303
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

ليس سوى خدعة، فكيف يمكن القبول بأنّ مسلماً لم يدرك هذا المعنى، وأنّه قبل أمانه دون نقاش وسلّم نفسه؟!

ويبدو فيما يتعلّق بالرواية الثانية التي تفيد أنّ استسلام مسلم قد تمّ عندما عجز عن القتال بسبب كثرة الجراح، هو الذي دفع الراوي إلى أن يتصوّر قبول الأمان.

وعلى هذا الأساس فإنّ الرواية الاُولى التي نقلتها المصادر الكثيرة، والتي ينسجم نصّها مع شهامة أصحاب سيّد الشهداء وعزمهم الراسخ وجرأتهم وشجاعتهم، هي أقرب إلى الواقع القاضي بأنّ مسلماً لم يقبل أبداً عرض الأمان، وأنّه حارب حتّى آخر رمق من حياته، وأنّه اُسر عندما فقد القدرة على الدفاع عن نفسه.


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
302

وقفة عند روايات اعتقال مسلم بعد إعطائه الأمان

يمكن تقسيم الروايات الدالّة على اعتقال مسلم عليه‏السلام بعد إعطائه الأمان إلى ثلاث مجموعات:

۱. الرواية التي نقلتها معظم المصادر التاريخية والتي تفيد بأنّ مسلماً رفض الأمان المعروض عليه بشدّة، وقال ردّاً على محمّد بن الأشعث الذي طرح هذا الاقتراح:

وأيُّ أمانٍ لِلغَدَرَةِ الفَجَرَةِ.

ثمّ قال متمثّلاً بشعر حمران بن مالك الخثعمي مخاطباً الأعداء الحاضرين:

أقْسَمْتُ لا اُقتَلُ إلاّ حُرّاً.

ثمّ واصل القتال حتى اُصيب بالرمح من قفاه وسقط أرضاً واُسر.۱

۲. الرواية التي تفيد بأنّه اعتُقل قبل الأمان بعد أن اُثخن بالجراح.۲

۳. الرواية التي أيّدت بشكل مطلق قبول مسلم للأممان.۳

ومن خلال التأمّل في الروايات المذكورة يمكن أن نستنتج أنّ الرواية الثالثة غير صحيحة دون شكّ ؛ لأنّ كلّ إنسان يعلم أن إعطاء الأمان لقائد ثورة يهيّئ الأرضية لثورة أكبر، وخصوصا إذا كان إعطاء الأمان من جانب فاسق وفاجر مثل ابن زياد،

1.. راجع : ص ۳۰۰ ح ۳۲۰ و ۳۲۱.

2.. راجع : موسوعة الإمام الحسين بن علي عليه‏السلام ، ج ۳ ص ۱۶۲ ح ۱۲۱۱ .

3.. راجع : موسوعة الإمام الحسين بن علي عليه‏السلام ، ج ۳ ص ۱۶۳ ح ۱۲۱۲ و ۱۲۱۳ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15406
صفحه از 895
پرینت  ارسال به