اللّهِ وصَفِيَّهُ، وذَخيرَةَ خَيرِ العالَمينَ مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ، كَأَنّي أراكَ وقَد ذُبِحتَ عَن قَليلٍ ذَبحا ! قالَ: فَقُلتُ: ومَن يَذبَحُهُ يا أميرَ المُؤمِنينَ ؟
فَقالَ: يَذبَحُهُ لَعينُ هذِهِ الاُمَّةِ، ثُمَّ لا يَتوبُ اللّهُ عَلَيهِ، ويَقبِضُهُ إذا قَبَضَهُ وهُوَ مَلآنُ مِنَ الخَمرِ سَكرانُ.
قالَ زُهَيرٌ: فَبَكَيتُ، فَقالَ لي عَلِيٌّ عليهالسلام: لا تَبكِ يا زُهَيرُ، فَالَّذي قُضِيَ كائِنٌ.۱
۲۵۰.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد عن فضيل عن محمّد بن عليّ [الباقر] عليهالسلام: لَمّا قالَ عَلِيٌّ عليهالسلام: «سَلوني قَبلَ أن تَفقِدوني، فَوَ اللّهِ، لا تَسأَلونَني عَن فِئَةٍ تُضِلُّ مِئَةً وتَهدي مِئَةً، إلاّ أنبَأتُكُم بِناعِقَتِها وسائِقَتِها» قامَ إلَيهِ رَجُلٌ، فَقالَ: أخبِرني بِما في رَأسي ولِحيَتي من طاقَةِ شَعرٍ.
فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليهالسلام: وَاللّهِ، لَقَد حَدَّثَني خَليلي أنَّ عَلى كُلِّ طاقَةِ شَعرٍ مِن رَأسِكَ مَلَكا يَلعَنُكَ، وأنَّ عَلى كُلِّ طاقَةِ شَعرٍ مِن لِحيَتِكَ شَيطانا يُغويكَ، وأنَّ في بَيتِكَ سَخلاً۲ يَقتُلُ ابنَ رَسولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله.
وكانَ ابنُهُ قاتِلُ الحُسَينِ عليهالسلام يَومَئِذٍ طِفلاً يَحبو۳، وهُوَ سِنانُ۴ بنُ أنَسٍ النَّخَعِيِّ.۵
1.. الفتوح : ج ۲ ص ۵۵۴ .
2.. السَّخْلُ : المولود المحبّب إلى أبويه ، وهو في الأصل ولد الغنم النهاية : ج ۲ ص ۳۵۰ «سخل» .
3.. حَبَا : مشى على يديه وبطنه ، وحبا الصبيّ : مشى على استِه وأشرف بصدره ، وقال الجوهري : هو إذا زحفلسان العرب : ج ۱۴ ص ۱۶۱ «حبا» .
4.. جاء في الأمالي للصدوق : «فقام إليه سعد بن أبي وقّاص فقال : يا أمير المؤمنين ، أخبرني كم في رأسي ولحيتي شعرة؟
فقال له : أما واللّه ، لقد سألتني عن مسألة حدّثني خليلي رسول اللّه صلىاللهعليهوآله أنّك ستسألني عنها ، وما في رأسك ولحيتك من شعرة إلا وفي أصلها شيطان جالس ، وإنّ في بيتك لسخلاً يقتل الحسين ابني!» ، وعمر بن سعد يومئذٍ يدرج بين يديه الأمالي للصدوق : ص ۱۹۶ ح ۲۰۷ .
وجاء ما يشبه هذا النص في كامل الزيارات أيضاً : ص ۱۵۵ ح ۱۹۱ وكذلك في خصائص الأئمّة : ص ۶۲ ، ولكن بما أنّ سعد بن أبي وقاص عُزل في عهد خلافة الإمام علي عليهالسلام وامتنع عن مبايعة الإمام وكان يعيش خارج الكوفة ، فإنّ حضوره لخطبة الإمام يبدو بعيداً .
5.. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۲ ص ۲۸۶ ، بحارالأنوار: ج ۳۴ ص ۲۹۷ .