الفصل الرابع: خروج مندوب الإمام علیه السلام من مكّة حتّى شهادته في الكوفة
۴ / ۱
تَقاريرُ حَولَ ما جَرى في طَريقِ الكوفَةِ
۲۸۳.تاريخ الطبري عن أبي مخنف: دَعَا [الحُسَينُ عليهالسلام] مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ، فَسَرَّحَهُ مَعَ قَيسِ بنِ مُسهِرٍ الصَّيداوِيِّ، وعُمارَةَ بنِ عُبَيدٍ السَّلولِيِّ، وعَبدِ الرَّحمنِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ الكَدِنِ الأَرحَبِيِّ، فَأَمَرَهُ بِتَقوَى اللّهِ وكِتمانِ أمرِهِ وَاللُّطفِ ؛ فَإِن رَأَى النّاسَ مُجتَمِعينَ مُستَوسِقينَ عَجَّلَ إلَيهِ بِذلِكَ.
فَأَقبَلَ مُسلِمٌ حَتّى أتَى المَدينَةَ، فَصَلّى في مَسجدِ رَسولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله، ووَدَّعَ مَن أحَبَّ مِن أهلِهِ، ثُمَّ استَأجَرَ دَليلَينِ مِن قَيسٍ، فَأَقبَلا بِهِ، فَضَلاّ الطَريقَ وجارا۱، وأصابَهُم عَطَشٌ شَديدٌ.
وقالَ الدَّليلانِ: هذَا الطَّريقُ حَتّى تَنتَهِيَ إلَى الماءِ، وقَد كادوا أن يَموتوا عَطَشا، فَكَتَبَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ مَعَ قَيسِ بنِ مُسهِرٍ الصَّيداوِيِّ إلى حُسَينٍ عليهالسلام ـ وذلِكَ بِالمَضيقِ مِن بَطنِ الخُبَيتِ ۲ ـ:
أمّا بَعدُ، فَإِنّي أقبَلتُ مِنَ المَدينَةِ مَعي دَليلانِ لي، فَجارا عَنِ الطَّريقِ وضَلاّ،