351
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، مِنَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ إلى إخوانِهِ مِنَ المُؤمِنينَ وَالمُسلِمينَ، سَلامٌ عَلَيكُم، فَإِنّي أحمَدُ إلَيكُمُ اللّهَ الَّذي لا إلهَ إلاّ هُوَ، أمّا بَعدُ، فَإِنَّ كِتابَ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ جاءَني، يُخبِرُني فيهِ بِحُسنِ رَأيِكُم، وَاجتِماعِ مَلَئِكُم عَلى نَصرِنا، وَالطَّلَبِ بِحَقِّنا، فَسَأَلتُ اللّهَ أن يُحسِنَ لَنَا الصُّنعَ، وأن يُثيبَكُم عَلى ذلِكَ أعظَمَ الأَجرِ، وقَد شَخَصتُ إلَيكُم مِن مَكَّةَ يَومَ الثَّلاثاءِ، لِثَمانٍ مَضَينَ مِن ذِي الحِجَّةِ، يَومَ التَّروِيَةِ، فَإِذا قَدِمَ عَلَيكُم رَسولي فَأَكمِشوا أمرَكم وجِدّوا۱ ؛ فَإِنّي قادِمٌ عَلَيكُم في أيّامي هذِهِ إن شاءَ اللّه‏ُ، وَالسَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللّهِ وبَرَكاتُهُ.
وكانَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ قَد كانَ كَتَبَ إلَى الحُسَينِ عليه‏السلام قَبلَ أن يُقتَلَ لِسَبعٍ وعِشرينَ لَيلَةً: أمّا بَعدُ، فَإِنَّ الرّائِدَ لا يَكذِبُ أهلَهُ، إنَّ جَمعَ أهلِ الكوفَةِ مَعَكَ، فَأقبِل حينَ تَقرَأُ كِتابي، وَالسَّلامُ عَلَيكَ.
قالَ: فَأَقبَلَ الحُسَينُ عليه‏السلام بِالصِّبيانِ وَالنِّساءِ مَعَهُ، لا يَلوي عَلى شَيءٍ، وأقبَلَ قَيسُ بنُ مُسهِرٍ الصَّيداوِيُّ إلَى الكوفَةِ بِكِتابِ الحُسَينِ عليه‏السلام، حَتّى إذَا انتَهى إلَى القادِسِيَّةِ أخَذَهُ الحُصَينُ بنُ تَميمٍ۲، فَبَعَثَ بِهِ إلى عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ، فَقالَ لَهُ عُبَيدُ اللّهِ: اِصعَد إلَى القَصرِ فَسُبَّ الكَذّابَ ابنَ الكَذّابِ ؛ فَصَعِدَ ثُمَّ قالَ: أيُّهَا النّاسُ ! إنَّ هذَا الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ خَيرُ خَلقِ اللّهِ، ابنُ فاطِمَةَ بِنتِ رَسولِ اللّهِ، وأَنا رَسولُهُ إلَيكُم، وقَد فارَقتُهُ بِالحاجِرِ ؛ فَأَجيبوهُ. ثُمَّ لَعَنَ عُبَيدَ اللّهِ بنَ زِيادٍ وأباهُ، وَاستَغفَرَ لِعَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه‏السلام.
قالَ: فَأَمَرَ بِهِ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيادٍ أن يُرمى بِهِ مِن فَوقِ القَصرِ، فَرُمِيَ بِهِ، فَتَقَطَّعَ فَماتَ.۳

1.. أكمَشَ في السَّير والعمل : أسرع تاج العروس : ج ۹ ص ۱۸۸ «كمش» .

2.. كذا في المصدر ، وفي أكثر المصادر : «الحصين بن نمير» .

3.. تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۹۴ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۷۸ .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
350

يَحوطونَهُ ما دَرَّت۱ بِهِ معايِشُهُم، فَإِذا مُحِّصوا۲ بِالبَلاءِ قَلَّ الدَّيّانونَ.۳

۷ / ۱۳

لِقاءُ بِشرِ بنِ غالِبٍ في ذاتِ عِرقٍ ۴۵

۳۷۵.الفتوح: سارَ [الحُسَينُ عليه‏السلام] حَتّى إذا بَلَغَ ذاتَ عِرقٍ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ مِن بَني أسَدٍ يُقالُ لَهُ: بِشرُ بنُ غالِبٍ، فَقَالَ لَهُ الحُسَينُ عليه‏السلام: مِمَّنِ الرَّجُلُ ؟ قالَ: رَجُلٌ مِنَ بَني أسَدٍ، قالَ: فَمِن أينَ أقبَلتَ يا أخا بَني أسَدٍ ؟ قالَ: مِنَ العِراقِ، فَقالَ: كَيفَ خَلَّفتَ أهلَ العِراقِ ؟
قالَ: يَابنَ بِنتِ رَسولِ اللّهِ، خَلَّفتُ القُلوبَ مَعَكَ، وَالسُّيوفَ مَعَ بَني اُمَيَّةَ !
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه‏السلام: صَدَقتَ يا أخَا العَرَبِ، إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى يَفعَلُ ما يَشاءُ، ويَحكُمُ ما يُريدُ.۶

۷ / ۱۴

كِتابُ الإِمامِ علیه السلام إلى أهلِ الكوفَةِ بِالحاجِرِ مِن بَطنِ الرُّمَّةِ وَشهادَةُ رَسولِهِ

۳۷۶.تاريخ الطبري عن محمّد بن قيس: إنَّ الحُسَينَ عليه‏السلام أقبَلَ حَتّى إذا بَلَغَ الحاجِرَ مِن بَطنِ الرُّمَّةِ، بَعَثَ قَيسَ بنَ مُسهِرٍ الصَّيداوِيَّ إلى أهلِ الكوفَةِ، وكَتَبَ مَعَهُ إلَيهِم:

1.. درّ اللبن : إذا زاد وكثر مجمع البحرين : ج ۱ ص ۵۸۷ «درر» .

2.. التمحيص : الابتلاء والاختبار الصحاح : ج ۳ ص ۱۰۵۶ «محص» .

3.. كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۴۴ ، الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۱۳ .

4.۴ . بشر بن غالب الأسديّ الكوفيّ ، أبو صادق . كان من أصحاب أميرالمؤمنين والحسنين والسجّاد عليهم‏السلام ، والظاهر أنّهوأخوه بشير رويا عن الحسين بن عليّ عليه‏السلام دعاء يوم عرفة . سُجن في زمن المختار ، واُخرجَ بعد مقتله راجع : رجال الطوسي : ص ۹۹ و ۱۱۰، البلد الأمين : ص ۲۵۸، بحارالأنوار : ج ۴۵ ص ۳۷۵ و ۳۳۸ الرقم ۳؛ التاريخ الكبير : ج ۲ ص ۸۱، الثقات لابن حبّان : ج ۴ ص ۶۹، لسان الميزان : ج ۲ ص ۲۸ و ۲۹ .

5.. ذاتُ عِرْق : مُهَلّ أهل العراق ، وهو الحدّ بين نجد وتهامة ، وقيل : عرق جبل بطريق مكّة ومنه ذات عِرق معجم البلدان : ج ۴ ص ۱۰۷ .

6.. الفتوح : ج ۵ ص ۶۹ ، مقتل الحسين عليه‏السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۲۰ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14773
صفحه از 895
پرینت  ارسال به