361
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

قَبري وناصِيَتي مَشدودَةٌ إلَيَّ، ويَدي مَغلولَةٌ إلى عُنُقي، واُكَبَّ عَلى حُرِّ وَجهي فِي النّارِ. يَابنَ رَسولِ اللّهِ، أينَ تَذهَبُ ؟ ! اِرجِع إلى حَرَمِ جَدِّكَ ؛ فَإِنَّكَ مَقتولٌ، فَقالَ الحُسَينُ عليه‏السلام:
سَأَمضيفَما بِالمَوتِ‏عارٌ عَلَى‏الفَتى
إذا ما نَوى حَقّا وجاهَدَ مُسلِما
وواسى الرِّجالَ الصّالِحينَ بِنَفسِهِ
وفارَقَ مَثبورا۱ وخالَفَ مُجرِما
فَإِن مِتُّ لَم أندَم وإن عِشتُ لَم اُلَمكَفى بِكَ ذُلاًّ أن تَموتَ وتُرغَما.۲

۷ / ۲۴

خِطابُ الإِمامِ علیه السلام لِأَصحابِهِ وأصحابِ الحُرِّ في بَيضَةَ۳

۳۹۰.تاريخ الطبري عن عقبة بن أبي العَيزار: إنَّ الحُسَينَ عليه‏السلام خَطَبَ أصحابَهُ وأصحابَ الحُرِّ بِالبَيضَةِ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ، ثُمَّ قالَ:
أيُّهَا النّاسُ ! إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قالَ: «مَن رَأى سُلطانا جائِرا، مُستَحِلاًّ لِحُرَم اللّهِ، ناكِثا لِعَهدِ اللّهِ، مُخالِفا لِسُنَّةِ رَسولِ اللّهِ، يَعمَلُ في عِبادِ اللّهِ بِالإِثمِ وَالعُدوانِ، فَلَم يُغَيِّر عَلَيهِ بِفِعلٍ ولا قَولٍ، كانَ حَقّا عَلَى اللّهِ أن يُدخِلَهُ مُدخَلَهُ».
ألا وإنَّ هؤُلاءِ قَد لَزِموا طاعَةَ الشَّيطانِ، وتَرَكوا طاعَةَ الرَّحمنِ، وأظهَرُوا الفَسادَ، وعَطَّلُوا الحُدودَ، وَاستَأثَروا بِالفَيءِ، وأحَلّوا حَرامَ اللّهِ، وحَرَّموا حَلالَهُ، وأنا أحَقُّ مَن غَيَّرَ.
قَد أتَتني كُتُبُكُم، وقَدِمَت عَلَيَّ رُسُلُكُم بِبَيعَتِكُم ؛ أنَّكُم لا تُسلِمونّي ولا تَخذُلونّي، فَإِن تَمَّمتُم عَلى بَيعَتِكُم تُصيبوا رُشدَكُم، فَأَنَا الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ، وَابنُ فاطِمَةَ بِنتِ

1.. الثُّبور : الهلاك (النهاية : ج ۱ ص ۲۰۶ «ثبر») .

2.. الأمالي للصدوق : ص ۲۱۸ ح ۲۳۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۱۴ ح ۱ .

3.. البَيَضةُ : ماء بين واقصة إلى العُذيب متّصلة بالحَزَن لبني يربوع معجم البلدان : ج ۱ ص ۵۳۲ .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
360

فَمَضَوا لِوُجوهِهِم، ولَحِقَهُمُ الحُرُّ بنُ يَزيدَ في أصحابِهِ، فَقالَ لِلحُسَينِ عليه‏السلام: إنّي اُمِرتُ أن اُنزِلَكَ في أيِّ مَوضِعٍ لَقيتُكَ، واُجَعجِعَ بِكَ، ولا أترُكَكَ أن تَزولَ مِن مَكانِكَ.
قالَ: إذا اُقاتِلَكَ، فَاحذَر أن تَشقى بِقَتلي ثَكِلَتكَ اُمُّكَ !
فَقالَ: أما وَاللّهِ لَو غَيرُكَ مِنَ العَرَبِ يَقولُها ـ وهُوَ عَلى مِثلِ الحالِ الَّتي أنتَ عَلَيها ـ ما تَرَكتُ ذِكرَ اُمِّهِ بِالثُّكلِ أن أقولَهُ كائِنا مَن كانَ، ولكِن ـ وَاللّهِ ـ ما لي إلى ذِكرِ اُمِّكَ مِن سَبيلٍ إلاّ بِأَحسنِ ما يُقدَرُ عَلَيهِ.
وأقبَلَ يَسيرُ وَالحُرُّ يُسايِرُهُ ويَمنَعُهُ مِنَ الرُّجوعِ مِن حَيثُ جاءَ، ويَمنَعُ الحُسَينَ عليه‏السلام مِن دُخولِ الكوفَةِ، حَتّى نَزَلَ بِأَقساسِ مالِكٍ۱، وكَتَبَ الحُرُّ إلى عُبَيدِ اللّهِ يُعلِمُهُ ذلِكَ.۲

۳۸۹.الأمالي للصدوق عن عبداللّه‏ بن منصور عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جدّه [زين العابدين] عليهم‏السلام: إنَّ الحُسَينَ عليه‏السلام قَد نَزَلَ الرُّهَيمَةَ، فَأَسرى [ابنُ زيادٍ] إلَيهِ الحُرَّ بنَ يَزيدَ في ألفِ فارِسٍ.
قالَ الحُرُّ: فَلَمّا خَرَجتُ مِن مَنزِلي مُتَوَجِّها نَحوَ الحُسَينِ عليه‏السلام نُوديتُ ثَلاثا: يا حُرُّ ! أبشِر بِالجَنَّةِ، فَالتَفَتُّ فَلَم أرَ أحَدا، فَقُلتُ: ثَكِلَتِ الحُرَّ اُمُّهُ ؛ يَخرُجُ إلى قِتالِ ابنِ رَسولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ويُبَشَّرُ بِالجَنَّةِ ! فَرَهِقَهُ عِندَ صَلاةِ الظُّهرِ، فَأَمَرَ الحُسَينُ عليه‏السلام ابنَهُ، فَأَذَّنَ وأقامَ، وقامَ الحُسَينُ عليه‏السلام فَصَلّى بِالفَريقَينِ جَميعا، فَلَمّا سَلَّمَ وَثَبَ الحُرُّ بنُ يَزيدَ فَقالَ: اَلسَّلامُ عَلَيكَ يَابنَ رَسولِ اللّهِ ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ، فَقالَ الحُسَينُ عليه‏السلام: وعَلَيكَ السَّلامُ، مَن أنتَ يا عَبدَ اللّهِ ؟ فَقالَ: أنَا الحُرُّ بنُ يَزيدَ. فَقالَ: يا حُرُّ، أعَلَينا أم لَنا ؟
فَقالَ الحُرُّ: وَاللّهِ يَابنَ رَسولِ اللّهِ، لَقَد بُعِثتُ لِقِتالِكَ، وأعوذُ بِاللّهِ أن اُحشَرَ مِن

1.. أقساس : قرية بالكوفة يقال لها : أقساس مالك ، منسوبة إلى مالك بن عبد هند معجم البلدان : ج ۱ ص ۲۳۶ .

2.. مقاتل الطالبيّين : ص ۱۱۱ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14592
صفحه از 895
پرینت  ارسال به