قَبري وناصِيَتي مَشدودَةٌ إلَيَّ، ويَدي مَغلولَةٌ إلى عُنُقي، واُكَبَّ عَلى حُرِّ وَجهي فِي النّارِ. يَابنَ رَسولِ اللّهِ، أينَ تَذهَبُ ؟ ! اِرجِع إلى حَرَمِ جَدِّكَ ؛ فَإِنَّكَ مَقتولٌ، فَقالَ الحُسَينُ عليهالسلام:
سَأَمضيفَما بِالمَوتِعارٌ عَلَىالفَتى
إذا ما نَوى حَقّا وجاهَدَ مُسلِما
وواسى الرِّجالَ الصّالِحينَ بِنَفسِهِ
وفارَقَ مَثبورا۱ وخالَفَ مُجرِما
فَإِن مِتُّ لَم أندَم وإن عِشتُ لَم اُلَمكَفى بِكَ ذُلاًّ أن تَموتَ وتُرغَما.۲
۷ / ۲۴
خِطابُ الإِمامِ علیه السلام لِأَصحابِهِ وأصحابِ الحُرِّ في بَيضَةَ۳
۳۹۰.تاريخ الطبري عن عقبة بن أبي العَيزار: إنَّ الحُسَينَ عليهالسلام خَطَبَ أصحابَهُ وأصحابَ الحُرِّ بِالبَيضَةِ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ، ثُمَّ قالَ:
أيُّهَا النّاسُ ! إنَّ رَسولَ اللّهِ صلىاللهعليهوآله قالَ: «مَن رَأى سُلطانا جائِرا، مُستَحِلاًّ لِحُرَم اللّهِ، ناكِثا لِعَهدِ اللّهِ، مُخالِفا لِسُنَّةِ رَسولِ اللّهِ، يَعمَلُ في عِبادِ اللّهِ بِالإِثمِ وَالعُدوانِ، فَلَم يُغَيِّر عَلَيهِ بِفِعلٍ ولا قَولٍ، كانَ حَقّا عَلَى اللّهِ أن يُدخِلَهُ مُدخَلَهُ».
ألا وإنَّ هؤُلاءِ قَد لَزِموا طاعَةَ الشَّيطانِ، وتَرَكوا طاعَةَ الرَّحمنِ، وأظهَرُوا الفَسادَ، وعَطَّلُوا الحُدودَ، وَاستَأثَروا بِالفَيءِ، وأحَلّوا حَرامَ اللّهِ، وحَرَّموا حَلالَهُ، وأنا أحَقُّ مَن غَيَّرَ.
قَد أتَتني كُتُبُكُم، وقَدِمَت عَلَيَّ رُسُلُكُم بِبَيعَتِكُم ؛ أنَّكُم لا تُسلِمونّي ولا تَخذُلونّي، فَإِن تَمَّمتُم عَلى بَيعَتِكُم تُصيبوا رُشدَكُم، فَأَنَا الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ، وَابنُ فاطِمَةَ بِنتِ
1.. الثُّبور : الهلاك (النهاية : ج ۱ ص ۲۰۶ «ثبر») .
2.. الأمالي للصدوق : ص ۲۱۸ ح ۲۳۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۱۴ ح ۱ .
3.. البَيَضةُ : ماء بين واقصة إلى العُذيب متّصلة بالحَزَن لبني يربوع معجم البلدان : ج ۱ ص ۵۳۲ .