بِمُصالَحَتي مُعاوِيَةَ إلاّ أن أدفَعَ عَنكُمُ القَتلَ ؛ عِندَما رَأَيتُ مِن تَباطُؤِ أصحابي عَنِ الحَربِ ونُكولِهِم عَنِ القِتالِ، ووَاللّهِ لَئِن سِرنا إلَيهِ بِالجِبالِ وَالشّجرِ ما كانَ بُدٌّ مِن إفضاءِ هذَا الأَمرِ إلَيهِ.
قالَ: ثُمَّ خَرَجنا مِن عِندِهِ، ودَخَلنا عَلَى الحُسَينِ عليهالسلام، فَأَخبَرناهُ بِما رَدَّ عَلَينا، فَقالَ: صَدَقَ أبو مُحَمَّدٍ، فَليَكُن كُلُّ رَجُلٍ مِنكُم حِلسا مِن أحلاسِ بَيتِهِ۱ ما دامَ هذَا الإِنسانُ [أي مُعاوِيَهُ]حَيّا.۲
۱۹۰.تاريخ دمشق: قَدِمَ المُسَيَّبُ بنُ نَجَبَةَ الفَزارِيُّ وعِدَّةٌ مَعَهُ إلَى الحُسَينِ عليهالسلام بَعدَ وَفاةِ الحَسَنِ عليهالسلام، فَدَعَوهُ إلى خَلعِ مُعاوِيَةَ، وقالوا: قَد عَلِمنا رَأيَكَ ورَأيَ أخيكَ.
فَقالَ: إنّي أرجو أن يُعطِيَ اللّهُ أخي عَلى نِيَّتِهِ في حُبِّهِ الكَفَّ، وأن يُعطِيَني عَلى نِيَّتي في حُبّي جِهادَ الظّالِمينَ.۳
۱ / ۳
بَيعَتُهُ مَعَ مُعاوِيَةَ
۱۹۱.رجال الكشّي عن فضيل غلام محمّد بن راشد عن أبي عبداللّه [الصادق] عليهالسلام: إنَّ مُعاوِيَةَ كَتَبَ إلَى الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِما: أنِ اقدَم أنتَ وَالحُسَينُ وأصحابُ عَلِيٍّ.
فَخَرَجَ مَعَهُم قَيسُ بنُ سَعدِ بنِ عُبادَةَ الأَنصارِيُّ وقَدِمُوا الشّامَ، فَأَذِنَ لَهُم مُعاوِيَةُ وأعَدَّ لَهُمُ الخُطَباءَ، فَقالَ: يا حَسَنُ قُم فَبايِع، فَقامَ فَبايَعَ، ثُمَّ قالَ لِلحُسَينِ عليهالسلام: قُم فَبايِع، فَقامَ فَبايَعَ، ثُمَّ قالَ: قُم يا قَيسُ فَبايِعَ، فَالتَفَتَ إلَى الحُسَينِ عليهالسلام يَنظُرُ ما يَأمُرُهُ،