان ردّ الإمام عليه‏السلام على عمّال يزيد الذين كانوا يمنعونه من السفر إلى العراق هوالطلب منهم ألاّ يتدخّلوا في شأنه، فعندما منع عمّال عمرو بن سعيد والي مكّة الإمامَ وأصحابه من الخروج من مكّة، خاطبوا الإمام قائلين بعد مشادّة بسيطة:

يا حسين، ألا تتّقي اللّه‏ تخرج من الجماعة وتفرّق بين هذه الاُمّة !

ولكنّ الإمام اكتفى بقراءة هذه الآية الكريمة:

«لِى عَمَلِى وَ لَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُم بَرِيونَ مِمَّآ أَعْمَلُ وَ أَنَا بَرِى‏ءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ»۱.۲

واستناداً إلى نقل ابن أعثم، فقد اكتفى الإمام أيضاً بكتابة الآية المذكورة ردّاً على كتاب يزيد إلى أهل المدينة، والذي كان يتضمّن منعهم من الثورة.

۲. ردّ الإمام عليه‏السلام على الذين لم يكن يريد أن يخبرهم بمصير هذا السفر

بما أنّ الهدف الأساسي للإمام عليه‏السلام من السفر إلى العراق كان يتمثّل في تأسيس الحكومة الإسلامية، فإنّه لم يكن يستطيع من باب إتمام الحجّة، أن يخبر جميع الناس ـ بل حتّى بعض الخواصّ ـ بمصير هذا السفر،ولذلك فقد كان يكتفي بأجوبة إجمالية ردّاً على الذين كانوا يريدون ثنيه عن عزمه على هذا السفر من خلال تصوير مخاطره، كما قال ردّاً على مقترح الطرِّماح وأبي بكر بن عبد الرحمن:

مَهما يَقضِ اللّه‏ُ مِن أمرٍ يَكُن.

كما اكتفى بأجوبة إجماليّة ردّاً على بشر بن غالب وعبد اللّه‏ بن مطيع وعمر بن عبد الرحمن والفرزدق، وأمثالهم.

1.. يونس : ۴۱ .

2.. تاريخ الطبري: ج ۵ ص ۳۸۵؛ مثير الأحزان: ص ۳۹، بحار الأنوار: ج ۴۴ ص ۳۶۵.

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14631
صفحه از 895
پرینت  ارسال به