وتتبادر إلى الأذهان في هذا المجال عدّة تساؤلات لابدّ من إجابتها، وهي:
۱. هل كان اختيار الكوفة كقاعدة للثورة ضدّ حكومة يزيد عملاً صحيحاً من الناحية السياسية، وهل يثق سياسيّ كبير مثل الإمام عليهالسلام بالكوفيّين رغم مواقفهم السابقة مع أبيه وأخيه الأكبر، ويعتمد على وعودهم بالدفاع عنه في مقابل حكومة بني اُمية، ليتّخذ من الكوفة قاعدة للنهضة ضدّ نظام الحكم؟
وبتعبير أكثر وضوحاً: ألم يكن الإمام عليهالسلام يعلم بما كان الآخرون يقولونه بشأن المخاطر التي تكتنف سفره إلى الكوفة؟ وأخيراً، ألم يكن الإمام عليهالسلام يعلم أنّ الجوّ العامّ لتأييده والذي كان يسود هذه المدينة قبل قدوم ابن زياد إلى الكوفة هو جوٌّ مفتعلٌ ؟
۲. هل كان جميع الذين وجّهوا الدعوة إلى الإمام الحسين عليهالسلام من شيعته وأتباعه في
العقيدة حقّاً، وهل كان الأمر كما ظنّ البعض۱ من أنّه انخدع بشيعته الذين وعدوه بالنصرة، ولكنّهم لم يتركوا الدفاع عنه فحسب، بل هبّوا لمحاربته، وبذلك فإنّ الشيعة أنفسهم هم السبب الرئيس في مأساة عاشوراء؟
أم أنّ مفهوم «الشيعة» في ذلك العصر مفهوم يختلف عن المفهوم الحالي له، وأنّ الأشخاص الذين خذلوا الإمام كان تشيّعهم له تشيّعا سياسياً واجتماعياً، لا عقيدياً وحقيقياً؟
۳. ماهي أسباب إقبال أهل الكوفة على النهضة الحسينية وإدبارهم عنها ؟ وماهي عوامل فشلها؟