297
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

فَقالَ ابنُ زِيادٍ: إنَّ القَومَ قَد خَذَلوا وأسلَموا مُسلِما وَانصَرَفوا. فَخَرَجَ فيمَن كانَ مَعَهُ، وجَلَسَ فِي المَسجِدِ، ووُضِعَتِ الشُّموعُ والقَناديلُ.۱

۴ / ۲۳

خُطبَةُ ابنِ زِيادٍ وأمرُهُ بِتَجَسُّسِ الدّورِ

۳۱۴.تاريخ الطبري عن المجالد بن سعيد: لَمّا لَم يَرَوا شَيئا [مِن مُسلِمٍ وأصحابِهِ]أعلَمُوا ابنَ زِيادٍ، فَفَتَحَ بابَ السُدَّةِ الَّتي فِي المَسجِدِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَعِدَ المِنبَرَ وخَرَجَ أصحابُهُ مَعَهُ، فَأَمَرَهُم فَجَلَسوا حَولَهُ قُبَيلَ العَتَمَةِ.۲
وأمَرَ عَمرَو بنَ نافِعٍ فَنادى: ألا بَرِئَتِ الذِّمَّةُ مِن رَجُلٍ مِنَ الشُّرطَةِ وَالعُرَفاءِ، أوِ المَناكِبِ۳ أو المُقاتِلَةِ، صَلَّى العَتَمَةَ إلاّ فِي المَسجِدِ، فَلَم يَكُن لَهُ إلاّ ساعةٌ، حَتَّى امتَلَأَ المَسجِدُ مِنَ النّاسِ، ثُمَّ أمَرَ مُنادِيَهُ فَأَقامَ الصَّلاةَ.
فَقالَ الحُصَينُ بنُ تَميمٍ: إن شِئتَ صَلَّيتَ بِالنّاسِ، أو يُصَلّي بِهِم غَيرُكَ ودَخَلتَ أنتَ فَصَلَّيتَ فِي القَصرِ ؛ فَإِنّي لا آمَنُ أن يَغتالَكَ بَعضُ أعدائِكَ.
فَقالَ: مُر حَرَسي فَليَقوموا وَرائي كَما كانوا يَقِفونَ، ودُر فيهِم فَإِنّي لَستُ بِداخِلٍ إذا. فَصَلّى بِالنّاسِ.
ثُمَّ قامَ فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ، ثُمَّ قالَ: أمّا بَعدُ، فَإِنَّ ابنَ عَقيلٍ السَّفيهَ الجاهِلَ، قَد أتى ما قدَ رَأَيتُم مِنَ الخِلافِ وَالشِّقاقِ، فَبَرِئَت ذِمَّةُ اللّهِ مِن رَجُلٍ وَجَدناهُ في دارِهِ، ومَن جاءَ بِهِ فَلَهُ دِيَتُهُ، اِتَّقُوا اللّهَ عِبادَ اللّهِ، وَالزَموا طاعَتَكُم وبَيعَتَكُم، ولا تَجعَلوا عَلى

1.. الأخبار الطوال : ص ۲۳۹ .

2.. العَتَمَةُ من اللَّيل : بعدَ غيبوبَةِ الشَّفَقِ إلى آخِرِ الثُلُثِ الأوّل . وعَتَمَةُ الليل : ظلامُ أوّله عند سقوط نور الشفَقالمصباح المنير : ص ۳۹۲ «عتم» .

3.. المناكِبُ : قوم دون العرفاء واحدهم مَنكِب ، وقيل : المَنكِبُ : رأس العرفاء النهاية : ج ۵ ص ۱۱۳ «نكب» .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
296

يَصلُحُ لَكَ الجُلوسُ عَلى بابي، ولا اُحِلُّهُ لَكَ. فَقامَ فَقالَ: يا أمَةَ اللّهِ، ما لي في هذَا المِصرِ مَنزِلٌ ولا عَشيرَةٌ، فَهَل لَكِ إلى أجرٍ ومَعروفٍ، ولَعَلّي مُكافِئُكِ بِهِ بَعدَ اليَومِ ؟ فَقالَت: يا عَبدَ اللّهِ وما ذاكَ ؟ قالَ: أنَا مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ، كَذَبَني هؤُلاءِ القَومُ وغَرّوني.
قالَت: أنتَ مُسلِمٌ ؟ ! قالَ: نَعَم.
قالَت: اُدخُل، فَأَدخَلَتهُ بَيتا في دارِها غَيرَ البَيتِ الَّذي تَكونُ فيهِ، وفَرَشَت لَهُ، وعَرَضَت عَلَيهِ العَشاءَ فَلَم يَتَعَشَّ، ولَم يَكُن بِأَسرَعَ مِن أن جاءَ ابنُها، فَرَآها تُكِثرُ الدُّخولَ فِي البَيتِ وَالخُروجَ مِنهُ، فَقالَ: وَاللّهِ إنَّهُ لَيُريبُني كَثرَةُ دُخولِكِ هذَا البَيتَ مُنذُ اللَّيلَةِ وخُروجِكِ مِنهُ، إنَّ لَكِ لَشَأنا !
قالَت: يا بُنَيَّ الهَ۱ عَن هذا. قالَ لَها: وَاللّهِ لَتُخبِرِنّي. قالَت: أقبِل عَلى شَأنِكَ ولا تَسَأَلني عَن شَيءٍ، فَأَلَحَّ عَلَيها، فَقالَت: يا بُنَيَّ لا تُحَدِّثَنَّ أحَدا مِنَ النّاسِ بِما اُخبِرُكَ بِهِ، وأخَذَت عَلَيهِ الأَيمانَ، فَحَلَفَ لَها، فَأَخبَرَتهُ، فَاضطَجَعَ وسَكَتَ، وزَعَموا أنَّهُ قَد كانَ شَريدا مِنَ النّاسِ، وقالَ بَعضُهُم: كانَ يَشرَبُ مَعَ أصحابٍ لَهُ.۲

۴ / ۲۲

فَحصُ ابنِ زِيادٍ عَن مُسلِمٍ وأصحابِهِ

۳۱۳.الأخبار الطوال: إنَّ ابنَ زِيادٍ لَمّا فَقَدَ الأَصواتَ، ظَنَّ أنَّ القَومَ دَخَلُوا المَسجِدَ، فَقالَ: اُنظُروا، هَل تَرَونَ فِي المَسجِدِ أحَدا ؟ ـ وكانَ المَسجِدُ مَعَ القَصرِ ـ فَنَظَروا فَلَم يَرَوا أحَدا، وجَعَلوا يُشعِلونَ أطنابَ۳ القَصَبِ، ثُمَ يَقذِفونَ بِها في رُحبَةِ المَسجِدِ لِيُضيءَ لَهُم، فَتَبَيَّنوا، فَلَم يَرَوا أحَدا.

1.. إلهَ عن هذا : أي اتركه تاج العروس : ج ۲۰ ص ۱۷۰ «لهو» .

2.. تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۷۱ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۴۱ .

3.. الطُّنُبُ : عِرق الشجر ، جمعه : أطناب تاج العروس : ج ۲ ص ۱۸۷ «طنب» .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14286
صفحه از 895
پرینت  ارسال به