۳۵۹.أنساب الأشراف: عَرَضَ ابنُ الزُّبَيرِ عَلَى الحُسَينِ عليهالسلام أن يُقيمَ بِمَكَّةَ فَيُبايِعَهُ ويُبايِعَهُ النّاسُ، وإنَّما أرادَ بِذلِكَ ألاّ يَتَّهِمَهُ وأن يُعذِرَ فِي القَولِ.
فَقالَ الحُسَينُ عليهالسلام: لَأَن اُقتَلَ خارِجا مِن مَكَّةَ بِشِبرٍ أحَبُّ إلَيَّ مِن أن اُقتَلَ فيها، ولَأَن اُقتَلَ خارِجا مِنها بِشِبرَينِ أحَبُّ إلَيَّ مِن أن اُقتَلَ خارِجا مِنها بِشِبرٍ.۱
۷ / ۴
خُطبَةُ الإِمامِ علیه السلام عِندَ خُروجِهِ مِن مَكَّةَ
۳۶۰.تيسير المطالب عن زيد بن عليّ عن أبيه [زين العابدين] عليهالسلام: إنَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليهالسلام خَطَبَ أصحابَهُ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ، ثُمَّ قالَ: أيُّهَا النّاسُ ! خُطَّ المَوتُ عَلى بَني آدَمَ كَخَطِّ القِلادَةِ عَلى جيدِ۲ الفَتاةِ، ما أولَعَني بِالشَّوقِ إلى أسلافِي اشتِياقَ يَعقوبَ عليهالسلام إلى يوسُفَ وأخيهِ، وإنَّ لي مَصرَعا أنَا لاقيهِ، كَأَنّي أنظُرُ إلى أوصالي تُقَطِّعُها وُحوشُ الفَلَواتِ غبرا وعفرا۳، قَد مَلَأَت مِنّي أكراشَها، رِضَى اللّهِ رِضانا أهلَ البَيتِ، نَصبِرُ عَلى بَلائِهِ لِيُوَفِّيَنا اُجورَ الصّابِرينَ، ولَن تَشُذَّ عَن رَسولِ اللّهِ حُرمَتُهُ وعِترَتُهُ، ولَن تُفارِقَهُ أعضاؤُهُ، وهِيَ مَجموعَةٌ في حَظيرَةِ القُدسِ۴، تَقَرُّ بِهِم عَينُهُ، وتُنجَزُ لَهُم عِدَتُهُ، ألا مَن كانَ فينا باذِلاً مُهجَتَهُ فَليَرحَل، فَإِنّي راحِلٌ غَدا إن شاءَ اللّهُ.
ثُمَّ نَهَضَ إلى عَدُوِّهِ، فَاستُشهِدَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ.۵
1.. أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۷۵ .
2.. الجِيْدُ : العُنق النهاية : ج ۱ ص ۳۲۴ «جيد» .
3.. العُفرة : بياض ليس بالناصع ، ولكن كلون عَفَر الأرض ؛ وهو وجهها النهاية : ج ۳ ص ۲۶۱ «عفر» .
4.. حَظِيرَة القُدْس : الجنّة مجمع البحرين : ج ۱ ص ۴۲۴ «حظر» .
5.. تيسير المطالب : ص ۱۹۹ .