35
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

هذا الكلام،۱ واعتبر المحدّث النوري بعض روايات الكتاب فاقدة للسند التاريخي،۲ وعدّه الشهيد المطهّري حافلاً بالكذب، ورأى أنّ تأليفه ونشره حالا دون الرجوع إلى المصادر الأصليّة ومطالعة التاريخ الحقيقيّ للإمام الحسين عليه‏السلام.۳ كما اعتبر الشهيد السيّد محمّد علي القاضي الطباطبائي مواضيعه المعارضة للمقاتل المعتبرة ساقطة وعديمة القيمة،۴ ويمكن أن نجد في مطاوي الكتاب أمثلة عديدة من هذا النوع من الأخبار التي لا يمكن تصديقها.۵

۴. المنتخب في جمع المراثي والخطب

لفخر الدين بن محمّد عليّ بن أحمد الطريحيّ (ت ۱۰۸۵ ه. ق) صاحب كتاب مجمع البحرين، ويحتوي على الأحاديث والمراثي حول الإمام الحسين وبعض الأئمّة عليهم‏السلام، وقد ألّفه بهدف إبكاء المؤمنين وحثّهم على إقامة العزاء، وقد ألّفه بصورة موسوعة.

كتاب المنتخب ليس تأليفاً تاريخيّاً علميّاً عن حياة الإمام الحسين عليه‏السلام أو ثورته، فقد جاءت معظم مواضيع الكتاب دون ذكر المصدر، وذكرت أحاديثه بشكل مرسل، وامتزج فيه الغثّ بالسمين، ولذلك فإنّه لا ينسجم مع هدف المؤلّف واُسلوبه. ويطلق عليه أيضا: المجالس الطريحيّة، أو المجالس الفخريّة.

وتتمثّل نقطة الضعف الاُخرى في الكتاب، في الاختلافات الموجودة بين مخطوطاته المتعدّدة، وهذا ما يمكن أن يكون دليلاً على التصرّفات اللاّحقة فيه.۶

1.. أعيان الشيعة : ج ۶ ص ۱۲۲ .

2.. لؤلؤ ومرجان «بالفارسيّة» : ص ۲۸۷ و ۲۸۸ .

3.. حماسة حسيني «بالفارسيّة» : ج۱ ص۵۴ .

4.. تحقيق در باره أوّل أربعين حضرت سيّد الشهداء «بالفارسية» : ص۶۶ .

5.. مثل بلوغ عدد الجروح في جسم الإمام الحسين عليه‏السلام اثنين وعشرين ألفا ص ۶۰ ، والتصاق الرؤوس بأجسادأولاد مسلم بن عقيل (ص ۲۴۱) وحضور هاشم المرقال (هاشم بن عتبة) في كربلاء (ص ۳۰۰) وقصّة زعفر الجنّي (ص ۳۴۶) وعرس القاسم (ص ۳۲۱).

6.. راجع : كلام آقا بزرگ الطهراني في الذريعة : ج ۲۲ ص ۴۲۰ الرقم ۷۶۹۶.


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
34

۳. روضة الشهداء

لكمال الدين الحسين بن عليّ الواعظ الكاشفي (ت ۹۱۰ ه. ق)، المبدع للاُسلوب القصصيّ والوعظيّ في رواية الأحداث التاريخية، ولا نعلم مذهبه على التحديد، أهو سنّي أم شيعيّ، ولكنّه مولع في حبّ أهل البيت عليهم‏السلام، وقد حوّل الأحداث التاريخيّة إلى قصص باُسلوب نثري جميل، وخاصّة حادثة عاشوراء، ومزج بين المواضيع المعتبرة وغير المعتبرة، وبين ذات السند والفاقدة له. وقد أدّى هذا الاُسلوب الجديد ـ مضافا لتأليف الكتاب باللغة الفارسيّة، وأيضا هدف المؤلّف من تأليفه، وهو قراءته في مجالس العزاء ـ إلى أن لا يعدّ هذا الكتاب كتابا تاريخيّاً، وإنّما عدّ كتابا إعلاميّا بل خياليّاً.

وللأسسف فإنّ عدم الالتفات إلى هذا الموضوع، وقراءة الكتاب واستنساخه المتكرّر ـ حتّى أدّى إلى أن سُمّي خطباء مجالس عزاء الإمام الحسين عليه‏السلام باللغة الفارسية «روضه خوانان» أي «قرّاء الروضة» ـ كلّ ذلك هيّأ الأرضيّة لنفوذ الكثير من المعلومات غير الصحيحة التي ينطوي عليها هذا الكتاب في ثقافة عاشوراء، وحلّت «لغة الحال»، في العديد من المواضع محلّ «لغة المقال».

وقد أشار محقّق الكتاب والمحشّي عليه ـ العلاّمة الميرزا أبو الحسن الشعراني ـ في مقدّمته على هذا الكتاب إلى هذا الموضوع قائلاً:

علينا أن لا نتعجّب من النقل الضعيف في روضة الشهداء ؛ لأنّه قويّ في أداء غرض الواعظ، حتّى وإن كان غير كافٍ لغرض المؤرّخ.۱

وقبل الشعراني فقد اعتبر الميرزا عبداللّه‏ أفندي ـ العالم والببليوغرافي المعاصر والمساعد للعلاّمة المجلسي رحمه‏الله ـ أكثرَ روايات هذا الكتاب بل جميعها مأخوذة من الكتب غير المشهورة وغير الصالحة للاعتماد،۲ وقد أيّد السيّد محسن الأمين أيضاً

1.. مقدّمة روضة الشهداء : ص ۶ .

2.. رياض العلماء : ج ۲ ص ۱۹۰ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14240
صفحه از 895
پرینت  ارسال به