صدر الإسلام عدد ملفت للنظر من شيوخ القبائل والقادة العسكريّين الكبار وخيرة المقاتلين ؛ ولذلك فعندما خرج الإمام علي عليهالسلام من المدينة متوجّهاً إلى العراق من أجل القضاء على فتنة الناكثين، لم يكن يصطحب معه سوى سبعمئة مقاتل۱ من المهاجرين والأنصار، فيما التحق به من الكوفة اثنا عشر ألفاً.۲
ومن الملفت للنظر أنّ الإمام بعث كتاباً يخاطب فيه أهل الكوفة عندما كان يريد الانطلاق من المدينة نحو البصرة، يبدأ بهذه العبارات:
مِن عَبدِ اللّهِ عَلِيٍّ أميرِ المُؤمِنينَ إلى أهلِ الكوفَةِ جَبهَةِ الأَنصارِ وسَنامِ العَرَبِ.۳
وتفيد رواية الطبري أنّ الإمام عندما اُخبر في الطريق بأنّ المتمرّدين ذهبوا إلى البصرة، فإنّه شعر بالطمأنينة وقال:
إنَّ أهلَ الكوفَةِ أشَدُّ إليّ حُبّاً، وفيهِم رُؤوسُ العَرَبِ وأعلامُهُم.۴
كما كتب إليهم:
إنّي قَدِ اختَرتُكُم عَلَى الأَمصارِ وإنّي بِالأَثرَةِ.۵
وجاء في رواية اُخرى أنّه كتب قائلاً:
فَإِنّي قَدِ اختَرتُكُم وَالنُّزولَ بَينَ أظهُرِكُم ؛ لِما أعرِفُ مِن مَوَدَّتِكُم وحُبِّكُم للّهِِ عَزَّوجَلَّ ولِرَسولِهِ صلىاللهعليهوآله....۶
وعندما التحق أهلُ الكوفة بالإمام عليّ عليهالسلام في ذي قار، مدحهم الإمام عليهالسلام قائلاً:
أنتُم أشَدُّ العَرَبِ وُدّاً لِلنَّبِيِّ ولِأَهلِ بَيتِهِ، وإنَّما جِئتُكُم ثِقَةً ـ بَعدَ اللّهِ ـ بِكُم.۷
1.. الجمل : ص ۲۴۰ .
2.. تاريخ الطبري : ج ۴ ص ۵۰۰ .
3.. تاريخ الطبرى: ج ۴ ص ۵۰۰.
4.. تاريخ الطبري : ج ۴ ص ۴۷۷ .
5.. في بعض المصادر «وإنّي بالأثر» وهو الأنسب راجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۱۴ ص ۱۶
6.. تاريخ الطبري : ج ۴ ص ۴۷۷ .
7.. الإرشاد : ج ۱ ص ۲۵۰ .