371
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

وبعد نهاية معركة الجمل أشاد بهم بهذه العبارات:

جزاكُمُ اللّه‏ُ مِن أهلِ مِصرٍ عَن أهلِ بَيتِ نَبِيِّكُم أحسَنَ ما يَجزِي العامِلينَ بِطاعَتِهِ وَالشّاكِرينَ لِنِعمَتِهِ، فَقَد سَمِعتُم وأطَعتُم، وَدُعيتُم فَأَجَبتُم.۱

كما كان معظم جنده في معركة صفّين من الكوفة، حيث ذكرت المصادر التاريخية أنّ عدد جيش الإمام عليه‏السلام بلغ مئةً وعشرين ألفاً.۲

وفي هذه المعركة نفسها عندما لاحظ الإمام عليه‏السلام ضعف جيشه أمام جيش الشام، أشار إلى مكانتهم المهمّة في العالم الإسلامي، خلال حديثٍ لام فيه جيشَه، فقال:

أنتُم لَهاميمُ العَرَبِ ويَآفيخُ الشَّرَفِ، وَالأَنفُ المُقَدَّمُ، وَالسَّنامُ الأَعظَمُ.۳

وخاطبهم في موضع آخر بشيء من الذمّ:

وأنتُم تَريكةُ الإِسلامِ، وبَقِيَّةُ النّاسِ.۴

ثانياً: الموقع الجغرافي

كانت الكوفة قديماً في قلب البلاد الإسلامية، وكانت أقرب منطقة لإدارتها، خاصّة المناطق التي ضُمّت في عهد الخليفة الثاني إلى رقعة الدولة الإسلامية.

وفي عهد حكم الإمام عليّ عليه‏السلام انتقل مقرّ الخلافة من المدينة إلى الكوفة، ولا شكّ في أنّ من أسباب ذلك ـ فضلاً عن الموقع الاقتصادي ـ قرب هذه المدينة من البلدان الإسلامية المختلفة، وخاصّة لإرسال الجيوش لمحاربة معاوية.

وعلى هذا الأساس فقد كانت الكوفة من الناحية الجغرافية أنسب منطقة لمحاربة حكومة يزيد.

1.. نهج البلاغة : الكتاب ۲ .

2.. راجع : موسوعة الإمام علي بن أبي طالب عليه‏السلام : ج ۳ ص ۲۶۸ القسم السادس / الحرب الثانية : وقعة صفّين/ عدد المشاركين فيها .

3.. نهج البلاغة : الخطبة ۱۰۷ .

4.. نهج البلاغة : الخطبة ۱۸۰ .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
370

صدر الإسلام عدد ملفت للنظر من شيوخ القبائل والقادة العسكريّين الكبار وخيرة المقاتلين ؛ ولذلك فعندما خرج الإمام علي عليه‏السلام من المدينة متوجّهاً إلى العراق من أجل القضاء على فتنة الناكثين، لم يكن يصطحب معه سوى سبعمئة مقاتل۱ من المهاجرين والأنصار، فيما التحق به من الكوفة اثنا عشر ألفاً.۲

ومن الملفت للنظر أنّ الإمام بعث كتاباً يخاطب فيه أهل الكوفة عندما كان يريد الانطلاق من المدينة نحو البصرة، يبدأ بهذه العبارات:

مِن عَبدِ اللّهِ عَلِيٍّ أميرِ المُؤمِنينَ إلى أهلِ الكوفَةِ جَبهَةِ الأَنصارِ وسَنامِ العَرَبِ.۳

وتفيد رواية الطبري أنّ الإمام عندما اُخبر في الطريق بأنّ المتمرّدين ذهبوا إلى البصرة، فإنّه شعر بالطمأنينة وقال:

إنَّ أهلَ الكوفَةِ أشَدُّ إليّ حُبّاً، وفيهِم رُؤوسُ العَرَبِ وأعلامُهُم.۴

كما كتب إليهم:

إنّي قَدِ اختَرتُكُم عَلَى الأَمصارِ وإنّي بِالأَثرَةِ.۵

وجاء في رواية اُخرى أنّه كتب قائلاً:

فَإِنّي قَدِ اختَرتُكُم وَالنُّزولَ بَينَ أظهُرِكُم ؛ لِما أعرِفُ مِن مَوَدَّتِكُم وحُبِّكُم للّه‏ِِ عَزَّوجَلَّ ولِرَسولِهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله....۶

وعندما التحق أهلُ الكوفة بالإمام عليّ عليه‏السلام في ذي قار، مدحهم الإمام عليه‏السلام قائلاً:

أنتُم أشَدُّ العَرَبِ وُدّاً لِلنَّبِيِّ ولِأَهلِ بَيتِهِ، وإنَّما جِئتُكُم ثِقَةً ـ بَعدَ اللّهِ ـ بِكُم.۷

1.. الجمل : ص ۲۴۰ .

2.. تاريخ الطبري : ج ۴ ص ۵۰۰ .

3.. تاريخ الطبرى: ج ۴ ص ۵۰۰.

4.. تاريخ الطبري : ج ۴ ص ۴۷۷ .

5.. في بعض المصادر «وإنّي بالأثر» وهو الأنسب راجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۱۴ ص ۱۶

6.. تاريخ الطبري : ج ۴ ص ۴۷۷ .

7.. الإرشاد : ج ۱ ص ۲۵۰ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14685
صفحه از 895
پرینت  ارسال به