367
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

تحليل حول تقييم سفر الإمام الحسين علیه السلام إلى العراق وثورة الكوفة

بعد خروج الإمام الحسين عليه‏السلام من المدينة في الثالث من شعبان وحتّى الثامن من ذي الحجّة سنة ۶۰ للهجرة، توقّف في مكّة حوالي أربعة أشهر وخمسة أيّام، وبعد استلام كتاب مسلم بن عقيل عليه‏السلام من الكوفة والذي كان يفيد استعداد أهل الكوفة للدفاع عنه مقابل حكومة يزيد، وكذلك بعد الإحساس بالخطر الأكيد من جانب عمّال السلطة في مراسم الحجّ، غادر مكّة في الثامن من ذي الحجّة متّجهاً إلى الكوفة.

واستناداً إلى بعض الروايات، فقد قبل الإمام عليه‏السلام دعوة أهل الكوفة واتّجه إلى هذه المدينة، ثمّ سار نحو كربلاء وهو يلوّح بشكل متكرّر بشهادته هو و أهل بيته وأصحابه، بل ويصرّح بها، وذلك رغم منع الحكومة الاُموية له بشكل أكيد، حيث كانت تمنعه عن السفر إلى الكوفة بشكل مباشر وغير مباشر، وبعد أن رفض مقترحات البعض من المحبّين له، الذين كانوا يلحّون عليه في أن ينثني عن عزمه، مصوّرين له مخاطر هذا السفر، إلاّ أنّه استجاب لدعوة أهل الكوفة وسار إليها، وقد أخبر في عدّة مواضع بشهادته وشهادة أهل بيته وأصحابه عند توجّهه إلى كربلاء. وعند انطلاقه من مكّة نحو العراق كتب إلى بني هاشم قائلاً:

مَن لَحِقَ بِيَ استُشهِدَ، ومَن تَخَلَّفَ عَنّي لَم يَبلُغِ الفَتحَ.۱

1.. كامل الزيارات: ص ۱۵۷ ح ۱۹۵، دلائل الإمامة: ص ۱۸۷ ح ۱۰۷، بحار الأنوار: ج ۴۵ ص ۸۷ ح ۲۳.


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
366

فَقالَ لَهُ: جَزاكَ اللّه‏ُ مِن وَلَدٍ خَيرَ ما جَزى وَلَدا عَن والِدِهِ.۱

۷ / ۲۷

كِتابُ ابنِ زِيادٍ إلَى الحُرِّ يَأمُرُهُ بِتَضييقِ الأَمرِ عَلَى الإِمامِ علیه السلام

۳۹۵.الفتوح: وإذا كِتابٌ قَد وَرَدَ مِنَ الكوفَةِ: مِن عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ إلَى الحُرِّ بنِ يَزيدَ، أمّا بَعدُ، يا أخي ! إذا أتاكَ كِتابي فَجَعجِع بِالحُسَينِ، ولا تُفارِقهُ حَتّى تَأتِيَني بِهِ ؛ فَإِنّي أمَرتُ رَسولي ألاّ يُفارِقَكَ، حَتّى يَأتِيَني بِإِنفاذِ أمري إلَيكَ، وَالسَّلامُ.
قالَ: فَلَمّا قَرَأَ الحُرُّ الكِتابَ، بَعَثَ إلى ثِقاتِ أصحابِهِ فَدَعاهُم، ثُمَّ قالَ: وَيحَكُم ! وَرَدَ عَلَيَّ كِتابُ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ يَأمُرُني أن أقدَمَ إلَى الحُسَينِ عليه‏السلام بِما يَسوؤُهُ، ووَاللّهِ ما تُطاوِعُني نَفسي، ولا تُجيبُني إلى ذلِكَ.
فَالتَفَتَ رَجُلٌ مِن أصحابِ الحُرِّ بنِ يَزيدَ ـ يُكَنّى أبَا الشَّعثاءِ الكِندِيَّ ـ إلى رَسولِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ، فَقالَ لَهُ: فيماذا جِئتَ ثَكِلَتكَ۲ اُمُّكُ ؟! فَقالَ لَهُ: أطَعتُ إمامي، ووَفَيتُ بِبَيعَتي، وجِئتُ بِرِسالَةِ أميري.
فَقالَ لَهُ أبُو الشَّعثاءِ: لَقَد عَصَيتَ رَبَّكَ، وأطَعتَ إمامَكَ، وأهلَكتَ نَفسَكَ، وَاكتَسَبتَ عارا ؛ فَبِئسَ الإِمامُ إمامُكَ ! قالَ اللّه‏ُ عَزَّ وجَلَّ: «وَ جَعَلْنَهُمْ أَلءِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَ يَوْمَ الْقِيَمَةِ لاَ يُنصَرُونَ»۳. ۴

1.. تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۰۷ .

2.. ثَكِلَتْكَ اُمُّكَ : أي فقدتك ، والثُكْل : فقد الولد النهاية : ج ۱ ص ۲۱۷ «ثكل» .

3.. القصص : ۴۱ .

4.. الفتوح : ج ۵ ص ۷۷ ، مقتل الحسين عليه‏السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۳۱ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14398
صفحه از 895
پرینت  ارسال به