363
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

انتَهى إلى قَصرِ بَني مُقاتِلٍ، فَنَزَلَ بِهِ، فَإِذا هُوَ بِفُسطاطٍ مَضروبٍ.
قالَ أبو مِخنَفٍ: حَدَّثَنِي المُجالِدُ بنُ سَعيدٍ، عَن عامِرٍ الشَّعبِيِّ، أنَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه‏السلام قالَ: لِمَن هذَا الفُسطاطُ ؟ فَقيلَ: لِعُبَيدِ اللّهِ بنِ الحُرِّ الجُعفِيِّ، قالَ: اُدعوهُ لي، وبَعَثَ إلَيهِ، فَلَمّا أتاهُ الرَّسولُ، قالَ: هذَا الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه‏السلام يَدعوكَ.
فَقالَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ الحُرِّ: إنّا للّه‏ِِ وإنّا إلَيهِ راجِعونَ ! وَاللّهِ ما خَرَجتُ مِنَ الكوفَةِ إلاّ كَراهَةَ أن يَدخُلَهَا الحُسَينُ عليه‏السلام وأنا بِها، وَاللّهِ ما اُريدُ أن أراهُ ولا يَراني، فَأَتاهُ الرَّسولُ فَأَخبَرَهُ، فَأَخَذَ الحُسَينُ عليه‏السلام نَعلَيهِ فَانتَعَلَ، ثُمَّ قامَ فَجاءَهُ حَتّى دَخَلَ عَلَيهِ، فَسَلَّمَ وجَلَسَ، ثُمَّ دَعاهُ إلَى الخُروجِ مَعَهُ، فَأَعاد إلَيهِ ابنُ الحُرِّ تِلكَ المَقالَةَ.
فَقالَ: فَإِن لا تَنصُرنا فَاتَّقِ اللّهَ أن تَكونَ مِمَّن يُقاتِلُنا، فَوَاللّهِ لا يَسمَعُ وَاعِيَتَنا أحَدٌ ثُمَّ لا يَنصُرُنا إلاّ هَلَكَ. قالَ: أمّا هذا فَلا يَكونُ أبَدا إن شاءَ اللّه‏ُ.
ثُمَّ قامَ الحُسَينُ عليه‏السلام مِن عِندِهِ حَتّى دَخَلَ رَحلَهُ.۱

۳۹۲.الأمالي للصدوق عن عبداللّه‏ بن منصور عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جدّه [زين العابدين] عليهم‏السلام: سارَ الحُسَينُ عليه‏السلام حَتّى نَزَلَ القُطقُطانَةَ۲، فَنَظَرَ إلى فُسطاطٍ مَضروبٍ، فَقالَ: لِمَن هذَا الفُسطاطُ ؟ فَقيلَ: لِعُبَيدِ اللّهِ بنِ الحُرِّ الجُعفِيِّ، فَأَرسَلَ إلَيهِ الحُسَينُ عليه‏السلام فَقالَ: أيُّهَا الرَّجُلُ، إنَّكَ مُذنِبٌ خاطِئٌ، وإنَّ اللّهَ عز و جل آخِذُكَ بِما أنتَ صانِعٌ إن لَم تَتُب إلَى اللّهِ تَبارَكَ وتَعالى في ساعَتِكَ هذِهِ فَتَنصُرُني، ويَكونُ جَدّي

1.. تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۰۷ .

2.. إنّ محلّ لقاء الإمام الحسين عليه‏السلام مع عبيداللّه‏ بن الحرّ الجعفي هو قصر بني مقاتل على المشهور .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
362

رَسولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، نَفسي مَعَ أنفُسِكُم، وأهلي مَعَ أهليكُم، فَلَكُم فِيَّ اُسوَةٌ، وإن لَم تَفعَلوا ونَقَضتُم عَهدَكُم، وخَلَعتُم بَيعَتي مِن أعناقِكُم، فَلَعَمري ما هِيَ لَكُم بِنُكرٍ، لَقَد فَعَلتُموها بِأَبي وأخي وَابنِ عمّي مُسلِمٍ، وَالمَغرورُ مَنِ اغتَرَّ بِكُم، فَحَظَّكُم أخطَأتُم، ونَصيبَكُم ضَيَّعتُم، ومَن نَكَثَ۱ فَإِنّما يَنكُثُ عَلى نَفسِهِ، وسَيُغنِي اللّه‏ُ عَنكُم، وَالسَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ۲.۳

