337
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

۳۵۷.دلائل الإمامة عن عبد اللّه‏ بن عبّاس: لَقيتُ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه‏السلام وهُوَ يَخرُجُ إلَى العِراقِ، فَقُلتُ لَهُ: يَا بنَ رَسولِ اللّهِ، لا تَخرُج، قالَ: فَقالَ لي: يَا بنَ عَبّاسٍ، أما عَلِمتَ أنّ مَنِيَّتي مِن هُناكَ، وأنَّ مَصارِعَ أصحابي هُناكَ ؟ فَقُلتُ لَهُ: فَأنّى لَكَ ذلِكَ ؟ قالَ: بِسِرٍّ سُرَّ لي، وعِلمٍ اُعطيتُهُ.۱

۷ / ۳

حِوارُ الإِمامِ علیه السلام مَعَ عَبدِ اللّهِ بنِ الزُّبَيرِ

۳۵۸.كامل الزيارات عن أبي الجارود عن أبي۲ جعفر[الباقر] عليه‏السلام: إنَّ الحُسَينَ عليه‏السلام خَرَجَ مِن مَكَّةَ قَبلَ التَّروِيَةِ بَيَومٍ، فَشَيَّعَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ الزُّبَيرِ، فَقالَ: يا أبا عَبدِ اللّهِ، لَقَد حَضَرَ الحَجُّ وتَدَعُهُ وتَأتِي العِراقَ ؟!
فَقالَ: يَابنَ الزُّبَيرِ ! لَأَن اُدفَنَ بِشاطِئِ الفُراتِ، أحَبُّ إلَيَّ مِن أن اُدفَنَ بِفِناءِ الكَعبَةِ.۳

1.. دلائل الإمامة : ص ۱۸۱ ح ۹۶ ، ذوب النضار : ص ۳۰ .

2.۲ . عبد اللّه‏ بن الزبير بن العوّام القرشيّ الأسديّ ، أبوبكر ، اُمّه أسماء بنت أبي بكر . صحابيّ ، ولد في السنة الاُولى من الهجرة ، وهو أوّل مولود من المهاجرين .بذل قصارى جهده في سبيل تولية أبيه الخلافة بعد مقتل عثمان ، إلاّ أنّه لم يفلح في ذلك . كان متّصلاً بخالته عائشة من جهةٍ وبأبيه الزبير وطلحة من جهة اُخرى . شهد الجمل مع أبيه ، فكان عليّ عليه‏السلام يقول : «ما زال الزبير منّا أهل البيت حتّى نشأ له عبد اللّه‏» . وبعد انهزام جيش الجمل عفي عنه ، وذلك بطلب من عائشة . لم يكن معاويةُ يحترمُه ، وبعد هلاك معاوية لم يبايع ابنُ الزبير يزيدَ ، وتوطّن مكّة حفاظا على نفسه ، حتّى وقعت الفتنة بينه وبين جيش يزيد . ثمّ ادّعى الخلافة سنة ۶۴ ه ، واستولى على الحجاز واليمن والعراق وخراسان . طلب البيعة من عبداللّه‏ بن عبّاس ومحمّد بن الحنفيّة فلم يستجيبا له ، فعزم على إحراقهما . قتل ثمّ صلب في عهد عبد الملك بن مروان سنة (۷۳ ه) ، بعدما هجم الحجّاج على مكّة والمسجد الحرام . روي عن أهل البيت عليهم‏السلامفيه ذموم (راجع : المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص ۶۳۱ ـ ۶۴۰ وتاريخ الطبري : ج ۴ ص ۵۳۰ و۵۱۹ و۵۰۹ وج ۵ ص ۵۰۱ و۴۹۸ و۳۴۰ و ۳۲۳ ومروج الذهب: ج ۲ ص ۳۷۶ ـ ۳۷۸ و ج ۳ ص ۸۳ ـ ۹۴ و ۱۱۹ وسير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۶۳ ـ ۳۸۰ و ص ۳۵۶ واُسد الغابة: ج ۳ ص ۲۴۱ وتاريخ دمشق : ج ۲۸ ص ۲۰۴ وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۴ ص ۷۹ و۶۲ و۶۱و ج ۶ ص ۱۱ ونهج البلاغة : الحكمة ۴۵۳ والخصال : ص ۱۵۷ ح ۱۹۹) .

