289
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

۴ / ۱۳

بَثُّ العُيونِ والأَموالِ لِمَعرِفَةِ مَكانِ مُسلِمٍخروج مندوب الإمام من مكّة حتّى شهادته في الكوفة

۳۰۱.تاريخ الطبري عن أبي الودّاك: دَعا ابنُ زِيادٍ مَولىً يُقالُ لَهُ مَعقِلٌ، فَقالَ لَهُ: خُذ ثَلاثَةَ آلافِ دِرهَمٍ، ثُمَّ اطلُب مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ، وَاطلُب لَنا أصحابَهُ، ثُمَّ أعطِهِم هذِهِ الثَّلاثَةَ آلافٍ، فَقُل لَهُم: اِستَعينوا بِها عَلى حَربِ عَدُوِّكُم، وأعلِمهُم أنَّكَ مِنهُم ؛ فَإِنَّكَ لَو قَد أعطَيتَها إيّاهُمُ اطمَأَنّوا إلَيكَ، ووَثِقوا بِكَ، ولَم يَكتُموك شَيئا مِن أخبارِهِم، ثُمَّ اغدُ عَلَيهِم ورُح.خروج مندوب الإمام من مكّة حتّى شهادته في الكوفة
فَفَعَلَ ذلِكَ، فَجاءَ حَتّى أتى إلى مُسلِمِ بنِ عَوسَجَةَ الأَسَدِيِّ ـ مِن بَني سَعدِ بنِ ثَعلَبَةَ ـ فِي المَسجِدِ الأَعظَمِ وهُوَ يُصَلّي، وسَمِعَ النّاسَ يَقولونَ: إنَّ هذا يُبايِعُ لِلحُسَينِ عليه‏السلام، فَجاءَ فَجَلَسَ حَتّى فَرَغَ مِن صَلاتِهِ.
ثُمَّ قالَ: يا عَبدَ اللّهِ، إنِّي امرُؤٌ مِن أهلِ الشّامِ، مَولى لِذِي الكِلاعِ، أنعَمَ اللّه‏ُ عَلَيَّ بِحُبِّ أهلِ هذَا البَيتِ، وحُبِّ مَن أحَبَّهُم، فَهذِهِ ثَلاثَةُ آلافِ دِرهَمٍ، أرَدتُ بِها لِقاءَ رَجُلٍ مِنهُم بَلَغَني أنَّهُ قَدِمَ الكوفَةَ، يُبايِعُ لاِبنِ بِنتِ رَسولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وكُنتُ اُريدُ لِقاءَهُ فَلَم أجِد أحَدا يَدُلُّني عَلَيهِ، ولا يَعرِفُ مَكانَهُ، فَإِنّي لَجالِسٌ آنِفا فِي المَسجِدِ ؛ إذ سَمِعتُ نَفَرا مِنَ المُسلِمينَ يَقولونَ: هذا رَجُلٌ لَهُ عِلمٌ بِأَهلِ هذَا البَيتِ، وإنّي أتَيتُكَ لِتَقبِضَ هذَا المالَ، وتُدخِلَني عَلى صاحِبِكَ فَاُبايِعَهُ، وإن شِئتَ أخَذتَ بَيعَتي لَهُ قَبلَ لِقائِهِ.
فَقالَ: اِحمَدِ اللّهَ عَلى لِقائِكَ إيّايَ، فَقَد سَرَّني ذلِكَ لِتَنالَ ما تُحِبُّ، ولِينصُرَ اللّه‏ُ بِكَ أهلَ بَيتِ نَبِيِّهِ، ولَقَد ساءَني مَعرِفَتُكَ إيّايَ بِهذَا الأَمرِ مِن قَبلِ أن يَنمى۱، مَخافَةَ هذَا الطّاغِيَةِ وسَطوَتِهِ.

1.. نمى : زاد وكثر ، ونمى الماء : طَما وارتفع تاج العروس : ج ۲ ص ۲۶۴ «نمى» .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
288

الثانية والتي تفيد اكتشاف ابن زياد للمخطّط عن طريق القرائن، أو الرواية الثالثة التي تصرّح بأنّ امرأة حالت دون تنفيذه في دار هاني، أقرب إلى الصحّة.

وأمّا صحّة الروايات الاُخرى التي تفيد أنّ مسلماً عليه‏السلام انثنى عن عزمه على قتل ابن زياد عند تذكّره لحديث «الفتك» فإنّها مستبعدة للغاية، بل يمكن القول إنّها إهانة لمسلم عليه‏السلام. وهل يمكن القول: إنّ سفير الإمام عليه‏السلام لم يكن يعلم بحكم المخطّط المذكور عند التصميم له، ثمّ ينثني عن عزمه عند تنفيذه لتذكّره حديث «الفتك»؟!

على أنّ سائر ماجاء في الروايات المذكورة في سبب امتناع مسلم عليه‏السلام عن تنفيذ مخطّط الاغتيال، يبلغ من الوهن والضعف حدّاً يجعله لا يستحقّ النقد.

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14548
صفحه از 895
پرینت  ارسال به