273
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

الفصل الرابع: خروج مندوب الإمام علیه السلام من مكّة حتّى شهادته في الكوفة

۴ / ۱

تَقاريرُ حَولَ ما جَرى في طَريقِ الكوفَةِ

۲۸۳.تاريخ الطبري عن أبي مخنف: دَعَا [الحُسَينُ عليه‏السلام] مُسلِمَ بنَ عَقيلٍ، فَسَرَّحَهُ مَعَ قَيسِ بنِ مُسهِرٍ الصَّيداوِيِّ، وعُمارَةَ بنِ عُبَيدٍ السَّلولِيِّ، وعَبدِ الرَّحمنِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ الكَدِنِ الأَرحَبِيِّ، فَأَمَرَهُ بِتَقوَى اللّهِ وكِتمانِ أمرِهِ وَاللُّطفِ ؛ فَإِن رَأَى النّاسَ مُجتَمِعينَ مُستَوسِقينَ عَجَّلَ إلَيهِ بِذلِكَ.
فَأَقبَلَ مُسلِمٌ حَتّى أتَى المَدينَةَ، فَصَلّى في مَسجدِ رَسولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، ووَدَّعَ مَن أحَبَّ مِن أهلِهِ، ثُمَّ استَأجَرَ دَليلَينِ مِن قَيسٍ، فَأَقبَلا بِهِ، فَضَلاّ الطَريقَ وجارا۱، وأصابَهُم عَطَشٌ شَديدٌ.
وقالَ الدَّليلانِ: هذَا الطَّريقُ حَتّى تَنتَهِيَ إلَى الماءِ، وقَد كادوا أن يَموتوا عَطَشا، فَكَتَبَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ مَعَ قَيسِ بنِ مُسهِرٍ الصَّيداوِيِّ إلى حُسَينٍ عليه‏السلام ـ وذلِكَ بِالمَضيقِ مِن بَطنِ الخُبَيتِ ۲ ـ:
أمّا بَعدُ، فَإِنّي أقبَلتُ مِنَ المَدينَةِ مَعي دَليلانِ لي، فَجارا عَنِ الطَّريقِ وضَلاّ،

1.. الجَوْر : الميل عن القصد ، يُقال : جار عن الطريق الصحاح : ج ۲ ص ۶۱۷ «جور» .

2.. الخُبيت : منطقة في أطراف المدينة راجع : الخريطة رقم ۳ في آخر الكتاب .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
272

مَسعودٍ النَهشَلِيُّ، وَالمُنذِرُ بنُ الجارودِ العَبدِيُّ.
... ثُمّ كَتَبَ [يزيد بن مسعود] إلَى الحُسَينِ عليه‏السلام: بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، أمّا بَعدُ، فَقَد وَصَلَ إلَيَّ كِتابُكَ، وفَهِمتُ ما نَدَبتَني إلَيهِ ودَعَوتَني لَهُ مِنَ الأَخذِ بِحَظّي مِن طاعَتِكَ وَالفَوزِ بِنَصيبي مِن نُصرَتِكَ، وأنَّ اللّهَ لَم يُخلِ الأَرضِ مِن عامِلٍ عَلَيها بِخَيرٍ ودَليلٍ عَلى سَبيلِ النَّجاةِ، وأنتُم حُجَّةُ اللّهِ عَلَى خَلقِهِ ووَديعَتُهُ في أرضِهِ، تَفَرَّعتُم مِن زَيتونَةٍ أحمَدِيَّةٍ هُوَ أصلُها وأنتُم فَرعُها، فَأَقدِم سَعِدتَ بِأَسعَدِ طائِرٍ، فَقَد ذَلَّلتُ لَكَ أعناقَ بَني تَميمٍ وتَرَكتُهُم أشَدَّ تَتابُعا لَكَ مِنَ الإِبِلِ الظِّماءِ يَومَ خِمسِها لِوُرودِ الماءِ، وقَد ذَلَّلتُ لَكَ رِقابَ بَني سَعدٍ وغَسَلتُ لَكَ دَرَنَ صُدورِها بِماءِ سَحابَةِ مُزنٍ حَتَّى استَهَلَّ بَرقُها فَلَمَعَ.
فَلَمّا قَرَأَ الحُسَينُ عليه‏السلام الكِتابَ قالَ: آمَنَكَ اللّه‏ُ يَومَ الخَوفِ، وأعَزَّكَ وأرواكَ يَومَ العَطَشِ الأَكبَرِ. فَلَمّا تَجَهَّزَ المُشارُ إلَيهِ لِلخُروجِ إلَى الحُسَينِ عليه‏السلام بَلَغَهُ قَتلُهُ قَبلَ أن يَسيرَ، فَجَزِعَ مِنِ انقِطاعِهِ عَنهُ.
وأمَّا المُنذِرُ بنُ الجارودِ فَإِنَّهُ جاءَ بِالكِتابِ وَالرَّسولِ إلى عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ ؛ لأَِنَّ المُنذِرَ خافَ أن يَكونَ الكِتابُ دَسيسا مِن عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ، وكانَت بَحرِيَّةُ بِنتُ المُنذِرِ زَوجَةً لِعُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ، فَأَخَذَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيادٍ الرَّسولَ فَصَلَبَهُ، ثُمَّ صَعِدَ المِنبَرَ فَخَطَبَ وتَوَعَّدَ أهلَ البَصرَةِ عَلَى الخِلافِ وإثارَةِ الإِرجافِ، ثُمَّ باتَ تِلكَ اللَّيلَةَ، فَلمَّا أصبَحَ استَنابَ عَلَيهِم أخاهُ عُثمانَ بنَ زِيادٍ، وأسرَعَ هُوَ إلى قَصدِ الكوفَةِ.۱

1.. الملهوف : ص ۱۰۹ ، مثير الأحزان : ص ۲۷ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14268
صفحه از 895
پرینت  ارسال به