انتَهى إلى قَصرِ بَني مُقاتِلٍ، فَنَزَلَ بِهِ، فَإِذا هُوَ بِفُسطاطٍ مَضروبٍ.
قالَ أبو مِخنَفٍ: حَدَّثَنِي المُجالِدُ بنُ سَعيدٍ، عَن عامِرٍ الشَّعبِيِّ، أنَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليهالسلام قالَ: لِمَن هذَا الفُسطاطُ ؟ فَقيلَ: لِعُبَيدِ اللّهِ بنِ الحُرِّ الجُعفِيِّ، قالَ: اُدعوهُ لي، وبَعَثَ إلَيهِ، فَلَمّا أتاهُ الرَّسولُ، قالَ: هذَا الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليهالسلام يَدعوكَ.
فَقالَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ الحُرِّ: إنّا للّهِِ وإنّا إلَيهِ راجِعونَ ! وَاللّهِ ما خَرَجتُ مِنَ الكوفَةِ إلاّ كَراهَةَ أن يَدخُلَهَا الحُسَينُ عليهالسلام وأنا بِها، وَاللّهِ ما اُريدُ أن أراهُ ولا يَراني، فَأَتاهُ الرَّسولُ فَأَخبَرَهُ، فَأَخَذَ الحُسَينُ عليهالسلام نَعلَيهِ فَانتَعَلَ، ثُمَّ قامَ فَجاءَهُ حَتّى دَخَلَ عَلَيهِ، فَسَلَّمَ وجَلَسَ، ثُمَّ دَعاهُ إلَى الخُروجِ مَعَهُ، فَأَعاد إلَيهِ ابنُ الحُرِّ تِلكَ المَقالَةَ.
فَقالَ: فَإِن لا تَنصُرنا فَاتَّقِ اللّهَ أن تَكونَ مِمَّن يُقاتِلُنا، فَوَاللّهِ لا يَسمَعُ وَاعِيَتَنا أحَدٌ ثُمَّ لا يَنصُرُنا إلاّ هَلَكَ. قالَ: أمّا هذا فَلا يَكونُ أبَدا إن شاءَ اللّهُ.
ثُمَّ قامَ الحُسَينُ عليهالسلام مِن عِندِهِ حَتّى دَخَلَ رَحلَهُ.۱
۳۹۲.الأمالي للصدوق عن عبداللّه بن منصور عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جدّه [زين العابدين] عليهمالسلام: سارَ الحُسَينُ عليهالسلام حَتّى نَزَلَ القُطقُطانَةَ۲، فَنَظَرَ إلى فُسطاطٍ مَضروبٍ، فَقالَ: لِمَن هذَا الفُسطاطُ ؟ فَقيلَ: لِعُبَيدِ اللّهِ بنِ الحُرِّ الجُعفِيِّ، فَأَرسَلَ إلَيهِ الحُسَينُ عليهالسلام فَقالَ: أيُّهَا الرَّجُلُ، إنَّكَ مُذنِبٌ خاطِئٌ، وإنَّ اللّهَ عز و جل آخِذُكَ بِما أنتَ صانِعٌ إن لَم تَتُب إلَى اللّهِ تَبارَكَ وتَعالى في ساعَتِكَ هذِهِ فَتَنصُرُني، ويَكونُ جَدّي