۳ / ۱
إنباؤُهُ بِشَهادَةِ الحُسَينِ علیه السلام عِندَ مُرورهِ بِكَربَلاءَ
۲۴۰.اُسد الغابة عن غرفة الأزديّ: دَخَلَني شَكٌّ مِن شَأنِ عَلِيٍّ عليهالسلام، فَخَرَجتُ مَعَهُ عَلى شاطِئِ الفُراتِ، فَعَدَلَ عَنِ الطَّريقِ ووَقَفَ، ووَقَفنا حَولَهُ، فَقالَ بِيَدِهِ: هذا مَوضِعُ رَواحِلِهِم، ومُناخُ رِكابِهِم، ومُهَراقُ دِمائِهِم، بِأَبي مَن لا ناصِرَ لَهُ فِي الأَرضِ ولا فِي السَّماءِ إلاَّ اللّهُ !
فَلَمّا قُتِلَ الحُسَينُ عليهالسلام خَرَجتُ حَتّى أتَيتُ المَكانَ الَّذي قَتَلوهُ فيهِ، فَإِذا هُوَ كَما قالَ، ما أخطَأَ شَيئا.
قالَ: فَاستَغفَرتُ اللّهَ مِمّا كانَ مِنّي مِنَ الشَّكِّ، وعَلِمتُ أنَّ عَلِيّا عليهالسلام لَم يَقدَم إلاّ بِما عُهِدَ إلَيهِ فيهِ.۱
۲۴۱.تهذيب الأحكام عن محمّد بن سنان عمّن حدّثه عن أبي عبد اللّه [الصادق] عليهالسلام: خَرَجَ أميرُ المُؤمِنينَ عليهالسلام يَسيرُ بِالنّاسِ، حَتّى إذا كانَ مِن كَربَلاءَ عَلى مَسيرَةِ ميلٍ أو ميلَينِ، فَتَقَدَّمَ بَينَ أيديهِم حَتّى إذا صارَ بِمَصارِعِ الشُّهَداءِ، قالَ: قُبِضَ فيها مِئَتا نَبِيٍّ، ومِئَتا وَصِيٍّ، ومِئَتا سِبطٍ شُهَداءَ بِأَتباعِهِم.
فَطافَ بِها عَلى بَغلَتِهِ خارِجا رِجلَيهِ مِنَ الرِّكابِ، وأنشَأَ يَقولُ: مُناخُ رِكابٍ ومَصارِعُ شُهَداءَ، لا يَسبِقُهُم مَن كانَ قَبلَهُم، ولا يَلحَقُهُم مَن كانَ بَعدَهُم۲.
۲۴۲.المعجم الكبير عن شيبان بن مخرّم ـ وكانَ عُثمانِيّا ـ: إنّي لَمَعَ عَلِيٍّ عليهالسلام إذ أتى كَربَلاءَ، فَقالَ: يُقتَلُ في هذَا المَوضِعِ شُهَداءُ لَيسَ مِثلَهُم شُهَداءُ إلاّ شُهَداءُ بَدرٍ.
فَقُلتُ: بَعضُ كَذِباتِهِ ! وثَمَّ رِجلُ حِمارٍ مَيِّتٍ، فَقُلتُ لِغُلامي: خُذ رِجلَ هذَا الحِمارِ، فَأَوتِدها في مَقعَدِهِ وغَيِّبها، فَضَرَبَ الدَّهرُ ضَربَةً، فَلَمّا قُتِلَ الحُسَينُ بنُ