197
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

الفصل الثاني: موقف الإمام علیه السلام في مواجهة معاوية

۲ / ۱

رِسالَةٌ تَوبيخِيَّهٌ مِنَ الإِمامِ علیه السلام لِمُعاوِيَةَ عَلَى الظُّلمِ وَالبِدَعِ

۱۹۴.أنساب الأشراف: كَتَبَ مُعاوِيَةُ إلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه‏السلام: أمّا بَعدُ، فَقَدِ انتَهَت إلَيَّ عَنكَ اُمورٌ أرغَبُ۱ بِكَ عَنها، فَإِن كانَت حَقّا لَم اُقارَّكَ۲ عَلَيها، ولَعَمري إنَّ مَن أعطى صَفقَةَ يَمينِهِ وعَهدَ اللّهِ وميثاقَهُ لَحَرِيٌّ بِالوَفاءِ. وإن كانَت باطِلاً فَأَنتَ أسعَدُ النّاسِ بِذلِكَ، وبِحَظِّ نَفسِكَ تَبدَأُ، وبِعَهدِ اللّهِ توفي، فَلا تَحمِلني عَلى قَطيعَتِكَ وَالإِساءَةِ بِكَ، فَإِنّي مَتى اُنكِركَ تُنكِرني، ومَتى تَكِدني أكِدكَ، فَاتَّقِ شَقَّ عَصا هذِهِ الاُمَّةِ وأن يَرجِعوا عَلى يَدِكَ إلَى الفِتنَةِ، فَقَد جَرَّبتَ النّاسَ وبَلَوتَهُم، وأبوكَ كانَ أفضَلَ مِنكَ، وقَد كانَ اجتَمَعَ عَلَيهِ رَأيُ الَّذينَ يَلوذونَ بِكَ، ولا أظُنُّهُ يَصلُحُ لَكَ مِنهُم ما كانَ فَسَدَ عَلَيهِ، فَانظُر لِنَفسِكَ ودينِكَ «وَ لاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ»۳.
فَكَتَبَ إلَيهِ الحُسَينُ عليه‏السلام: أمّا بَعدُ، فَقَد بَلَغَني كِتابُكَ تَذكُرُ أنَّهُ بَلَغَتكَ عَنّي اُمورٌ تَرغَبُ عَنها، فَإِن كانَت حَقّا لَم تُقارَّني عَلَيها، ولَن يَهدِيَ إلَى الحَسَناتِ ويُسَدِّدَ لَها

1.. رغبت عن الشيء : إذا لم ترده وزهدت فيه الصحاح : ج ۱ ص ۱۳۷ «رغب» .

2.. لا أقارك على ما أنت عليه ، أي لا أقرّ معك تاج العروس : ج ۷ ص ۳۸۸ «قرر» .

3.. الروم : ۶۰ .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
196

اللّه‏ُ أبا مُحَمَّدٍ، إن كُنتَ لَتُباصِرُ۱ الحَقَّ مَظانَّهُ۲، وتُؤثِرُ اللّهَ عِندَ تَداحُضِ الباطِلِ في مَواطِنِ التَّقِيَّةِ بِحُسنِ الرَّوِيَّةِ۳، وتَستَشِفُّ جَليلَ مَعاظِمِ الدُّنيا بِعَينٍ لَها حاقِرَةٍ، وتُفيضُ عَلَيها يَدا طاهِرَةَ الأَطرافِ، نَقِيَّةَ الأَسِرَّةِ۴، وتَردَعُ بادِرَةَ غَربِ۵ أعدائِكَ بِأَيسَرِ المَؤونَةِ عَلَيكَ، ولا غَروَ۶ وأنتَ ابنُ سُلالَةِ النُّبُوَّةِ ورَضيعُ لِبانِ الحِكمَةِ، فَإِلى رَوحٍ ورَيحانٍ وجَنَّةِ نَعيمٍ، أعظَمَ اللّه‏ُ لَنا ولَكُمُ الأَجرَ عَلَيهِ، ووَهَبَ لَنا ولَكُمُ السَّلوَةَ وحُسنَ الاُسى عَنهُ.۷

1.. باصرته : إذا أشرفت تنظر إليه من بعيد الصحاح : ج ۲ ص ۵۹۱ «بصر» .

2.. المظان : جمع مظنّة ، بكسر الظاء ؛ وهي موضع الشيء ومعدنه لسان العرب : ج ۱۳ ص ۲۷۴ «ظنن» .

3.. الروية : التفكّر في الأمر الصحاح : ج ۶ ص ۲۳۶۴ «روى» .

4.. الأسرّة : خطوط باطن الكفّ لسان العرب : ج ۴ ص ۳۵۹ «سرر» . والكلام على سبيل الاستعارة .

5.. غربُ : يقال لحدّ السيف غرب الصحاح : ج ۱ ص ۱۹۳ «غرب» .

6.. يقال : لا غرْوَ : أي ليس بعجب الصحاح : ج ۶ ص ۲۴۴۶ «غرا» .

7.. عيون الأخبار لابن قتيبة : ج ۲ ص ۳۱۴ ، تاريخ دمشق : ج ۱۳ ص ۲۹۶ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15806
صفحه از 895
پرینت  ارسال به