253
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

يمكن تحليل حادثة بهذه العظمة بمعزل عن هذه الأهداف؟ الحادثة التي اُريقت فيها دماء هؤلاء العظام على الأرض.

وتعدّ هذه الطبقة الاُولى من أهداف حادثة عاشوراء، ومن المحتمل أن يكون مراد الذين عبّروا بإقامة الحكم، هو العنوان المنتزع من هذه الاُمور، وكما أشرنا فإنّ هذا التعبير لم يبيّن بصراحة في أقوال الإمام وكتبه.

ويمكن القول إنّ معطيات هذه الطبقة من الأهداف هي زلزلة دعائم حكم بني اُميّة، والإطاحة بحكم يزيد، ووقوع الثورات الانتقاميّة، ووعي الناس في تلك الحقبة من التاريخ، وبالطبع فقد حدث ذلك خلال فترات زمنيّة قصيرة نسبيّاً.

الطبقات الاُخرى

تمّ تحليل الهدف من حادثة عاشوراء في هذه الطبقات من منظار اللّه‏ ورسوله وأوليائه. ولا يقتصر الهدف هنا على حقبة من التاريخ، بل يؤخذ بنظر الاعتبار خلود مشعل مواجهة الظلم، والمطالبة بالحرّية وحصول الإنسان على كرامته الإنسانيّة ونشر الوعي.

وتقام هنا علاقة عاطفيّة بين الإمام الحسين عليه‏السلام وفطرة البشر على مرّ التاريخ، ويبدو أنّ من الممكن فهم هذه التعابير وتفسيرها في ضوء مثل هذه الطبقات من الأهداف:

إنَّ لِقَتلِ الحُسَينِ حَرارَةً في قُلوبِ المُؤمِنينَ لا تَبرُدُ أبَداً.۱

ويمكن بهذه النظرة فهم وتحليل أسرار الأحكام الخاصّة التي وردت في مجموعة التعاليم الشيعيّة فيما يتعلّق بالإمام الحسين عليه‏السلام، ومنها:

۱. حلّية الأكل من تربة الإمام الحسين عليه‏السلام للاستشفاء.۲

1.. مستدرك الوسائل: ج ۱۰ ص ۳۱۸ ح ۱۲۰۸۴ نقلاً عن مجموعة الشهيد مخطوط.

2.. وسائل الشيعة: ج ۱۰ ص ۴۰۸ ب ۷۰ وص ۴۱۴ (ب ۷۲) و ص ۴۱۶ (ب۷۳) .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
252

والأهداف للامتناع عن البيعة، وبرّر بشكل آخر مسيره من المدينة إلى مكّة ومنها إلى الكوفة.

فقد طرح الإمام الحسين عليه‏السلام في القسم الأوّل فسق يزيد وعدم أحقّيته. ففي اعتراضه على والي المدينة صرّح بهذا الأمر قائلاً:

أيُّهَا الأَميرُ ! إنّا أهلُ بَيتِ النُّبُوَّةِ، ومَعدِنُ الرِّسالَةِ، ومُختَلَفُ المَلائِكَةِ، ومَحَلُّ الرَّحمَةِ، وبِنا فَتَحَ اللّه‏ُ وبِنا خَتَمَ، ويَزيدُ رَجُلٌ فاسِقٌ شارِبُ خَمرٍ، قاتِلُ النَّفسِ المُحَرَّمَةِ، مُعلِنٌ بِالفِسقِ، مِثلي لا يُبايِعُ لِمِثلِهِ، ولكِن نُصبِحُ وتُصبِحونَ، وتَنتَظِرُ وتَنتظُرونَ، أيُّنا أحَقُّ بِالخِلافَةِ وَالبَيعَةِ.۱

ويطرح في القسم الثاني، إصلاح الاُمّة وإحياء السنّة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاربة السلطان الجائر والعزّة والإباء. فقد روي عنه عليه‏السلام في هذا المجال أنّه قال:

إنّي لَم أخرُج أشِراً ولا بَطِراً ولا مُفسِداً ولا ظالِماً، وإنَّما خَرَجتُ لِطَلَبِ النَّجاحِ وَالصَّلاحِ في اُمَّةِ جَدّي مُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، اُريدُ أن آمُرَ بِالمَعروفِ وأنهى عَنِ المُنكَرِ، وأسيرَ بِسيرَةِ جَدّي مُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وسيرَةِ أبي عَليِّ بنِ أبي طالِبٍ... فَمَنْ قَبِلَني بِقَبولِ الحَقِّ فَاللّه‏ُ أولى بِالحَقِّ ومَن رَدَّ عَلَيَّ هذا أصبِرُ حَتّى يَقضِيَ اللّه‏ُ بَيني وبَينَ القَومِ بِالحَقِّ ويَحكُمَ بَيني وبَيْنَهُم بِالحقِّ وهُوَ خَيرُ الحاكِمينَ.۲

مضافا إلى هذه الأقوال والكتب، فإنّ تحليل شؤون الإمامة۳ يقتضي هذا أيضا، وقد حاز الإمام الحسين عليه‏السلام منصب الإمامة لبيان الدين وتطبيقه، والمحافظة عليه من الاضمحلال والزوال، وصونه عن التحريف، ولكي يكون قدوة للمجتمع، ومن المفترض أن تلقي هذه الشؤون بظلّها على جميع سلوكياته وأقواله وأفكاره، فكيف

1.. الفتوح: ج ۵ ص ۱۳، مقتل الحسين عليه‏السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۸۳.

2.. الفتوح : ج ۵ ص ۲۱ ، مقتل الحسين عليه‏السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۸۸ .

3.. من جملة واجبات الإمام عليه‏السلام وصلاحياته ، ومن جملة شروط ومقتضيات الإمامة .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14519
صفحه از 895
پرینت  ارسال به