291
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

۳۰۳.أنساب الأشراف: وَجَّهَ [ابنُ زِيادٍ] مُحَمَّدَ بنَ الأَشعَثِ الكِندِيَّ، وأسماءَ بنَ خارِجَةَ بنِ حُصَينٍ الفَزارِيَّ، إلى هانِئِ بنِ عُروَةَ، فَرَفَقا بِهِ حَتّى أتَى ابنَ زِيادٍ، فَأَنَّبَهُ عَلى إيوائِهِ مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ، وقالَ لَهُ: إنَّ أمرَ النّاسِ مُجتَمِعٌ، وكَلِمَتَهُم مُتَّفِقَةٌ، أفَتُعينُ عَلى تَشتيتِ أمرِهِم ـ بِتَفريقِ كَلِمَتِهِم وَاُلفَتِهِم ـ رَجُلاً قَدِمَ لِذلِكَ ؟ فَاعتَذَرَ إلَيهِ مِن إيوائِهِ، وقالَ: أصلَحَ اللّه‏ُ الأَميرَ ! دَخَلَ داري عَن غَيرِ مُواطَأَةٍ مِنّي لَهُ، وسَأَلَني أن اُجيرَهُ، فَأَخَذَتني لِذلِكَ ذِمامَةٌ.
قالَ: فَائتِني بِهِ لِتَتَلافَى الَّذي فَرَطَ مِن سوءِ رَأيِكَ، فَأَبى، فَقالَ: وَاللّهِ لَئِن لَم تَأتِني بِهِ لَأَضرِبَنَّ عُنُقَكَ.
قالَ: وَاللّهِ لَئِن ضَرَبتَ عُنُقي، لَتَكثُرَنَّ البارِقَةُ حَولَ دارِكَ. فَأَمَرَ بِهِ فَاُدنِيَ مِنهُ فَضَرَبَ وجهَهُ بِقَضيبٍ أو مِحجَنٍ۱ كانَ مَعَهُ، فَكَسَرَ أنفَهُ وشَقَّ حاجِبَهُ، ثُمَّ أمَرَ بِهِ، فَحُبِسَ في بَعضِ بُيوتِ الدّارِ.۲

۴ / ۱۵

خُطبَةُ ابنِ زِيادٍ بَعدَ اعتِقالِ هانِئٍ

۳۰۴.تاريخ الطبري عن محمّد بن بشير الهمداني: لَمّا ضَرَبَ عُبَيدُ اللّهِ هانِئا وحَبَسَهُ، خَشِيَ أن يَثِبَ النّاسُ بِهِ، فَخَرَجَ فَصَعِدَ المِنبَرَ، ومَعَهُ أشرافُ النّاسِ، وشُرَطُهُ وحَشَمُهُ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ، ثُمَّ قالَ: أمّا بَعدُ، أيُّهَا النّاسُ ! فَاعتَصِموا بِطاعَةِ اللّهِ وطاعَةِ أئِمَّتِكُم، ولا تَختَلِفوا ولا تَفَرَّقوا، فَتَهلِكَوا وتُذَلّوا، وتُقتَلوا وتُجفَوا وتُحرَموا، إنَّ أخاكَ مَن صَدَقَكَ، وقَد أعذَرَ مَن أنذَرَ.
قالَ: ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنزِلَ، فَما نَزَلَ عَنِ المِنبَرِ حَتّى دَخَلَتِ النَّظّارَةُ المَسجِدَ مِن قِبَلِ

1.. المِحْجَنُ : عصا في رأسها اعوجاج كالصولجان مجمع البحرين : ج ۱ ص ۳۶۸ «حجن» .

2.. أنساب الأشراف : ج ۲ ص ۳۳۷ .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
290

فَأَخَذَ بَيعَتَهُ قَبلَ أن يَبرَحَ، وأخَذَ عَلَيهِ المَواثيقَ المُغَلَّظَةَ، لَيُناصِحَنَّ ولَيَكتُمَنَّ، فَأَعطاهُ مِن ذلِكَ ما رَضِيَ بِهِ، ثُمَّ قالَ لَهُ: اِختَلِف إلَيَّ أيّاما في مَنزِلي، فَأَنَا طالِبٌ لَكَ الإِذنَ عَلى صاحِبِكَ. فَأَخَذَ يَختَلِفُ مَعَ النّاسِ، فَطَلَبَ لَهُ الإِذنَ....
ثُمَّ إنَّ مَعقِلاً ـ مَولَى ابنِ زِيادٍ الَّذي دَسَّهُ بِالمالِ إلَى ابنِ عَقيلٍ وأصحابِهِ ـ اختَلَفَ إلى مُسلِمِ بنِ عَوسَجَةَ أيّاما، لِيُدخِلَهُ عَلَى ابنِ عَقيلٍ، فَأَقبَلَ بِهِ حَتّى أدخَلَهُ عَلَيهِ بَعدَ مَوتِ شَريكِ بنِ الأَعوَرِ، فَأَخبَرَهُ خَبَرَهُ كُلَّهُ، فَأَخَذَ ابنُ عَقيلٍ بَيعَتَهُ، وأمَرَ أبا ثُمامَةَ الصائِدِيَّ فَقَبَضَ مالَهُ الَّذي جاءَ بِهِ.
وهُوَ [أي أبو ثُمامَةَ] الَّذي كانَ يَقبِضُ أموالَهُم، وما يُعينُ بِهِ بَعضُهُم بَعضا، يَشتَري لَهُمُ السِّلاحَ، وكانَ بِهِ بَصيرا، وكانَ مِن فُرسانِ العَرَبِ ووُجوهِ الشّيعَةِ.
وأقبَلَ ذلِكَ الرَّجُلُ يَختَلِفُ إلَيهِم، فَهُوَ أوَّلُ داخِلٍ وآخِرُ خارِجٍ، يَسمَعُ أخبارَهُم ويَعلَمُ أسرارَهُم، ثُمَّ يَنطَلِقُ بِها حَتّى يَقِرَّها في اُذُنِ ابنِ زِيادٍ.۱

۴ / ۱۴

اِعتِقالُ هانِئٍ وما جَرى فيهِ

۳۰۲.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة): أرسَلَ [ابنُ زِيادٍ] إلى هانِئِ بنِ عُروَةَ ـ وهُوَ يَومَئِذٍ ابنُ بِضعٍ وتِسعينَ سَنَةً ـ فَقالَ: ما حَمَلَكَ عَلى أن تُجيرَ عَدُوّي وتَنطَوِيَ عَلَيهِ ؟
فَقالَ: يَابنَ أخي، إنَّهُ جاءَ حَقٌّ، هُوَ أحَقُّ مِن حَقِّكَ، وحَقِّ أهلِ بَيتِكِ.
فَوَثَبَ عُبَيدُ اللّهِ وفي يَدِهِ عَنَزَةٌ۲، فَضَرَبَ بِها رَأسَ هانِئٍ حَتّى خَرَجَ الزُّجُّ وَاغتَرَزَ فِي الحائِطِ، ونُثِرَ دِماغُ الشَّيخِ فَقَتَلَهُ مَكانَهُ.۳

1.. تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۶۲ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۳۷ .

2.. العَنَزة : مِثلُ نصف الرمح أو أكبر شيئا ، وفيها سنان مثل سنان الرُّمح النهاية : ج ۳ ص ۳۰۸ «عنز» .

3.. الطبقات الكبرى الطبقة الخامسة من الصحابة : ج ۱ ص ۴۶۰ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14274
صفحه از 895
پرینت  ارسال به