349
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

۷ / ۱۲

لِقاءُ الفَرَزدَقِ فِي الصِّفاحِ

۳۷۳.تاريخ الطبري عن عبد اللّه‏ بن سليم والمذري: أقبَلنا حَتَّى انتَهَينا إلَى الصِّفاحِ۱، فَلَقِيَنا الفَرَزدَقُ بنُ غالِبٍ الشّاعِرُ، فَواقَفَ حُسَينا عليه‏السلام فَقالَ لَهُ: أعطاكَ اللّه‏ُ سُؤلَكَ، وأمَّلَكَ فيما تُحِبُّ.
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه‏السلام: بَيِّن لَنا نَبَأَ النّاسِ خَلفَكَ، فَقالَ لَهُ الفَرَزدَقُ: مِنَ الخَبيرِ سَأَلتَ، قُلوبُ النّاسِ مَعَكَ، وسُيوفُهُم مَعَ بَني اُمَيَّةَ، وَالقَضاءُ يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ، وَاللّه‏ُ يَفعَلُ ما يَشاءُ.
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه‏السلام: صَدَقتَ، للّه‏ِِ الأَمرُ، وَاللّه‏ُ يَفعَلُ ما يَشاءُ، وكُلَّ يَومٍ رَبُّنا في شَأنٍ، إن نَزَلَ القَضاءُ بِما نُحِبُّ فَنَحمَدُ اللّهَ عَلى نَعمائِهِ، وهُوَ المُستعانُ عَلى أداءِ الشُّكرِ، وإن حالَ القَضاءُ دونَ الرَّجاءِ، فَلَم يَعتَدِ مَن كانَ الحَقَّ نِيَّتُهُ، وَالتَّقوى سَريرَتُهُ. ثُمَّ حَرَّكَ الحُسَينُ عليه‏السلام راحِلَتَهُ فَقالَ: السَّلامُ عَلَيكَ، ثُمَّ افتَرَقا.۲

۳۷۴.كشف الغمّة عن الفرزدق: لَقِيَنِي الحُسَينُ عليه‏السلام في مُنصَرَفي مِنَ الكوفَةِ، فَقالَ: ما وَراءَكَ يا أبا فِراسٍ ؟ قُلتُ: أصدُقُكَ ؟ قالَ عليه‏السلام: الصِّدقُ اُريدُ.
قُلتُ: أمّا القلوبُ فَمَعَكَ، وأمّا السُّيوفُ فَمَعَ بَني اُمَيَّةَ، وَالنَّصرُ مِن عِندِ اللّهِ.
قالَ: ما أراكَ إلاّ صَدَقتَ. النّاسُ عَبيدُ المالِ، وَالدّينُ لَغوٌ۳ عَلى ألسِنَتِهِم،

1.. الصِّفاحُ : هي من أوائل المنازل في طريق مكّة إلى الكوفة راجع: الخريطة رقم ۳ في آخر الكتاب .

2.. تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۸۶ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۷ .

3.. اللَّغْوَ واللّغى : السَّقط وما لا يُعتدّ به من الكلام وغيره ، ولا يُحصل منه على فائدة ولا نفع ، وكاللغوى ؛ وهو ما كان من الكلام غير معقود عليه تاج العروس : ج ۲۰ ص ۱۵۴ «لغو» وفي بعض النقول «لعقٌ على ألسنتِهم» ، وهو على الاستعارة ، مِن لَعِقَه لَعقا : أي لَحسَهُ ، أي إنّ الدين لم يتجاوز ألسنتهم .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
348

أبي طالِبٍ إلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه‏السلام مَعَ ابنَيهِ عَونٍ ومُحَمَّدٍ: أمّا بَعدُ، فَإِنّي أسأَلُكَ بِاللّهِ لَمَّا انصَرَفتَ حينَ تَنظُرُ في كِتابي، فَإِنّي مُشفِقٌ عَلَيكَ مِنَ الوَجهِ الَّذي تَوَجَّهُ لَهُ أن يَكونَ فيهِ هَلاكُكَ وَاستِئصالُ أهلِ بَيتِكَ، إن هَلَكتَ اليَومَ طَفِئَ نورُ الأَرضِ، فَإِنَّكَ عَلَمُ المُهتَدينَ، ورَجاءُ المُؤمِنينَ، فَلا تَعَجَّل بِالسَّيرِ فَإِنّي في أثَرِ الكِتابِ، وَالسَّلامُ.
قالَ: وقامَ عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ إلى عَمرِو بنِ سَعيدِ بنِ العاصِ فَكَلَّمَهُ، وقالَ: اُكتُب إلَى الحُسَينِ كِتابا تَجَعلُ لَهُ فيهِ الأَمانَ، وتُمَنّيهِ فيهِ البِرَّ وَالصِّلَةَ، وتوثِقُ لَهُ في كِتابِكَ، وتَسأَلُهُ الرُّجوعَ، لَعَلَّهُ يَطمَئِنُّ إلى ذلِكَ فَيَرجِعَ.
فَقالَ عَمرُو بنُ سَعيدٍ: اُكتُب ما شِئتَ وَائتِني بِهِ حَتّى أختِمَهُ.
فَكَتَبَ عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ الكِتابَ۱، ثُمَّ أتى بِهِ عَمرَو بنَ سَعيدٍ، فَقالَ لَهُ: اِختِمهُ، وَابعَث بِهِ مَعَ أخيكَ يَحيَى بنِ سَعيدٍ، فَإِنَّهُ أحرى أن تَطمَئِنَّ نَفسُهُ إلَيهِ، ويَعلَمَ أنَّهُ الجِدُّ مِنكَ، فَفَعَلَ، وكانَ عَمرُو بنُ سَعيدٍ عامِلَ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ عَلى مَكَّةَ.
قالَ: فَلَحِقَهُ يَحيى وعَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ، ثُمَّ انصَرَفا بَعدَ أن أقرَأَهُ يَحيَى الكِتابَ، فَقالا: أقرَأناهُ الكِتابَ، وجَهَدنا بِهِ، وكانَ مِمَّا اعتَذَرَ بِهِ إلَينا أن قالَ:
إنّي رَأَيتُ رُؤيا فيها رَسولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، واُمِرتُ فيها بِأَمرٍ أنَا ماضٍ لَهُ، عَلَيَّ كانَ أو لي.
فَقالا لَهُ: فَما تِلكَ الرُّؤيا ؟ قالَ: ما حَدَّثتُ أحَدا بِها، وما أنَا مُحَدِّثٌ بِها حَتّى ألقى رَبّي.۲

1.. نصُّ الكتاب ـ كما سيأتي ـ لا يُفهم منه أنّه من كتابة عبد اللّه‏ بن جعفر وكذلك جواب الإمام الحسين عليه‏السلامله ، بل يُفهمَ منه أنّه كتاب عمرو بن سعيد بإنشائه ؛ لما فيه من العبارات التي فيها جرأة على الإمام عليه‏السلام .

2.. تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۸۷ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۸ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14667
صفحه از 895
پرینت  ارسال به