تحليل حول تقييم سفر الإمام الحسين علیه السلام إلى العراق وثورة الكوفة
بعد خروج الإمام الحسين عليهالسلام من المدينة في الثالث من شعبان وحتّى الثامن من ذي الحجّة سنة ۶۰ للهجرة، توقّف في مكّة حوالي أربعة أشهر وخمسة أيّام، وبعد استلام كتاب مسلم بن عقيل عليهالسلام من الكوفة والذي كان يفيد استعداد أهل الكوفة للدفاع عنه مقابل حكومة يزيد، وكذلك بعد الإحساس بالخطر الأكيد من جانب عمّال السلطة في مراسم الحجّ، غادر مكّة في الثامن من ذي الحجّة متّجهاً إلى الكوفة.
واستناداً إلى بعض الروايات، فقد قبل الإمام عليهالسلام دعوة أهل الكوفة واتّجه إلى هذه المدينة، ثمّ سار نحو كربلاء وهو يلوّح بشكل متكرّر بشهادته هو و أهل بيته وأصحابه، بل ويصرّح بها، وذلك رغم منع الحكومة الاُموية له بشكل أكيد، حيث كانت تمنعه عن السفر إلى الكوفة بشكل مباشر وغير مباشر، وبعد أن رفض مقترحات البعض من المحبّين له، الذين كانوا يلحّون عليه في أن ينثني عن عزمه، مصوّرين له مخاطر هذا السفر، إلاّ أنّه استجاب لدعوة أهل الكوفة وسار إليها، وقد أخبر في عدّة مواضع بشهادته وشهادة أهل بيته وأصحابه عند توجّهه إلى كربلاء. وعند انطلاقه من مكّة نحو العراق كتب إلى بني هاشم قائلاً:
مَن لَحِقَ بِيَ استُشهِدَ، ومَن تَخَلَّفَ عَنّي لَم يَبلُغِ الفَتحَ.۱