199
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

عَلِيٍّ دينُ مُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله الَّذي كانَ يَضرِبُ عَلَيهِ أباكَ، وَالَّذِي انتِحالُكَ۱ إيّاهُ أجلَسَكَ مَجلِسَكَ هذا، ولَولا هُوَ كانَ أفضَلُ شَرَفِكَ تَجَشُّمَ۲ الرِّحلَتَينِ في طَلَبِ الخُمورِ.
وقُلتَ: اُنظُر لِنَفسِكَ ودينِكَ وَالاُمَّةِ، وَاتَّقِ شَقَّ عَصَا الاُلفَةِ، وأن تَرُدَّ النّاسَ إلَى الفِتنَةِ ! فَلا أعلَمُ فِتنَةً عَلَى الاُمَّةِ أعظَمَ مِن وِلايَتِكَ عَلَيها، ولا أعلَمُ نَظَرا لِنَفسي وديني أفضَلَ مِن جِهادِكَ، فَإِن أفعَلهُ فَهُوَ قُربَةٌ إلى رَبّي، وإن أترُكهُ فَذَنبٌ أستَغفِرُ اللّهَ مِنهُ في كَثيرٍ مِن تَقصيري، وأسأَلُ اللّهَ تَوفيقي لِأَرشَدِ اُموري.
وأمّا كَيدُكَ إيّايَ، فَلَيسَ يَكونُ عَلى أحَدٍ أضَرَّ مِنهُ عَلَيكَ، كَفِعلِكَ بِهؤُلاءِ النَّفَرِ الَّذينَ قَتَلتَهُم ومَثَّلتَ بِهِم بَعدَ الصُّلحِ مِن غَيرِ أن يَكونوا قاتَلوكَ ولا نَقَضوا عَهدَكَ، إلاّ مَخافَةَ أمرٍ لَو لَم تَقتُلهُم مِتَّ قَبلَ أن يَفعَلوهُ، أو ماتوا قَبلَ أن يُدرِكوهُ. فَأَبشِر يا مُعاوِيَةُ بِالقِصاصِ، وأيقِن بِالحِسابِ، وَاعلَم أنَّ للّه‏ِِ كِتابا لا يُغادِرُ صَغيرَةً ولا كَبيرَةً إلاّ أحصاها، ولَيسَ اللّه‏ُ بِناسٍ لَكَ أخذَكَ بِالظِّنَّةِ، وقَتلَكَ أولِياءَهُ عَلَى الشُّبهَةِ وَالتُّهمَةِ، وأخذَكَ النّاسَ بِالبَيعَةِ لاِبنِكَ غُلامٍ سَفيهٍ يَشرَبُ الشَّرابَ ويَلعَبُ بِالكِلابِ، ولا أعلَمُكَ إلاّ خَسِرتَ نَفسَكَ، وأوبَقتَ۳ دينَكَ، وأكَلتَ أمانَتَكَ، وغَشَشتَ رَعِيَّتَكَ، وتَبَوَّأتَ مَقعَدَكَ مِنَ النّارِ، فَبُعدا لِلقَومِ الظّالِمينَ !۴

۲ / ۲

مُواجَهاتُ الإِمامِ علیه السلام مَعَ مُعاوِيَةَ مُباشَرَةً

۱۹۵.تاريخ اليعقوبي: قالَ مُعاوِيَةُ لِلحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه‏السلام: يا أبا عَبدِ اللّهِ ! عَلِمتَ أنّا قَتَلنا

1.. فلان ينتحل مذهب كذا وقبيلة كذا ؛ إذا انتسب إليه الصحاح : ج ۵ ص ۱۸۲۷ «نحل» .

2.. جشمت الأمر ـ بالكسر ـ : إذا تكلّفته على مشقّة الصحاح : ج ۵ ص ۱۸۸۸ «جشم» .

3.. تُوبِقُ دِينَكَ : أي تُهلكه وتضيّعه مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۹۰۰ «وبق» .

