355
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

۷ / ۱۹

خَبَرُ شَهادَةِ عَبدِ اللّهِ بنِ يَقطُرَ في زُبالَةَ۱

۳۸۲.الإرشاد: فَسارَ [الحُسَينُ عليه‏السلام] حَتَّى انتَهى إلى زُبالَةَ فَأَتاهُ خَبَرُ عَبدِ اللّهِ بنِ يَقطُرَ، فَأَخرَجَ إلَى النّاسِ كِتابا فَقَرَأَهُ عَلَيهِم: بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، أمّا بَعدُ، فَإِنَّهُ قَد أتانا خَبَرٌ فَظيعٌ ؛ قَتلُ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ، وهانِئِ بنِ عُروَةَ، وعَبدِ اللّهِ بنِ يَقطُرَ، وقَد خَذَلَنا شيعَتُنا ؛ فَمَن أحَبَّ مِنكُمُ الاِنصِرافَ فَليَنصَرِف غَيرَ حَرِجٍ، لَيسَ عَلَيهِ ذِمامٌ.
فَتَفَرَّقَ النّاسُ عَنهُ وأخَذوا يَمينا وشِمالاً، حَتّى بَقِيَ في أصحابِهِ الَّذينَ جاؤوا مَعَهُ مِنَ المَدينَةِ، ونَفَرٍ يَسيرٍ مِمَّنِ انضَوَوا إلَيهِ، وإنَّما فَعَلَ ذلِكَ لِأَنَّهُ عليه‏السلام عَلِمَ أنَّ الأَعرابَ الَّذينَ اتَّبَعوهُ، إنَّمَا اتَّبَعوهُ وهُم يَظُنُّونَ أنَّهُ يَأتي بَلَدا قَدِ استَقامَت لَهُ طاعَةُ أهلِهِ، فَكَرِهَ أن يَسيروا مَعَهُ إلاّ وهُم يَعلَمونَ عَلى ما يَقدَمونَ.۲

۳۸۳.أنساب الأشراف: لَمّا بَلَغَ الحُسَينَ عليه‏السلام قَتلُ ابنِ يَقطُرَ خَطَبَ فَقالَ: أيُّهَا النّاسُ ! قَد خَذَلَتنا شيعَتُنا، وقُتِلَ مُسلِمٌ وهانِئٌ وقَيسُ بنُ مُسهِرٍ، وَ[ابنُ۳] يَقطُرَ ؛ فَمَن أرادَ مِنكُمُ الاِنصِرافَ، فَليَنصَرِف.
فَتَفَرَّقَ النّاسُ الَّذينَ صَحِبوهُ أيدي سَبا۴، فَأَخَذوا يَمينا وشِمالاً، حَتّى بَقِيَ في أصحابِهِ الَّذينَ جاؤوا مَعَهُ مِنَ الحِجازِ.۵

1.. زبالة : منزل معروف بطريق مكّة من الكوفة معجم البلدان : ج۳ ص۱۲۹ .

2.. الإرشاد : ج ۲ ص ۷۵ ، روضة الواعظين : ص ۱۹۷ .

3.. ما بين المعقوفين سقط من المصدر .

4.. يقال : ذهبوا أيدي سَبا ؛ أي متفرّقين (تاج العروس : ج ۱۹ ص ۵۰۶ «سبى») .

5.. أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۷۹ .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
354

نَحتَسِبُ أنفُسَنا.
فَقالَ لَهُ: أنشُدُكَ اللّهَ يَابنَ رَسولِ اللّهِ في نَفسِكَ، وأنفُسِ أهلِ بَيتِكَ هؤُلاءِ الَّذينَ نَراهُم مَعَكَ، اِنصَرِف إلى مَوضِعِكَ ودَعِ المَسيرَ إلَى الكوفَةِ، فَوَاللّهِ ما لَكَ بِها ناصِرٌ.
فَقالَ بَنو عَقيلٍ ـ وكانوا مَعَهُ ـ: ما لَنا فِي العَيشِ بَعدَ أخينا مُسلِمٍ حاجَةٌ، ولَسنا بِراجِعينَ حَتّى نَموتَ.
فَقالَ الحُسَينُ عليه‏السلام: فَما خَيرٌ فِي العَيشِ بَعدَ هؤُلاءِ. وسارَ، فَلَمّا وافى زُبالَةَ وافاهُ بِها رَسولُ مُحَمَّدِ بنِ الأَشعَثِ وعُمَرَ بنِ سَعدٍ بِما كانَ سَأَلَهُ مُسلِمٌ أن يَكتُبَ بِهِ إلَيهِ مِن أمرِهِ، وخِذلانِ أهلِ الكوفَةِ إيّاهُ، بَعدَ أن بايَعوهُ، وقَد كانَ مُسلِمٌ سَأَلَ مُحَمَّدَ بنَ الأَشعَثِ ذلِكَ.
فَلَمّا قَرَأَ الكِتابَ استَيقَنَ بِصِحَّةِ الخَبَرِ، وأفظَعَهُ قَتلُ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ وهانِئِ بنِ عُروَةَ، ثُمَّ أخبَرَهُ الرَّسولُ بِقَتلِ قَيسِ بنِ مُسهِرٍ رَسولِهِ الَّذي وَجَّهَهُ مِن بَطنِ الرُّمَّةِ.
وقَد كانَ صَحِبَهُ قَومٌ مِن مَنازِلِ الطَّريقِ، فَلَمّا سَمِعوا خَبَرَ مُسلِمٍ، وقَد كانوا ظَنّوا أنَّهُ يَقدَمُ عَلى أنصارٍ وعَضُدٍ، تَفَرَّقوا عَنهُ، ولَم يَبقَ مَعَهُ إلاّ خاصَّتُهُ.۱

۳۸۱.الفتوح: بَلَغَ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه‏السلام بِأَنَّ مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ قَد قُتِلَ، وذلِكَ أنَّهُ قَدِمَ عَلَيهِ رَجُلٌ مِن أهلِ الكوفَةِ، فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه‏السلام: مِن أينَ أقبَلتَ ؟
فَقالَ: مِنَ الكوفَةِ، وما خَرَجتُ مِنها حَتّى نَظَرتُ مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ وهانِئَ بنَ عُروَةَ المَذحِجِيَّ ـ رَحِمَهُمَا اللّه‏ُ ـ قَتيلَينِ مَصلوبَينِ مُنَكَّسَينِ في سوقِ القَصّابينَ، وقَد وُجِّهَ بِرَأسَيهِما إلى يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ.
قالَ: فَاستَعبَرَ الحُسَينُ عليه‏السلام باكِيا، ثُمَّ قالَ: «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّآ إِلَيْهِ رَ جِعُونَ» !۲

1.. الأخبار الطوال : ص ۲۴۷ .

2.. الفتوح : ج ۵ ص ۶۴ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16043
صفحه از 895
پرینت  ارسال به