329
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

الأَمصارِ مَا استَطَعتَ، ثُمَّ ابعَث رُسُلَكَ إلَى النّاسِ فَادعُهُم إلى نَفسِكَ، فَإِن تابَعَكَ النّاسُ وبايَعوا لَكَ حَمِدتَ اللّهَ عَلى ذلِكَ، وإن أجمَعَ النّاسُ عَلى غَيرِكَ، لَم يَنقُصِ اللّه‏ُ بِذلِكَ دينَكَ ولا عَقلَكَ، ولا تَذهَبُ بِهِ مُروءَتُكَ ولا فَضلُك.
إنّي أخافُ أن تَدخُلَ مِصرا مِن هذِهِ الأَمصارِ، فَيَختَلِفَ النّاسُ بَينَهُم، فَمِنهُم طائِفَةٌ مَعَكَ واُخرى عَلَيكَ، فَيَقتَتِلونَ، فَتَكونُ أنتَ لِأَوَّلِ الأَسِنَّةِ، فَإِذا خَيرُ هذِهِ الاُمَّةِ كُلِّها نَفسا وأبا واُمّا، أضيَعُها دَما، وأذَلُّها أهلاً.
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه‏السلام: فَأَينَ أذهَبُ يا أخي ؟ قالَ: اِنزِل مَكَّةَ، فَإِنِ اطمَأَنَّتِ بِكَ الدّارُ بِها فَسَبيلُ ذلِكَ، وإن نَبَت۱ بِكَ لَحِقتَ بِالرِّمالِ وشَعَفِ۲ الجِبالِ، وخَرَجتَ مِن بَلَدٍ إلى بَلَدٍ، حَتّى تَنظُرَ ما يَصيرُ أمرُ النّاسِ إلَيهِ، فَإِنَّكَ أصوَبُ ما تَكونُ رَأيا حينَ تَستَقبِلُ الأَمرَ استِقبالاً.
فَقالَ: يا أخي ! قَد نَصَحتَ وأشفَقتَ، وأرجو أن يَكونَ رَأيُكَ سَديدا مُوَفَّقا.۳

۳۵۰.إثبات الوصيّة: خَرَجَ مُحَمَّدُ بنُ الحَنَفِيَّةِ يُشَيِّعُهُ [أيِ الإِمامَ الحُسَينَ عليه‏السلام]، فَقالَ لَهُ عِندَ الوَداعِ: يا أبا عَبدِ اللّهِ، اللّهَ اللّهَ في حُرَمِ۴ رَسولِ اللّهِ ! فَقالَ لَهُ: أبَى اللّه‏ُ إلاّ أن يَكُنَّ سَبايا.۵

1.. نَبَتْ بي تلك الأرض : أي لم أجد بها قرارا لسان العرب : ج ۱۵ ص ۳۰۲ «نبا» .

2.. الشَّعَفَةُ : رأس الجبل ، والجمع شَعَف الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۸۱ «شعف» .

3.. الإرشاد : ج ۲ ص ۳۴ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۲۶ .

4.. حُرَمُ الرجل : عياله ونساؤه وما يحمي لسان العرب : ج ۱۲ ص ۱۲۳ «حرم» .

5.. إثبات الوصيّة : ص ۱۷۶ ، عيون المعجزات : ص ۶۹ .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
328

۶ / ۱۱

الفَرَزدَقُ ۱

۳۴۸.أنساب الأشراف عن الزبير بن الخِرِّيت: سَمِعتُ الفَرَزدَقَ قالَ: لَقيتُ الحُسَينَ عليه‏السلام بِذاتِ عِرقٍ۲ وهُوَ يُريدُ الكوفَةَ، فَقالَ لي: ماتَرى أهلَ الكوفَةِ صانِعينَ ؟ فَإِنَّ مَعي جَمَلاً مِن كُتُبِهِم ؟ قُلتُ: يَخذُلونَكَ، فَلا تَذهَب، فَإِنَّكَ تَأتي قَوما قُلوبُهُم مَعَكَ، وأيديهم عَلَيكَ. فَلَم يُطِعني!۳

۶ / ۱۲

مُحَمَّدُ بنُ الحَنَفِيَّةِ

۳۴۹.الإرشادـ في ذِكرِ خُروجِ الإِمامِ مِنَ المَدينَةِ ـ: فَخَرَجَ مِن تَحتِ لَيلَتِهِ ـ وهِيَ لَيلَةُ الأَحَدِ لِيَومَينِ بَقِيا مِن رَجَبٍ ـ مُتَوَجِّها نَحوَ مَكَّةَ، ومَعَهُ بَنوهُ وإخوَتُهُ، وبَنو أخيهِ وجُلُّ أهلِ بَيتِهِ، إلاّ مُحَمَّدَ بنَ الحَنَفِيَّةِ، فَإِنَّهُ لَمّا عَلِمَ عَزمَهُ عَلَى الخُروجِ عَنِ المَدينَةِ لَم يَدرِ أينَ يَتَوَجَّهُ.
فَقالَ لَهُ: يا أخي ! أنتَ أحَبُّ النّاس إلَيَّ، وأعَزُّهُم عَلَيَّ، ولَستُ أدَّخِرُ النَّصيحَةَ لِأَحَدٍ مِنَ الخَلقِ إلاّ لَكَ، وأنتَ أحَقُّ بِها، تَنَحَّ بِبَيعَتِكَ عَن يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ وعَنِ

1.. همام بن غالب بن صعصعة ، أبو فراس ، المعروف بالفرزدق . ولد في سنة ۲۵ ه في البصرة . من أصحاب عليّوالحسين وعليّ بن الحسين عليهم‏السلام ، له قصيدة مشهورة في مدح الإمام السجّاد عليه‏السلام في قصّته مع هشام بن عبدالملك ، والتي ابتدأها بقوله:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحلّ والحرمفغضب هشام وأمر بحبس الفرزدق ، فحُبس بعسفان بين مكّة والمدينة ، فوصله الإمام باثني عشر ألف درهم ، فردّها الفرزدق مُبيّنا أنّه أنشدها لثواب الآخرة ، ولكنّه قبلها بعد إصرار الإمام عليه‏السلام . توفّي عام (۱۱۰ ه) بعد أن طاف العراق والشام والجزيرة (راجع : سير أعلام النبلاء : ج ۴ ص ۵۹۰ والإصابة : ج ۵ ص ۳۰۰ و وفيات الأعيان : ج ۶ ص ۹۵ ورجال الكشّي : ج ۱ ص ۳۴۳ وقاموس الرجال : ج ۸ ص ۳۸۰ ).

2.. ذاتُ عِرْق : مُهَلّ أهل العراق ، وهو الحدّ بين نجد وتهامة معجم البلدان : ج ۴ ص ۱۰۷ .

3.. أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۷۷ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۱۰ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14453
صفحه از 895
پرینت  ارسال به