الاُموي مركزاً لمحاربة حكومة الشام ومعارضتها، وقد قدّمت في هذا الطريق أكبر عدد من القتلى والسجناء والمنفيّين.
وقد قام «زياد بن أبيه» في الفترة التي تولّى فيها إمارة الكوفة من جانب معاوية ـ فضلاً عن قتل وسجن الكثير من الثوار، ونفي الكثير منهم إلى الشام والمدن الاُخرى۱ ـ بترحيل خمسين ألف شخص من خصوص الكوفة والبصرة إلى خراسان كما تفيد بعض الروايات.۲
كما سجن ابنه «عبيد اللّه بن زياد» حوالي ۱۲ ألفاً من شيعة الكوفة، بالإضافة إلى ارتكابه المذابح ضدّ الثوار كما تفيد إحدى الروايات.۳
كما أنّ ثورة التوّابين والمختار بعد واقعة كربلاء،۴ وثورة عبد الرحمن بن محمّد بن الأشعث عام ۸۲-۸۳،۵ وثورة زيد بن عليّ عليهالسلام سنة ۱۲۲۶، هي أدلّة واضحة اُخرى على الكراهة الشديدة التي كان يضمرها غالبيّة أهالي الكوفة للحكومة الاُموية.
وفي عهد إمامة الإمام الحسين عليهالسلام تضاعف الكره الطبيعي لأهل الكوفة ضدّ حكومة الشام ؛ بسبب المفاسد الأخلاقية والسلوكية السافرة ليزيد الذي كان يعتبر نفسه خليفة المسلمين ؛ ولذلك فقد دعوا الإمام من خلال الكتب المتتالية لأن يأتي إلى الكوفة ويقود الثورة ضدّ الحكّام الاُمويّين.
خامساً: حضور محبّي أهل البيت عليهمالسلام
رغم أنّ عدد الشيعة والأتباع المخلصين لأهل البيت عليهمالسلام في الكوفة ـ كما سنوضح
1.. تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۲۵۷ ، تاريخ دمشق : ج ۱۲ ص ۲۲۷ .
2.. فتوح البلدان : ص ۴۰۰ .
3.. حياة الإمام الحسين عليهالسلام للقرشي : ج ۲ ص ۴۱۶ .
4.. تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۵۵۱ ببعد .
5.. تاريخ الطبري : ج ۶ ص ۳۴۲ ،سير أعلام النبلاء : ج ۴ ص ۱۸۴ .
6.. تاريخ الطبري : ج ۷ ص ۱۸۰ .