الفصل الثاني: موقف الإمام علیه السلام في مواجهة معاوية
۲ / ۱
رِسالَةٌ تَوبيخِيَّهٌ مِنَ الإِمامِ علیه السلام لِمُعاوِيَةَ عَلَى الظُّلمِ وَالبِدَعِ
۱۹۴.أنساب الأشراف: كَتَبَ مُعاوِيَةُ إلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليهالسلام: أمّا بَعدُ، فَقَدِ انتَهَت إلَيَّ عَنكَ اُمورٌ أرغَبُ۱ بِكَ عَنها، فَإِن كانَت حَقّا لَم اُقارَّكَ۲ عَلَيها، ولَعَمري إنَّ مَن أعطى صَفقَةَ يَمينِهِ وعَهدَ اللّهِ وميثاقَهُ لَحَرِيٌّ بِالوَفاءِ. وإن كانَت باطِلاً فَأَنتَ أسعَدُ النّاسِ بِذلِكَ، وبِحَظِّ نَفسِكَ تَبدَأُ، وبِعَهدِ اللّهِ توفي، فَلا تَحمِلني عَلى قَطيعَتِكَ وَالإِساءَةِ بِكَ، فَإِنّي مَتى اُنكِركَ تُنكِرني، ومَتى تَكِدني أكِدكَ، فَاتَّقِ شَقَّ عَصا هذِهِ الاُمَّةِ وأن يَرجِعوا عَلى يَدِكَ إلَى الفِتنَةِ، فَقَد جَرَّبتَ النّاسَ وبَلَوتَهُم، وأبوكَ كانَ أفضَلَ مِنكَ، وقَد كانَ اجتَمَعَ عَلَيهِ رَأيُ الَّذينَ يَلوذونَ بِكَ، ولا أظُنُّهُ يَصلُحُ لَكَ مِنهُم ما كانَ فَسَدَ عَلَيهِ، فَانظُر لِنَفسِكَ ودينِكَ «وَ لاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ»۳.
فَكَتَبَ إلَيهِ الحُسَينُ عليهالسلام: أمّا بَعدُ، فَقَد بَلَغَني كِتابُكَ تَذكُرُ أنَّهُ بَلَغَتكَ عَنّي اُمورٌ تَرغَبُ عَنها، فَإِن كانَت حَقّا لَم تُقارَّني عَلَيها، ولَن يَهدِيَ إلَى الحَسَناتِ ويُسَدِّدَ لَها