باعتبارها أمرا سياسيا، وألاّ تخرج من حالتها الاُسطوريّة والغامضة كي لا تقتصر دائرة تأثيرها علىفئة محدودة،بل يجبالنظر إليها علىأنّها اُسطورة يمتدّ تأثيرها من الزمان الخطّي المتناهي إلى دائرة الزمان اللاّمتناهي. ولم يذكر هؤلاء دليلاً على هذا الرأي.
۲. نظرية إقامة الدولة
يرى بعض علماء الشيعة الكبار مثل الشيخ المفيد والشريف المرتضى وكذلك بعض العلماء المعاصرين، أنّ الإمام الحسين عليهالسلام ثار من أجل إقامة الحكم، ويرى أصحاب هذا الرأي أن الإمام الحسين عليهالسلام انطلق من المدينة إلى مكّة؛ لئلاّ يبايع يزيد بن معاوية، وعندما أخبره مسلم بن عقيل بنصرة أهل الكوفة له انطلق نحوها بهدف إقامة الحكم وإحياء سنّة رسول اللّه.
ويرى الشيخ المفيد في المسائل العكبريّة خلال سؤال وجواب، أنّ هدف الإمام هو الانتصار على الأعداء كما هو شأن كافّة المجاهدين:
... وما بال الحسين بن عليّ عليهالسلام صار إلى الكوفة وقد علم أنّهم يخذلونه ولا ينصرونه وأنّه مقتول في سفرته تلك؟... فأمّا علم الحسين عليهالسلام بأنّ أهل الكوفة خاذلوه فلسنا نقطع على ذلك، إذ لا حجّة عليه من عقل ولا سمع.۱
ويُعدّ الشيخ الصالحي نجف آبادي الشخص الوحيد الذي تبنّى في عصرنا الحالي نظريّة إقامة الحكم وحاول إقامة الأدلّة عليها. ويرى أنّ هدف الإمام لم يكن معيّناً سلفاً، بل كان يتّخذ التصميم المناسب حسب الظروف، وكان يسعى لتحقيق هدف معيّن في كلّ ظرف، وهو يرى أنّ ثورة الإمام الحسين كانت على أربع مراحل، وكان عليهالسلام يسعى في كلّ مرحلة لتحقيق هدف معيّن.
ويذكّر بأن الرأي الشائع بين أهل السنّة في تحليل حادثة عاشوراء هو إقامة الحكم أيضاً.