التَّمّارينَ يَشتَدّونَ ويَقولونَ: قَد جاءَ ابنُ عَقيلٍ، قَد جاءَ ابنُ عَقيلٍ، فَدَخَلَ عُبَيدُ اللّهِ القَصرَ مُسرِعا، وأغلَقَ أبوابَهُ.۱
۴ / ۱۶
دَعوَةُ مُسلِمٍ قُوّاتِهِ وَالحَرَكَةُ نَحوَ القَصرِ
۳۰۵.الإرشاد عن عبد اللّه بن حازم: أنَا وَاللّهِ رَسولُ ابنِ عَقيلٍ إلَى القَصرِ، لِأَنظُرَ ما فَعَلَ هانِئٌ، فَلَمّا حُبِسَ وضُرِبَ، رَكِبتُ فَرَسي فَكُنتُ أوَّلَ أهلِ الدّارِ دَخَلَ عَلى مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ بِالخَبَرِ، فَإِذا نِسوَةٌ لِمُرادٍ مُجتَمِعاتٌ يُنادينَ: يا عَبرَتاه ! يا ثُكلاه ! فَدَخَلتُ عَلى مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ فَأَخبَرتُهُ، فَأَمَرَني أن اُنادِيَ في أصحابِهِ ـ وقَد مَلَأَ بِهِمُ الدّورَ حَولَهُ ـ وكانوا فيها أربَعَةَ آلافِ رَجُلٍ، فَنادَيتُ: «يا مَنصورُ أمِت»، فَتَنادى أهلُ الكوفَةِ وَاجتَمَعوا عَلَيهِ.
فَعَقَدَ مُسلِمٌ لِرُؤوسِ الأَرباعِ عَلَى القَبائِلِ كِندَةَ ومَذحِجٍ وأسَدٍ وتَميمٍ وهَمدانَ، وتَداعَى النّاسُ وَاجتَمَعوا، فَما لَبِثنا إلاّ قَليلاً حَتَّى امتَلَأَ المَسجِدُ مِنَ النّاسِ وَالسّوقِ، وما زالوا يَتَوَثَّبونَ حَتَّى المَساءِ، فَضاقَ بِعُبَيدِ اللّهِ أمرُهُ، وكانَ أكثَرُ عَمَلِهِ أن يُمسِكَ بابَ القَصرِ، ولَيسَ مَعَهُ فِي القَصرِ إلاّ ثَلاثونَ رَجُلاً مِنَ الشُّرَطِ، وعِشرونَ رَجُلاً مِن أشرافِ النّاسِ، وأهلُ بَيتِهِ وخاصَّتُهُ.۲
۴ / ۱۷
مُحاصَرَةُ مُسلِمٍ وأصحابِهِ قَصرَ ابنِ زِيادٍ
۳۰۶.مروج الذهب: لَمّا بَلَغَ مُسلِما ما فَعَلَ ابنُ زِيادٍ بِهانِئٍ، أمَرَ مُنادِيا فَنادى «يا مَنصورُ» وكانَت شِعارُهُم، فَتَنادى أهلُ الكوفَةِ بِها، فَاجتَمَعَ إلَيهِ في وَقتٍ واحِدٍ ثَمانِيَةَ عَشَرَ