237
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

۳. إحاطة الإمام عليه‏السلام علماً بنتيجة الثورة

إنّ التأمّل في هذه الروايات يزيل أيّ شكوك في أنّ الإمام الحسين عليه‏السلام قد اختار طريق الشهادة عن علمٍ ووعي، وأمّا فيما يتعلّق بالإجابة على التساؤل بشأن سبب خروج الإمام الحسين عليه‏السلام رغم أنّه كان يعلم بشهادته، فسوف نقدّمها عند بياننا لفلسفة ثورته.

۴. عدم التنافي بين تقدير الشهادة وإرادة الإنسان

يستفاد من بعض الروايات أنّ شهادة الإمام كانت من المقدّرات الإلهية الحتمية، بحيث إنّ النبي صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عندما سأل جبرئيل عليه‏السلام، قائلاً:

أفَلا اُراجِعُ فيهِ؟

أي في شأن تغيير هذا التقدير، أجابه جبرئيل بالنفي قائلاً:

لا ؛ لأِنَّهُ أمرٌ قَد كَتَبَهُ اللّه‏ُ.۱

وهنا يُطرح السؤال التالي: إذا كانت شهادة الإمام الحسين عليه‏السلام تقديراً إلهيّاً حتميّاً وتكرّر التنبّؤ بها، فما هو ذنب قتلته؟!

والجواب هو أنّه وبالرغم من أنّ هذه الرواية لا قيمة لها وخاصّة من ناحية السند، فإنّ التعاليم الإسلامية تفيد بأنّ كلّ ما يحدث في العالم يكون على أساس التقدير الإلهي، ولكنّ مقدّرات اللّه‏ تعالى لا تتنافى مع إرادة الإنسان، بل إنّ إرادة الإنسان وحرّيّته هما بتقدير اللّه‏ المنّان أيضاً.

وعلى هذا، فإنّ المراد من أنّ شهادة الإمام مكتوبة بقدر حتمي هو أنّ اللّه‏ سبحانه يعلم أنّ هذه الحادثة ستقع حتماً بفعل سوء اختيار أشخاص مجرمين، ولا مفرّ منها على أساس سنّة الخلق التي لا تقبل التغيير.۲

1.. تاريخ دمشق: ج ۱۴ ص ۱۹۷ ح ۳۵۳۹ .

2.. لمزيد من الاطّلاع ، راجع : موسوعة العقائد الإسلاميّة : ج۶ القسم الثاني /العدل والقضاء والقدر.


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
236

مراجعة للروايات التي تنبأت بشهادة الإمام الحسين علیه السلام

تنبّأ رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وجمع من أهل بيته وأصحابه في الروايات السابقة بشهادة الإمام الحسين عليه‏السلام كراراً.

ونحن نلاحظ في هذه التنبّؤات فضلاً عن شهادة الإمام عليه‏السلام، التفاصيل المرتبطة بالأحداث المتعلّقة بها، مثل: زمان الشهادة ومكانها، المشاركين في قتله وقادتهم، الأشخاص الذين امتنعوا عن نصرة الإمام.

وهناك بعض الملاحظات التي تسترعي الاهتمام فيما يتعلّق بهذه التنبّؤات:

۱. قطعية صدورها

تبلغ الأخبار المتعلّقة بحادثة كربلاء قبل وقوعها ـ بل قبل ولادة الإمام عليه‏السلام ۱ ـ مبلغاً بحيث إنّ الباحث المنصف سوف يطمئنّ من صدورها حتّى وإن لم يحصل له الاطمئنان بالنسبة إلى بعض التفاصيل.

۲. أصل التنبّؤات

إنّ أساس التنبّؤات المتعلّقة بشهادة الإمام عليه‏السلام ينطلق من رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ومن جانب اللّه‏ تعالى، وسواء صرّح الآخرون بها أم لم يصرّحوا فإنّهم أخذوا أصل الخبر من النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.

1.. نقرأ في الدعاء المروي عن الإمام العسكري ليوم الثالث من شعبان ذكرى ميلاد الإمام الحسين عليه‏السلام : «اللّهُمَّ إنّي أسأَلُكَ بِحَقِّ المَولودِ في هذَا اليَومِ ، المَوعودِ بِشَهادَتِهِ قَبلَ استِهلالِهِ ووِلادَتِهِ...» مصباح المتهجّد : ص ۸۲۶ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۱۰۱ الرقم ۳۷ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14407
صفحه از 895
پرینت  ارسال به