فَقامَ، فَقالَ [مُسلِمٌ]: إنَّ عَلَيَّ بِالكوفَةِ سَبعَمِئَةِ دِرهَمٍ مُذ قَدِمتُها، فَاقضِها عَنّي، وَانظُر جُثَّتي فَاطلُبها مِنِ ابنِ زِيادٍ فَوارِها، وَابعَث إلَى الحُسَينِ مَن يَرُدُّهُ. فَأَخبَرَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ ابنَ زِيادٍ بِما قالَ لَهُ.
فَقالَ: أمّا مالُكَ، فَهُوَ لَكَ تَصنَعُ فيهِ ما شِئتَ، وأمّا حُسَينٌ، فَإِنَّهُ إن لَم يُرِدنا لَم نُرِدهُ، وأمّا جُثَّتُهُ، فإنّا لا نُشَفِّعُكَ فيها ؛ لِأَنَّهُ قَد جَهَدَ أن يُهلِكَنا، ثُمَّ قالَ: وما نَصنَعُ بِجُثَّتِهِ بَعدَ قَتلِنا إيّاهُ ؟ !۱
۳۲۶.الأمالي للشجري عن سعيد بن خالد: قالَ [مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ لِعُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ]: اِيذَن لي فِي الوَصِيَّةِ، فَقالَ: أوصِ، فَدَعا عُمَرَ بنَ سَعدٍ، لِلقَرابَةِ بَينَهُ وبَينَ الحُسَينِ عليهالسلام، فَقالَ لَهُ: إنَّ الحُسَينَ عليهالسلام قَد أقبَلَ في سِيافِهِ وتِراسِهِ۲، واُناسٌ مِن وُلدِهِ وأهلِ بَيتِهِ، فَابعَث إلَيهِ مَن يُحَذِّرُهُ ويُنذِرُهُ فَيَرجِعَ ؛ فَقَد رَأَيتُ مِن خِذلانِ أهلِ الكوفَةِ ما قَد رَأَيتُ.۳
۴ / ۳۲
شَهادَةُ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ
كان مسلم بن عقيل عليهالسلام أحد أبرز وجوه النهضة الحسينية، وقد بُعث إلى الكوفة مندوباً عن الإمام عليهالسلام بهدف إقامة أرضية الثورة ومقدماتها.
كنيته أبو داوود،۴ وكان من رواة الحديث،۵ وكان يشبه رسول اللّه صلىاللهعليهوآله.۶ ويعتبر
1.. أنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۳۹ .
2.. التُّرسُ من السلاح : المُتوقَّى بها ، جمعه تِراس تاج العروس : ج ۸ ص ۲۱۵ «ترس» .
3.. الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۶۷ .
4.. الثقات لابن حبّان : ج ۵ ص ۳۹۱ .
5.. التاريخ الكبير : ج ۷ ص ۲۶۶ ، الثقات لابن حبّان : ج ۵ ص ۳۹۱ .