فَقالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليهالسلام: قَبَّحَ اللّهُ شَيبَتَكَ، وقَبَّحَ وَجهَكَ ! ثُمَّ نَتَرَ۱ يَدَهُ وتَرَكَهُ، فَلَولاَ النُّعمانُ بنُ بَشيرٍ أخَذَ بِيَدِهِ ورَدَّهُ إلَى المَدينَةِ لَهَلَكَ۲.۳
۳ / ۲
مَوقِفُ الإِمامِ علیه السلام في نَفيِ أبي ذَرٍّ
۱۷۴.المحاسن عن إسحاق بن جرير الجريري عن رجل من أهل بيته عن أبي عبداللّه [الصادق] عليهالسلام: لَمّا شَيَّعَ أميرُ المُؤمِنينَ عليهالسلام أبا ذَرٍّ، وشَيَّعَهُ الحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهماالسلام، وعَقيلُ بنُ أبي طالِبٍ، وعَبدُاللّهِ بنُ جَعفَرٍ، وعَمّارُ بنُ ياسِرٍ، قالَ لَهُم أميرُ المُؤمِنينَ عليهالسلام: وَدِّعوا أخاكُم، فَإِنَّهُ لا بُدَّ لِلشّاخِصِ۴ مِن أن يَمضِيَ، ولِلمُشَيِّعِ مِن أن يَرجِعَ، فَتَكَلَّمَ كُلُّ رَجُلٍ مِنهُم عَلى حِيالِهِ.
فَقالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليهالسلام: رَحمِكَ اللّهُ يا أبا ذَرٍّ، إنَّ القَومَ إنَّمَا امتَهَنوكَ بِالبَلاءِ ؛ لِأَنَّكَ مَنَعتَهُم دينَكَ فَمَنَعوكَ دُنياهُم، فَما أحوَجَكَ غَدا إلى ما مَنَعتَهُم وأغناكَ عَمّا مَنَعوكَ !
فَقالَ أبو ذَرٍّ: رَحِمَكُمُ اللّهُ مِن أهلِ بَيتٍ ! فَما لي فِي الدُّنيا مِن شَجَنٍ۵ غَيرُكُم، إنّي إذا ذَكَرتُكُم ذَكَرتُ رَسولَ اللّهِ صلىاللهعليهوآله.۶
1.. النتر : جذب في جفوة الصحاح : ج ۲ ص ۸۲۲ «نتر» .
2.. جاء في (هامش بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۷۸) فيه غرابة! حيث كان للحسين عليهالسلام حين ولي عثمانالخلافة أكثر من عشرين سنة ، فكيف اجترّه أبو سفيان ، وكيف نتر يده ، وكيف كان يهلك لولا النعمان بن بشير ؟!
3.. الاحتجاج : ج ۲ ص ۲۳ ـ ۳۱ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۷۳ و ۷۸ ح ۱ .
4.. شَخَصَ : خرج من موضع إلى غيره المصباح المنير : ص ۳۰۶ «شخص» .
5.. الشَّجَنُ ـ محرّكة ـ : الهمّ والحُزن والحاجة حيث كانت القاموس المحيط : ج ۴ ص ۲۳۹ «الشجن» .
6.. المحاسن : ج ۲ ص ۹۴ ح ۱۲۴۷ ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۲ ص ۲۷۵ ح ۲۴۲۸ .