۷ / ۱۲
لِقاءُ الفَرَزدَقِ فِي الصِّفاحِ
۳۷۳.تاريخ الطبري عن عبد اللّه بن سليم والمذري: أقبَلنا حَتَّى انتَهَينا إلَى الصِّفاحِ۱، فَلَقِيَنا الفَرَزدَقُ بنُ غالِبٍ الشّاعِرُ، فَواقَفَ حُسَينا عليهالسلام فَقالَ لَهُ: أعطاكَ اللّهُ سُؤلَكَ، وأمَّلَكَ فيما تُحِبُّ.
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليهالسلام: بَيِّن لَنا نَبَأَ النّاسِ خَلفَكَ، فَقالَ لَهُ الفَرَزدَقُ: مِنَ الخَبيرِ سَأَلتَ، قُلوبُ النّاسِ مَعَكَ، وسُيوفُهُم مَعَ بَني اُمَيَّةَ، وَالقَضاءُ يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ، وَاللّهُ يَفعَلُ ما يَشاءُ.
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليهالسلام: صَدَقتَ، للّهِِ الأَمرُ، وَاللّهُ يَفعَلُ ما يَشاءُ، وكُلَّ يَومٍ رَبُّنا في شَأنٍ، إن نَزَلَ القَضاءُ بِما نُحِبُّ فَنَحمَدُ اللّهَ عَلى نَعمائِهِ، وهُوَ المُستعانُ عَلى أداءِ الشُّكرِ، وإن حالَ القَضاءُ دونَ الرَّجاءِ، فَلَم يَعتَدِ مَن كانَ الحَقَّ نِيَّتُهُ، وَالتَّقوى سَريرَتُهُ. ثُمَّ حَرَّكَ الحُسَينُ عليهالسلام راحِلَتَهُ فَقالَ: السَّلامُ عَلَيكَ، ثُمَّ افتَرَقا.۲
۳۷۴.كشف الغمّة عن الفرزدق: لَقِيَنِي الحُسَينُ عليهالسلام في مُنصَرَفي مِنَ الكوفَةِ، فَقالَ: ما وَراءَكَ يا أبا فِراسٍ ؟ قُلتُ: أصدُقُكَ ؟ قالَ عليهالسلام: الصِّدقُ اُريدُ.
قُلتُ: أمّا القلوبُ فَمَعَكَ، وأمّا السُّيوفُ فَمَعَ بَني اُمَيَّةَ، وَالنَّصرُ مِن عِندِ اللّهِ.
قالَ: ما أراكَ إلاّ صَدَقتَ. النّاسُ عَبيدُ المالِ، وَالدّينُ لَغوٌ۳ عَلى ألسِنَتِهِم،
1.. الصِّفاحُ : هي من أوائل المنازل في طريق مكّة إلى الكوفة راجع: الخريطة رقم ۳ في آخر الكتاب .
2.. تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۸۶ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۷ .
3.. اللَّغْوَ واللّغى : السَّقط وما لا يُعتدّ به من الكلام وغيره ، ولا يُحصل منه على فائدة ولا نفع ، وكاللغوى ؛ وهو ما كان من الكلام غير معقود عليه تاج العروس : ج ۲۰ ص ۱۵۴ «لغو» وفي بعض النقول «لعقٌ على ألسنتِهم» ، وهو على الاستعارة ، مِن لَعِقَه لَعقا : أي لَحسَهُ ، أي إنّ الدين لم يتجاوز ألسنتهم .