295
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

أهلِ الكوفَةِ فَجَمَعَهُم عِندَهُ فِي القَصرِ، فَلَمّا سارَ إلَيهِ مُسلِمٌ فَانتَهى إلى بابِ القَصرِ، أشرَفوا عَلى عَشائِرِهِم فَجَعَلوا يُكَلِّمونَهُم ويَرُدّونَهُم، فَجَعَلَ أصحابُ مُسلِمٍ يَتَسَلَّلونَ حَتّى أمسى في خَمسِمِئَةٍ، فَلَمَّا اختَلَطَ الظَّلامُ ذَهَبَ اُولئِكَ أيضا.۱

۴ / ۲۱

اِستِجارَةُ مُسلِمٍ بِدارِ طَوعَةَ۲

۳۱۲.تاريخ الطبري عن المجالد بن سعيد: لَمّا رَأى [مُسلِمٌ] أَنَّهُ قَد أمسى ولَيسَ مَعَهُ إلاّ اُولئِكَ النَّفَرُ [ثَلاثونَ نَفَرا]، خَرَجَ مُتَوَجِّها نَحوَ أبوابِ كِندَةَ، وبَلَغَ الأَبوابَ وَمَعهُ مِنهُم عَشَرَةٌ، ثُمَّ خَرَجَ مِنَ البابِ وإذا لَيسَ مَعَهُ إنسانٌ، وَالتَفَتَ فَإِذا هُوَ لا يُحِسُّ أحَدا يَدُلُّهُ عَلَى الطَّريقِ، ولا يَدُلُّهُ عَلى مَنزِلٍ، ولا يُواسيهِ بِنَفسِهِ إن عَرَضَ لَهُ عَدُوٌّ.
فَمَضى عَلى وَجهِهِ يَتَلَدَّدُ في أزِقَّةِ الكوفَةِ، لا يَدري أينَ يَذهَبُ، حَتّى خَرَجَ إلى دورِ بَني جَبَلَةَ مِن كِندَةَ، فَمَشى حَتّى انتَهى إلى بابِ امرَأَةٍ يُقالُ لَها: طَوعَةُ، اُمُّ وَلَدٍ كانَت لِلأَشعَثِ بنِ قَيسٍ فَأَعتَقَها، فَتَزَوَّجَها اُسَيدٌ الحَضرَمِيُّ، فَوَلَدَت لَهُ بِلالاً، وكانَ بِلالٌ قَد خَرَجَ مَعَ النّاسِ واُمُّهُ قائِمَةٌ تَنتَظِرُهُ، فَسَلَّمَ عَلَيهَا ابنُ عَقيلٍ، فَرَدَّت عَلَيهِ.
فَقالَ لَها: يا أمَةَ اللّهِ اسقيني ماءً، فَدَخَلَت فَسَقَتهُ، فَجَلَسَ، وأدخَلَتِ الإِناءَ ثُمَّ خَرَجَت فَقالَت: يا عَبدَ اللّهِ، ألَم تَشرَب ؟ قالَ: بَلى، قالَت: فَاذهَب إلى أهلِكَ ! فَسَكَتَ. ثُمَّ عادَت فَقالَت مِثلَ ذلِكَ، فَسَكَتَ.
ثُمَّ قالَت لَهُ: فِئ۳ للّه‏ِِ، سُبحانَ اللّهِ يا عَبدَ اللّهِ، فَمُرَّ إلى أهلِكَ عافاكَ اللّه‏ُ ! فَإِنَّهُ لا

1.. تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۵۰ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۲۶ .

2.. كانت اُمّ ولد للأششعث بن قيس ، فتزوّجها اُسيد الحضرمي ، وقيل : تزوّجها أسد بن البطين ، فولدت بلالاً .كانتمن المؤمنات المواليات لأهل البيت عليهم‏السلام ، وقصّتها في إخفاء مسلم معروفة راجع :تاريخ الطبري: ج ۵ ص ۳۷۱ والفتوح: ج ۵ ص ۵۰ ومقتل الحسين عليه‏السلام للخوارزمي: ج ۱ ص ۲۰۷و الإرشاد: ج ۲ ص ۵۴.

3.. في المصدر : «فئ اللّه‏» ، والصواب ما أثبتناه . وفاء يفيء فيئا : رجع (الصحاح : ج ۱ ص ۶۳ «فيأ») .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
294

فَأَشرَفَ كَثيرُ بنُ شِهابٍ، ومُحَمَّدُ بنُ الأَشعَثِ، وَالقَعقاعُ بنُ شَورٍ، وشَبَثُ بنُ رِبعِيٍّ، وحَجّارُ بنُ أبجَرٍ، وشِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ، فَتَنادَوا: يا أهلَ الكوفَةِ، اِتَّقوا اللّهَ ولا تَستَعجِلُوا الفِتنَةَ، ولا تَشُقّوا عَصا هذِهِ الاُمَّةِ، ولا تورِدوا عَلى أنفُسِكُم خُيولَ الشّامِ، فَقَد ذُقتُموهُم، وجَرَّبتُم شَوكَتَهُم.۱

۳۰۹.تذكرة الخواصّ: كانَ عِندَ ابنِ زِيادٍ وُجوهُ أهلِ الكوفَةِ، فَقالَ لَهُم: قوموا فَفَرِّقوا عَشائِرَكُم عَن مُسلِمٍ، وإلاّ ضَرَبتُ أعناقَكُم.
فَصَعِدوا عَلَى القَصرِ وجَعَلوا يُكَلِّمونَهُم، فَتَفَرَّقَ مَن كانَ مَعَ مُسلِمٍ، وتَسَلَّلوا عَنهُ.۲

۴ / ۲۰

تَفَرُّقُ النّاسِ عَنِ ابنِ عَقيلٍ

۳۱۰.أنساب الأشراف: وَجَّهَ [ابنُ زِيادٍ] مُحَمَّدَ بنَ الأَشعَثِ بنِ قَيسٍ، وكَثيرَ بنَ شِهابٍ الحارِثِيَّ، وعِدَّةً مِنَ الوُجوِهِ، لِيُخَذِّلُوا النّاسَ عَن مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ وَالحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه‏السلام، ويَتَوَعَّدونَهُم بِيَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ وخُيولِ أهلِ الشّامِ، وبِمَنعِ الأَعطِيَةِ، وأخذِ البَريءِ بِالسَّقيمِ، وَالشّاهِدِ بِالغائِبِ.
فَتَفَرَّقَ أصحابُ ابنِ عَقيلٍ عَنهُ، حَتّى أمسى وما مَعَهُ إلاّ نَحوٌ مِن ثَلاثينَ رَجُلاً، فَلَمّا رَأى ذلِكَ خَرَجَ مُتَوَجِّها نَحوَ أبوابِ كِندَةَ، وتَفَرَّقَ عِنهُ الباقونَ حَتّى بَقِيَ وَحدَهُ، يَتَلَدَّدُ۳ في أزِقَّةِ الكوفَةِ لَيسَ مَعَهُ أحَدٌ.۴

۳۱۱.تاريخ الطبري عن عمّار الدّهني عن أبي جعفر[الباقر] عليه‏السلام: بَعَثَ عُبَيدُ اللّهِ إلى وُجوهِ

1.. الأخبار الطوال : ص ۲۳۹ .

2.. تذكرة الخواصّ : ص ۲۴۲ .

3.. التَّلدّد : التلفّت يمينا وشمالاً تحيّرا النهاية : ج ۴ ص ۲۴۵ «لدد» .

4.. أنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۳۸ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14434
صفحه از 895
پرینت  ارسال به