375
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

بالنفس، ولكنّ أهل البيت لم يكن لهم في المدن الاُخرى هذا العدد من الموالين، ولذلك فعندما أجبر ابن زياد أهل الكوفة على التوجّه إلى كربلاء ومحاربة الإمام عليه‏السلام فإنّ الكثير منهم هربوا أثناء الطريق ولم يشهدوا كربلاء. يقول البلاذري في هذا المجال:

وكان الرجل يبعث في ألف فلا يصل إلاّ في ثلاثمئة أو أربعمئة وأقلّ من ذلك ؛ كراهةً منهم لهذا الوجه.۱

سادساً: دعوة أهل الكوفة للإمام عليه‏السلام

لم يدعُ أحدٌ الإمامَ الحسين عليه‏السلام في جميع أرجاء العالم الإسلامي للثورة ضدّ حكومة يزيد سوى أهل الكوفة، ولذلك فقد كان من أجوبة الإمام على المعترضين، الاستنادُ إلى الكتب التي دعاه فيها أهل الكوفة للقدوم. ولو أنّ الإمام عليه‏السلام كان قد توجّه في مثل هذا الجوّ إلى منطقة اُخرى لإعلان الثورة، وقُتل على يد عمّال الحكومة، لاتّهم بعدم الحنكة السياسية.

سابعاً: منع الحكومة الاُموية الإمامَ عليه‏السلام من الذهاب إلى الكوفة

كان وصول الإمام الحسين عليه‏السلام إلى الكوفة يشكّل خطراً كبيراً على الاُمويّين، ولذلك فقد بذل يزيد وعمّاله ـ قبل السيطرة الكاملة لابن زياد على الكوفة ـ كلّ جهدهم من أجل الحيلولة دون ذهاب الإمام إلى الكوفة، حتّى إنّ يزيد مدّ يد العون إلى ابن عبّاس كي يمنع الإمام من الذهاب إلى الكوفة، كما سعى عمرو بن سعيد ـ والي مكّة ـ لأن يحول دون ذهاب الإمام، وأرسل مجموعة تمنع الإمام عليه‏السلام من مغادرة مكّة، إلاّ أنّ الإمام عليه‏السلام اتّجه إلى العراق بعد قتال يسير.

وعلى هذا، فقد كانت الكوفة من حيث الموقع الثقافي والسياسي والاجتماعي

1.. أنساب الأشراف: ج ۳ ص ۳۸۶ وراجع: الطبقات الكبرى الطبقة الخامسة من الصحابة: ج ۱ ص ۴۶۶.


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
374

ذلك ـ كان قليلاً، إلاّ أن محبّي أهل البيت والأشخاص الذين كانوا يعبّرون عن حبّهم لأهل بيت الرسالة كانوا كثيرين في هذه المدينة، بل نظراً إلى أنّ الكوفة كانت مركز الحكومة العادلة للإمام عليّ عليه‏السلام لما يقرب من خمس سنوات، وكان عدد كبير من كبار أصحاب رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قد قدموا معه إلى هذه المدينة، فانتشرت بذلك أحاديث كثيرة بين أهلها بشأن فضائل أهل البيت عليهم‏السلام، فأصبحت الكوفة تدريجياً مركزاً لمحبّي أهل البيت عليهم‏السلام في العالم الإسلامي، ولذلك فبعد موت معاوية وعندما بدأت مجموعة صغيرة من الأتباع المخلصين لأهل البيت عليهم‏السلام نشاطها الإعلامي لمبايعة الإمام الحسين عليه‏السلام ومحاربة الحكومة الاُموية، سيطر أتباع الإمام عليه‏السلام خلال فترة قصيرة على الجوّ العام للمدينة مستغلّين الجوّ الاجتماعي المنفتح الناجم عن ضعف والي الكوفة.

ولكنّ أهل مكّة والمدينة لم يكونوا يميلون لأهل البيت عليهم‏السلام كما كان الحال بالنسبة لأهل الكوفة ؛ وذلك بسبب الظروف السياسية المهيمنة عليهم. وفي هذا المجال ينقل ابن أبي الحديد، عن أبي عمر النهدي، عن الإمام عليّ بن الحسين عليه‏السلام أنّه قال:

ما بِمَكَّةَ وَالمَدينَةِ عِشرونَ رَجُلاً يُحِبُّنا.۱

وهناك في المقابل روايات كثيرة تدلّ على الكثرة النسبية لمحبّي أهل البيت في الكوفة كما نقل عن الإمام الباقر عليه‏السلام:

إنَّ وَلايَتَنا عُرِضَت عَلى أهلِ الأَمصارِ فَلَم يَقبَلها قَبولَ أهلِ الكوفَةِ بِشَيءٍ.۲

وهناك روايات اُخرى أيضاً تؤيّد أنّ أنصار أهل البيت عليهم‏السلام في الكوفة كانوا أكثر من أيّ مدينة اُخرى، رغم أنّ حبّ غالبيّتهم لم يبلغ حدّ الدفاع العملي والتضحية

1.. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۴ ص ۱۰۴ ، بحار الأنوار : ج ۳۴ ص ۲۹۷ .

2.. ثواب الأعمال : ص ۱۱۴ ح ۲۰ ،كامل الزيارات : ص ۳۱۴ ح ۵۳۳ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۴۶ ح ۶ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14318
صفحه از 895
پرینت  ارسال به