3.. كامل الزيارات : ص ۱۵۱ ح ۱۸۴ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۸۶ ح ۱۸ .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
336

هذِهِ الاُمَّةِ ما لا تُحِبُّ، فَارجِع مَعَنا إلَى المَدينَةِ، وإن لَم تُحِبَّ أن تُبايِعَ، فَلا تُبايِع أبدا وَاقعُد في مَنزِلِكَ.
فَقالَ الحُسَينُ عليه‏السلام: هَيهاتَ يَا بنَ عُمَرَ، إنَّ القَومَ لا يَترُكونّي، وإن أصابوني وإن لَم يُصيبوني فَلا يَزالونَ حَتّى اُبايِعَ وأنَا كارِهٌ، أو يَقتُلوني، أما تَعلَمُ يا عَبدَ اللّهِ، أنَّ مِن هَوانِ هذِهِ الدُّنيا عَلَى اللّهِ تَعالى أنَّهُ اُتِيَ بِرَأسِ يَحيَى بنِ زَكَرِيّا عليه‏السلام إلى بَغِيَّةٍ مِن بَغايا بَني إسرائيلَ، وَالرَّأسُ يَنطِقُ بِالحُجَّةِ عَلَيهِم ؟! أما تَعلَمُ أبا عَبدِ الرَّحمنِ، أنَّ بَني إسرائيلَ كانوا يَقتُلونَ ما بَينَ طُلوعِ الفَجرِ إلى طُلوعِ الشَّمسِ سَبعينَ نَبِيّا، ثُمَّ يَجلِسونَ في أسواقِهِم يَبيعونَ ويَشتَرونَ كُلُّهُم كَأَنَّهُم لَم يَصنَعوا شَيئا؟! فَلَم يُعَجِّلِ اللّه‏ُ عَلَيهِم، ثُمَّ أخَذَهُم بَعدَ ذلِكَ أخذَ عَزيزٍ مُقتَدِرٍ. اِتَّقِ اللّهَ أبا عَبدِ الرَّحمنِ ولا تَدَعَنَّ نُصرَتي....
ثُمَّ أقبَلَ الحُسَينُ عليه‏السلام عَلى عَبدِ اللّهِ بنِ عَبّاسٍ، فَقالِ: يَا بنَ عَبّاسٍ، إنَّكَ ابنُ عُمِّ والِدي، ولَم تَزَل تَأمُرُ بِالخَيرِ مُنذُ عَرَفتُكَ، وكُنتَ مَعَ والِدي تُشيرُ عَلَيهِ بِما فيهِ الرَّشادُ، وقَد كانَ يَستَنصِحُكَ ويَستَشيرُكَ فُتُشيرُ عَلَيهِ بِالصَّوابِ، فَامضِ إلَى المَدينَةِ في حِفظِ اللّهِ وكَلائِهِ، ولا يَخفى عَلَيَّ شَيءٌ مِن أخبارِكَ، فَإِنّي مُستَوطِنٌ هذَا الحَرَمَ، ومُقيمٌ فيهِ أبَدا ما رَأَيتُ أهلَهُ يُحبّونّي ويَنصُرونّي، فَإِذا هُم خَذَلونِي استَبدَلتُ بِهِم غَيرَهُم، وَاستَعصَمتُ بِالكَلِمَةِ الَّتي قالَها إبراهيمُ الخَليلُ عليه‏السلام يَومَ اُلقِيَ فِي النّارِ: «حَسِبيَ اللّه‏ُ ونِعمَ الوَكيلُ» فَكانَتِ النّارُ عَلَيهِ بَردا وسَلاما.
قالَ: فَبَكَى ابنُ عَبّاسٍ وابنُ عُمَرَ في ذلِكَ الوَقتِ بُكاءً شَديدا، وَالحُسَينُ عليه‏السلام يَبكي مَعَهُما ساعَةً، ثُمَّ وَدَّعَهُما، وصارَ ابنُ عُمَرَ وَابنُ عَبّاسٍ إلَى المَدينَةِ، وأقامَ الحُسَينُ عليه‏السلام بِمَكَّةَ.۱

1.. الفتوح : ج ۵ ص ۲۳ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14657
صفحه از 895
پرینت  ارسال به