۳۰۳.أنساب الأشراف: وَجَّهَ [ابنُ زِيادٍ] مُحَمَّدَ بنَ الأَشعَثِ الكِندِيَّ، وأسماءَ بنَ خارِجَةَ بنِ حُصَينٍ الفَزارِيَّ، إلى هانِئِ بنِ عُروَةَ، فَرَفَقا بِهِ حَتّى أتَى ابنَ زِيادٍ، فَأَنَّبَهُ عَلى إيوائِهِ مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ، وقالَ لَهُ: إنَّ أمرَ النّاسِ مُجتَمِعٌ، وكَلِمَتَهُم مُتَّفِقَةٌ، أفَتُعينُ عَلى تَشتيتِ أمرِهِم ـ بِتَفريقِ كَلِمَتِهِم وَاُلفَتِهِم ـ رَجُلاً قَدِمَ لِذلِكَ ؟ فَاعتَذَرَ إلَيهِ مِن إيوائِهِ، وقالَ: أصلَحَ اللّهُ الأَميرَ ! دَخَلَ داري عَن غَيرِ مُواطَأَةٍ مِنّي لَهُ، وسَأَلَني أن اُجيرَهُ، فَأَخَذَتني لِذلِكَ ذِمامَةٌ.
قالَ: فَائتِني بِهِ لِتَتَلافَى الَّذي فَرَطَ مِن سوءِ رَأيِكَ، فَأَبى، فَقالَ: وَاللّهِ لَئِن لَم تَأتِني بِهِ لَأَضرِبَنَّ عُنُقَكَ.
قالَ: وَاللّهِ لَئِن ضَرَبتَ عُنُقي، لَتَكثُرَنَّ البارِقَةُ حَولَ دارِكَ. فَأَمَرَ بِهِ فَاُدنِيَ مِنهُ فَضَرَبَ وجهَهُ بِقَضيبٍ أو مِحجَنٍ۱ كانَ مَعَهُ، فَكَسَرَ أنفَهُ وشَقَّ حاجِبَهُ، ثُمَّ أمَرَ بِهِ، فَحُبِسَ في بَعضِ بُيوتِ الدّارِ.۲
۴ / ۱۵
خُطبَةُ ابنِ زِيادٍ بَعدَ اعتِقالِ هانِئٍ
۳۰۴.تاريخ الطبري عن محمّد بن بشير الهمداني: لَمّا ضَرَبَ عُبَيدُ اللّهِ هانِئا وحَبَسَهُ، خَشِيَ أن يَثِبَ النّاسُ بِهِ، فَخَرَجَ فَصَعِدَ المِنبَرَ، ومَعَهُ أشرافُ النّاسِ، وشُرَطُهُ وحَشَمُهُ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ، ثُمَّ قالَ: أمّا بَعدُ، أيُّهَا النّاسُ ! فَاعتَصِموا بِطاعَةِ اللّهِ وطاعَةِ أئِمَّتِكُم، ولا تَختَلِفوا ولا تَفَرَّقوا، فَتَهلِكَوا وتُذَلّوا، وتُقتَلوا وتُجفَوا وتُحرَموا، إنَّ أخاكَ مَن صَدَقَكَ، وقَد أعذَرَ مَن أنذَرَ.
قالَ: ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنزِلَ، فَما نَزَلَ عَنِ المِنبَرِ حَتّى دَخَلَتِ النَّظّارَةُ المَسجِدَ مِن قِبَلِ