۴ / ۲۷
أسرُ مسلِمٍ بَعدَ أن اُثخِنَ بِالجِراحِ
۳۲۰.الملهوف: ولَمّا قَتَلَ مُسلِمٌ مِنهُم جَماعَةً، نادى إلَيهِ مُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ: يا مُسلِمُ ! لَكَ الأَمانُ. فَقالَ لَهُ مُسلِمٌ: وأيُّ أمانٍ لِلغَدَرَةِ الفَجَرَةِ ! ثُمَّ أقبَلَ يُقاتِلُهُم ويَرتَجِزُ بِأبياتِ حَمرانَ بنِ مالِكٍ الخَثعَمِيِّ يَومَ القرنِ، حَيثُ يَقولُ:
أقسَمتُ لا اُقتَلُ إلاّ حُرّا
وإن رَأَيتُ المَوتَ شَيئا نُكرا
أكرَهُ أن اُخدَعَ أو اُغَرّا
أو أخلِطَ البارِدَ سُخنا مُرّا
كُلُّ امرِئٍ يَوما يُلاقي شَرّا
أضرِبُكُم ولا أخافُ ضُرّا
فَقالوا لَهُ: إنَّكَ لا تُخدَعُ ولا تُغَرُّ، فَلَم يَلتَفِت إلى ذلِكَ، وتَكاثَروا عَلَيهِ بَعدَ أن اُثخِنَ بِالجِراح، فَطَعَنَهُ رَجُلٌ مِن خَلفِهِ، فَخَرَّ إلَى الأَرضِ، فَاُخِذَ أسيرا.۱
۳۲۱.الفتوح: أرسَلَ إلَيهِ [أي إلى مُحَمَّدِ بنِ الأَشعَثِ] عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيادٍ أن أعطِهِ الأَمانَ ؛ فَإِنَّكَ لَن تَقدِرَ عَلَيهِ إلاّ بِالأَمانِ. فَجَعَلَ مُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ يَقولُ: وَيحَكَ يَابن عَقيلٍ ! لا تَقتُل نَفسَكَ، لَكَ الأَمانُ، ومُسلِمُ بنُ عَقيلٍ يَقولُ: لا حاجَةَ إلى أمانِ الغَدَرَةِ، ثُمَّ جَعَلَ يُقاتِلُهُم وهُوَ يَقولُ:
أقسَمتُ لا اُقتَلُ إلاّ حُرّا
ولَو وَجَدتُ المَوتَ كَأسا مُرّا
أكرَه أن اُخدَعَ أو اُغَرّا
كُلُّ امرِىءٍ يَوما يُلاقي شَرّا
أضرِبُكُم ولا أخافُ ضُرّا
قالَ: فَناداهُ مُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ وقالَ: وَيحَكَ يَابنَ عَقيلٍ ! إنَّكَ لا تُكذَبُ ولا تُغَرُّ، القَومُ لَيسوا بِقاتِليكَ فَلا تَقتُل نَفسَكَ.