279
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

۴ / ۳

خُطبَةُ النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ۱ وتَحذيرُهُ النّاسَخروج مندوب الإمام من مكّة حتّى شهادته في الكوفة

۲۸۷.تاريخ الطبري عن أبي الودّاك: خَرَجَ إلَينَا النُّعمانُ بنُ بَشيرٍ فَصَعِدَ المِنبَرَ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ، ثُمَّ قالَ: أمّا بَعدُ، فَاتَّقُوا اللّهَ عِبادَ اللّهِ، ولا تُسارِعوا إلَى الفِتنَةِ وَالفُرقَةِ ؛ فَإِنَّ فيهِما يَهلِكُ الرِّجالُ، وتُسفَكُ الدِّماءُ، وتُغصَبُ الأَموالُ ـ وكانَ حَليما ناسِكا يُحِبُّ العافِيَةَ ـ [ثُمَّ۲] قالَ: إنّي لَم اُقاتِل مَن لَم يُقاتِلني، ولا أثِبُ عَلى مَن لا يَثِبُ عَلَيَّ، ولا اُشاتِمُكُم ولا أتَحَرَّشُ بِكُم، ولا آخُذُ بِالقَرَفِ۳، ولاَ الظِّنَّةِ، ولاَ التُّهَمَةِ، ولكِنَّكُم إن أبَديتُم صَفحَتَكُم لي، ونَكَثتُم بَيعَتَكُم، وخالَفتُم إمامَكُم، فَوَاللّهِ الَّذي لا إلهَ غَيرُهُ، لَأَضرِبَنَّكُم بِسَيفي ما ثَبَتَ قائِمُهُ في يَدي، ولَو لَم يَكُن لي مِنكُم ناصِرٌ، أما إنّي أرجو أن يَكونَ مَن يَعرِفُ الحَقَّ مِنكُم، أكثَرَ مِمَّن يُرديهِ۴ الباطِلُ.
قالَ: فَقامَ إلَيهِ عَبدُ اللّهِ بنُ مُسلِمِ بنِ سَعيدٍ الحَضرَمِيُّ حَليفُ بَني اُمَيَّةَ، فَقالَ: إنَّهُ لا يُصلِحُ ما تَرى إلاَّ الغَشمُ۵، إنَّ هذَا الَّذي أنتَ عَلَيهِ فيما بَينَكَ وبَينَ عَدُوِّكَ
رَأيُ المُستَضعَفينَ.خروج مندوب الإمام من مكّة حتّى شهادته في الكوفة

1.۱ . نعمان بن بشير بن سعد، أبو عبداللّه‏. كان أبوه بشير بن سعد أوّل من بايع أبابكر يوم السقيفة. هو أوّل مولود منالأنصار بالمدينة بعد الهجرة برواية أهل المدينة ، وأمّا أهل الكوفة فقد رووا أنّه سمع عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أخبارا كثيرة ، فيكون أكبر سنّا ممّا ذكر أهل المدينة.
كان شاعرا . وكان عثمانيّا منحرفاً عن أمير المومنين عليّ عليه‏السلام . صاحَبَ معاوية بصفّين ولم يكن معه من الأنصار غيره ، استعمله معاوية على حمص ثمّ على الكوفة ، واستعمله يزيد أيضا عليها. كان من اُمراء يزيد ، وصار زبيريّا في خلافة مروان بن الحكم . دعا أهلَ حمص إلى نفسه فلم يجيبوه ، فهرب من حمص ، فطلبوه وأدركوه فقتلوه واحتزّوا رأسه سنة ۶۴ أو ۶۵ ه (راجع:الطبقات الكبرى: ج ۶ ص ۵۳ و اُسد الغابة: ج ۵ ص ۳۱۰ و الإصابة: ج ۶ ص ۳۴۶ والأخبار الطوال : ص ۲۲۷ وتاريخ دمشق : ج ۱۰ ص ۲۸۸ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج ۴ ص ۷۷ والأعلام للزركلي: ج ۸ ص ۳۶ وتاريخ اليعقوبي: ج ۲ ص ۱۹۵).

2.. ما بين المعقوفين أثبتناه من الكامل في التاريخ .

3.. القَرَفُ : التُّهمة النهاية : ج ۴ ص ۴۶ «قرف» .

4.. رَدِيَ فلانٌ : هلك . وأرداهُ غَيرُهُ تاج العروس : ج ۱۹ ص ۴۵۵ «ردى» .

5.. الغَشْمُ : الظُّلم لسان العرب : ج ۱۲ ص ۴۳۷ «غشم» .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
278

كلام حول عدد المبايعين

ذكرت النصوص التاريخية أرقاماً مختلفة لعدد مبايعي مسلم عليه‏السلام، منها: اثني عشر ألفاً، ثمانية عشر ألفاً، عشرين ألفاً ونيف، خمسة وعشرين ألفاً، أكثر من ثلاثين ألفاً.

وممّا يجدر ذكره أنّ معظم الروايات تؤيّد العدد ثمانية عشر ألفاً، فقد ورد هذا العدد في أكثر من عشرة مصادر قديمة، مثل الأخبار الطوال، الإرشاد، تاريخ الطبري، الثقات لابن حبّان، الطبقات الكبرى وأنساب الأشراف.

ويبدو أنّ النقول التي تحدّثت عن الاثني عشر ألفاً ترتبط بابتداء البيعة، وقد ازداد عدد المبايعين بمرور الزمان.

وأمّا النقول التي سجّلت أعداداً اُخرى، فإنّها قد تكون روايات تقريبية وتخمينية؛ نظراً إلى أنّ مصادرها قليلة.

وممّا يجدر ذكره أنّ بعض المصادر ذكرت أنّ أهل الكوفة أعربوا في رسالة بعثوها إلى الإمام الحسين عليه‏السلام لدعوته إليهم، أنّ مئة ألف رجل مقاتل سيرافقونه في الكوفة، وقد ذكر الشيخ المفيد هذا الموضوع كالتالي:

وكَتَبَ إلَيهِ أهلُ الكوفَةِ: إنَّ لَكَ هاهُنا مِئَةَ ألفِ سَيفٍ، فَلا تَتَأَخَّر.۱

ومن البديهي أنّ هذا الكلام لا يدلّ على أنّ جميع هؤلاء قد بايعوه بعد وصول مسلم إلى الكوفة، بل من الممكن أن يشير إلى المقاتلين المتواجدين في الكوفة، أو أنهّ مبالغة في تعبير المحبّين للإمام لترغيبه في القدوم إلى الكوفة.

1.. الإرشاد: ج ۲ ص ۶۹، بحار الأنوار: ج ۴۴ ص ۳۶۹ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14392
صفحه از 895
پرینت  ارسال به