369
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

۱

أسباب اتّخاذ الكوفة قاعدةً للثورة

من أجل تقييم سفر الإمام الحسين عليه‏السلام إلى العراق واختيار الكوفة قاعدة للثورة، يجب الالتفات إلى أنّ الهدف من ثورته عليه‏السلام كان بالدرجة الاُولى الإطاحة بحكومة يزيد، وتأسيس الحكومة الإسلامية في حالة نصرة الناس له، ثمّ بالدرجة الثانية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفضح الحكومة الاُموية وزلزلة قواعدها، والحيلولة دون زوال القيم الإسلامية، وأخيراً إتمام الحجّة على المسلمين، حتّى وإن كان ثمن تحقيق هذه الأهداف هو شهادته وشهادة أهل بيته وأصحابه وسبي عياله وذراريه.

وقد كانت الكوفة آنذاك تتميّز بخصوصيات تجعلها أفضل مكان في العالم الإسلامي لتحقيق أهداف الإمام الحسين عليه‏السلام، وهي:

أوّلاً. الموقع السياسي والعسكري

تأسّست مدينة الكوفة في السنة السابعة عشرة من الهجرة بواسطة الخليفة الثاني وعلى يد سعد بن أبي وقاص ؛ بهدف إقامة معسكر كبير، ومن أجل قيادة الفتوح الإسلامية وتوسيعها۱.۲

وبسبب الموقع الحسّاس الذي كانت تتمتّع به مدينة الكوفة، فقدكان يسكنها في

1.. تأسّست الكوفة لتنظيم وقيادة الفتوح الإسلامية في المنطقة الغربية مثل : الشام ، فلسطين ، أفريقيا ، وأمّاالمناطق الشرقية فقد جعلت البصرة لنفس الهدف .

2.. تاريخ الطبري : ج ۴ ص ۴۰ .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
368

وتتبادر إلى الأذهان في هذا المجال عدّة تساؤلات لابدّ من إجابتها، وهي:

۱. هل كان اختيار الكوفة كقاعدة للثورة ضدّ حكومة يزيد عملاً صحيحاً من الناحية السياسية، وهل يثق سياسيّ كبير مثل الإمام عليه‏السلام بالكوفيّين رغم مواقفهم السابقة مع أبيه وأخيه الأكبر، ويعتمد على وعودهم بالدفاع عنه في مقابل حكومة بني اُمية، ليتّخذ من الكوفة قاعدة للنهضة ضدّ نظام الحكم؟

وبتعبير أكثر وضوحاً: ألم يكن الإمام عليه‏السلام يعلم بما كان الآخرون يقولونه بشأن المخاطر التي تكتنف سفره إلى الكوفة؟ وأخيراً، ألم يكن الإمام عليه‏السلام يعلم أنّ الجوّ العامّ لتأييده والذي كان يسود هذه المدينة قبل قدوم ابن زياد إلى الكوفة هو جوٌّ مفتعلٌ ؟

۲. هل كان جميع الذين وجّهوا الدعوة إلى الإمام الحسين عليه‏السلام من شيعته وأتباعه في

العقيدة حقّاً، وهل كان الأمر كما ظنّ البعض۱ من أنّه انخدع بشيعته الذين وعدوه بالنصرة، ولكنّهم لم يتركوا الدفاع عنه فحسب، بل هبّوا لمحاربته، وبذلك فإنّ الشيعة أنفسهم هم السبب الرئيس في مأساة عاشوراء؟

أم أنّ مفهوم «الشيعة» في ذلك العصر مفهوم يختلف عن المفهوم الحالي له، وأنّ الأشخاص الذين خذلوا الإمام كان تشيّعهم له تشيّعا سياسياً واجتماعياً، لا عقيدياً وحقيقياً؟

۳. ماهي أسباب إقبال أهل الكوفة على النهضة الحسينية وإدبارهم عنها ؟ وماهي عوامل فشلها؟

1.. منهم عبداللّه‏ بن عبدالعزيز في كتابه : «مَن قَتَل الحسين عليه‏السلام» حيث يقول فيه : إنّ أهل الكوفة هم الذين كتبوا إلى الحسين عليه‏السلام وطلبوا منه المجيء ، وما لبثوا أن خذلوا رسوله مسلم بن عقيل وغدروا به ، ثمّ جاء الدور على الحسين لينال منهم ما ناله مسلم بن عقيل ، وليس الحسين الوحيد الذي غدر به الشيعة ، بل غدروا قبله بأبيه وأخيه ، ثمّ من بعده أئمّة أهل البيت ـ رضي اللّه‏ عنهم ـ مَن قَتَل الحسين عليه‏السلام : ص ۱۱۸ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14091
صفحه از 895
پرینت  ارسال به