۷ / ۲۵

اِستِنصارُ الإِمامِ علیه السلام في قَصرِ بَني مُقاتِلٍ

۷ / ۲۵ ـ ۱

اِستِنصارُهُ مِن عُبَيدِ اللّهِ بنِ الحُرِّ ۴

۳۹۱.تاريخ الطبري عن أبي مخنف:فحدّثني جميل بن مرثد: مَضَى الحُسَينُ عليه‏السلام حَتَّى

1.. النَّكْثُ : نقضُ العهد النهاية : ج۵ ص۱۱۴ «نكث» .

2.. فيما يرتبط بخطب الإمام الحسين عليه‏السلام ، فإنّ ثمّة اختلاف يلاحظ أحيانا في مكان إلقائها أو المخاطبين بها . كمايوجد ثمّة تلفيق بين بعض المقاطع فيها أو التغيير لمواضعها . وفي الوقت الذي نحاول فيه الاقتصار في حالات الاختلاف في نقل الحادثة على موضع الحاجة خاصّة فإنّا نعتمد في ترتيب الحوادث ما يذكره الطبري قدر المستطاع .

3.. تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۰۳ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۵۲ .

4.۴ . عبيداللّه‏ بن الحر بن عمرو بن خالد المجمع الجعفي المذحجي ، الشاعر الفارس ، شهد القادسية وكان عثمانياً . فلمّا قتل عثمان انحاز إلى معاوية ، فشهد معه صفّين ، وأقام عنده إلى أن قتل علي عليه‏السلام ، فرحل إلى الكوفة . قد مشى إليه الحسين عليه‏السلام وندبه إلى الخروج معه فلم يفعل ، ثمّ تداخله الندم . سأل عنه ابن زياد فجاءه بعد أيّام، فعاتبه على تغيّبه واتهمه بأنّه كان يقاتل مع الحسين ، فقال: لو كنت معه لرؤي مكاني . ثمّ خرج ، فطلبه ابن زياد ، فامتنع وذهب بمكان على شاطئ الفرات ، والتف حوله جمع . وإنّ المختار كتب إلى عبيد اللّه‏ بن الحرّ الجعفي: إنّما خرجت غضبا للحسين ، ونحن أيضا ممّن غضب له ، وقد تجرّدنا لنطلب بثأره ، فأعنّا على ذلك. فلم يجبه عبيد اللّه‏ إلى ذلك . فركب المختار إلى داره بالكوفة فهدمها . ولمّا قدم مصعب بن الزبير قصده عبيداللّه‏ بمن معه ، وصحبه في حرب المختار الثقفي . ثمّ خاف مصعب أن ينقلب عليه عبيداللّه‏ ، فحبسه وأطلقه بعد أيّام بشفاعة رجال من مذحج ، فحقدها عليه، وكان معه ثلاثمئة مقاتل ، فامتلك تكريت ، وأغار على الكوفة . وأعيا مصعبا أمره . ثمّ تفرّق عنه جمعه بعد معركة ، وخاف أن يؤسر ، فألقى نفسه في الفرات ، فمات غريقاً في سنة (۶۸ ه) (راجع : الثقات لابن حبّان : ج ۵ ص ۶۶ وتاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۰۷ و ج ۶ ص ۱۲۸- ۱۳۷ والأخبار الطوال: ص ۲۹۷والإصابة: ج ۵ ص ۸۸ والفتوح : ج ۵ ص ۷۳ وج ۶ ص ۲۸۵ ـ ۳۱۶ والإرشاد : ج ۲ ص ۸۱ و الأمالي للصدوق : ص ۲۱۹ الرقم ۲۳۹ ورجال النجاشي : ج ۱ ص ۷۱) .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14639
صفحه از 895
پرینت  ارسال به