4.. أنساب الأشراف : ج ۵ ص ۱۲۸ ، الإمامة والسياسة : ج ۱ ص ۲۰۱ و ۲۰۲ .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
198

إلاَّ اللّه‏ُ. فَأَمّا ما نُمِّيَ إلَيكَ فَإِنّما رَقّاهُ المَلاّقونَ۱ المَشّاؤونَ بِالنَّمائِمِ۲، المُفَرِّقونَ بَينَ الجَميعِ، وما أريدُ حَربا لَكَ ولا خِلافا عَلَيكَ، وَايمُ اللّهِ لَقَد تَرَكتُ ذلِكَ وأنَا أخافُ اللّهَ في تَركِهِ، وما أظُنُّ اللّهَ راضِيا عَنّي بِتَركِ مُحاكَمَتِكَ إلَيهِ، ولا عاذِري دونَ الإِعذارِ إلَيهِ فيكَ وفي أولِيائِكَ القاسِطينَ المُلحِدينَ، حِزبِ الظّالِمينَ وأولِياءِ الشَّياطينِ.
ألَستَ قاتِلَ حُجرِ بنِ عَدِيٍّ وأصحابِهِ المُصَلّينَ العابِدينَ، الَّذينَ يُنكِرونَ الظُّلمَ ويَستَعظِمونَ البِدَعَ ولا يَخافونَ فِي اللّهِ لَومَةَ لائِمٍ، ظُلما وعُدوانا، بَعدَ إعطائِهِمُ الأَمانَ بِالمَواثيقِ وَالأَيمانِ المُغَلَّظَةِ ؟
أوَلَستَ قاتِلَ عَمرِو بنِ الحَمِقِ صاحِبِ رَسولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، الَّذي أبلَتهُ العِبادَةُ وصَفَّرَت لَونَهُ وأنحَلَت جِسمَهُ ؟
أوَلَستَ المُدَّعِيَ زِيادَ بنَ سُمَيَّةَ المَولودَ عَلى فِراشِ عُبَيدِ عَبدِ ثَقيفٍ، وزَعَمتَ أنَّهُ ابنُ أبيكَ، وقَد قالَ رَسولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: «الوَلَدُ لِلفِراشِ ولِلعاهِرِ الحَجَرُ»، فَتَرَكتَ سُنَّةَ رَسولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وخالَفتَ أمرَهُ مُتَعَمِّدا، وَاتَّبَعتَ هَواكَ مُكَذِّبا بِغَيرِ هُدىً مِنَ اللّهِ، ثُمَّ سَلَّطتَهُ عَلَى العِراقَينِ۳ فَقَطَعَ أيدِي المُسلِمينَ وسَمَلَ۴ أعيُنَهُم، وصَلَبَهُم عَلى جُذوعِ النَّخلِ ؛ كَأَنَّكَ لَستَ مِنَ الاُمَّةِ وكَأَنَّها لَيسَت مِنكَ، وقَد قالَ رَسولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: «مَن ألحَقَ بِقَومٍ نَسَبا لَيسَ لَهُم فَهُوَ مَلعونٌ» ؟
أوَلَستَ صاحِبَ الحَضرَمِيّينَ الَّذينَ كَتَبَ إلَيكَ ابنُ سُمَيَّةَ أنَّهُم عَلى دينِ عَلِيٍّ، فَكَتَبتَ إلَيهِ: اُقتُل مَن كانَ عَلى دينِ عَلِيٍّ ورَأيِهِ ؟ فَقَتَّلَهُم ومَثَّلَ بِهِم بِأَمرِكَ، ودينُ

1.. المَلَقُ : الزيادة في التودّد والدعاء والتضرّع فوق ما ينبغي (النهاية : ج ۴ ص ۳۵۸ «ملق») .

2.. النَمُّ : إظهار الحديث بالوشاية ، والنميمة : الوشاية ، ورجل نمّام مفردات ألفاظ القرآن : ص ۸۲۵ «نم» .

3.. العِراقان : البصرة والكوفة لسان العرب : ج ۱۰ ص ۲۴۸ «عرق» .

4.. سملُ العين : فقؤها الصحاح : ج ۵ ص ۱۷۳۲ «سمل» .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14238
صفحه از 895
پرینت  ارسال به