251
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

وإصلاح اُمور الاُمّة، وإحياء سنّة النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، ولا تدلّ بصراحة على عزمه إقامة الحكم إلاّ إذا اعتبرناها ملازمة لإقامة الحكم. نعم، عندما امتنع عن البيعة أشار في بعض النصوص إلى عدم كفاءة يزيد وأحقّيته في أمر الخلافة.

ومن جهة اُخرى فإنّ تعبير «الخروج» في كلام الإمام الحسين عليه‏السلام لا يعني الثورة، بل يعني ـ في جميع المواضع ـ الخروج من المدينة، وقد يعبّر عنه خطأً بالثورة.

۳. ليس لنظريّة المحافظة على النفس أيّ شاهد كلاميّ وتاريخيّ، ولذلك فإنّها غير قابلة للعرض، وفي نفس الوقت فإنّها لا تنسجم مع شؤون الإمامة.

۴. يجب الحديث فيما يتعلّق بنظريّة الجمع عمّا ذكرناه في الفقرتين الاُولى والثانية، علماً أنّ بعض وجوه هذه الحادثة تمّ تجاهلها في هذا التحليل ـ كالنظريّات الثلاث الاُولى ـ حيث سنتناولها في المباحث القادمة.

رابعاً: الهدفية المتعدّدة الطبقات

من أجل بيان الهدفيّة المتعدّدة الطبقات، فإننّا سوف نسلّط الضوء على هذه الهدفيّة في طبقتين، معتقدين بأنّ الإمام الحسين عليه‏السلام كان على علم بشهادته، ولكنّه كان يعتبر الشهادة مقصداً لا مقصوداً وهدفا.

الطبقة الاُولى

سنحلّل في هذه الطبقة مسألة الهدف من ثورة عاشوراء من وجهة نظر الإمام الحسين عليه‏السلام والاُسس العامّة للإمامة.

فقد ذكر الإمام الحسين عليه‏السلام في أقواله وخطبه وكتبه بعض الأهداف لسلوكه، وقد ذكرت بعض هذه الأهداف في مرحلة الامتناع عن البيعة ليزيد، والبعض الآخر في مرحلة مسيره من المدينة نحو مكّة ومنها إلى الكوفة.

وبعبارة اُخرى فقد ذكر الإمام الحسين عليه‏السلام في أقواله وكتبه العديدة بعض الأسباب


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
250

هدفه بعد خبر مقتل مسلم هو الشهادة.۱

ب ـ القصد المباشر وغير المباشر

يرى العلاّمة العسكري في مقدّمة مرآة العقول الذي صدر فيما بعد تحت عنوان «معالم المدرستين» أنّ الإمام الحسين عليه‏السلام قصد الشهادة، ولكنّه كان يريد أن يقوم الناس بثورة مسلّحة ضدّ حكم يزيد.۲

ج ـ إقامة الحكم مع العلم بالشهادة

يقول آية اللّه‏ الاُستادي:

نحن لا نقول بأنّ الإمام ذهب بهدف القتل، بل نقول إنّه ذهب رغم أنّه كان يعلم بأنّه سوف يقتل، لكن على الظاهر إنّه ذهب لإقامة الحكم بدعوة أهل الكوفة۳.

وبعد استعراض هذه الآراء، نسلّط الضوء على بعض الأسئلة والإبهامات والنقود الواردة عليها بصورة إجمالية، دون أن نقصد التفصيل والدراسة الشاملة:

۱. لم تكن الشهادة هدف الإمام ومقصده كما مرّ، رغم أنّها مقصودة، وقد خلط اُولئك الذين اعتبروا طلب الشهادة هدفاً بين المقصد والمقصود من جهة، وتجاهلوا من جهة اُخرى أقوال الإمام الحسين عليه‏السلام وخطبه وكتبه، حيث أكّد الإمام في هذه المجموعة على أهداف غير طلب الشهادة.

۲. المعتقدون بنظريّة إقامة الحكم لم يسلّطوا الضوء على علم الإمام بالشهادة، إن لم نقل إنّهم تجاهلوه، رغم أنّ النصوص الدالّة عليه متواترة. ومن جهة اُخرى فإنّ المصدر الذي استندوا إليه في استخراج هذا الهدف هو أقوال الإمام الحسين عليه‏السلام وخطبه وكتبه، وما نراه في هذه المجموعة هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

1.. مجموعه آثار استاد شهيد مطهري «بالفارسية»: ج ۱۷ ص ۳۷۱.

2.. مقدّمة مرآة العقول : ج ۲ ص ۴۹۳ ـ ۴۹۴ ؛ معالم المدرستين: ج ۳ ص ۳۰۸ .

3.. سرگذشت كتاب شهيد جاويد «بالفارسية»: ص ۳۳۹.

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14246
صفحه از 895
پرینت  ارسال به