د ـ الإمام الحسين عليهالسلام في عهد خلافة أبيه (۳۵ ـ ۴۰ ه)
قضى الحسين عليهالسلام ستّة وثلاثين عاما من عمره الشريف في رفقة أبيه، وقد تزامنت السنوات الخمس الأخيرة منها تقريبا مع حكم أمير المؤمنين عليهالسلام.
فكان الحسين عليهالسلام الساعد القوي والجنديّ المطيع لأبيه في الميادين المختلفة، من حين بيعة الناس للإمام عليّ عليهالسلام وحتّى لحظة استشهاده. فقد اعتلى المنبر بعد بيعة الناس لعليّ عليهالسلام وبأمرٍ منه، وخطب بالناس قائلاً:
سَمِعتُ جَدّي رَسولَ اللّهِ صلىاللهعليهوآله وهُوَ يَقولُ: «إنَّ عَلِيّا هُوَ مَدينَةُ هُدًى ؛ فَمَن دَخَلَها نَجا، ومَن تَخَلَّفَ عَنها هَلَكَ».۱
وحضر معركة الجمل مع أخويه الحسن عليهالسلام ومحمّد بن الحنفية، وكانت له قيادة الميسرة. وفي صفّين خطب في الكوفيّين قبل بدء المعركة، وكان يقود الفرسان إلى جانب أخيه طوال المعركة. وكانت له قيادة عشرة آلاف محارب في الحرب الّتي لم تتمّ بسبب استشهاد أميرالمؤمنين عليهالسلام.
وكان يوصي ابنه الحسن عليهالسلام بالحسين عليهالسلام قائلاً:
وأمّا أخوكَ الحُسَينُ فَهُوَ ابنُ اُمِّكَ ولا أزيدُ۲ الوَصاةَ بِذلِكَ، وَاللّهُ الخَليفَةُ عَلَيكُم.۳
وله وصية طويلة قيّمة خاصّة للحسين عليهالسلام، أوّلها:
يا بُنَيَّ، اُوصيكَ بِتَقوَى اللّهِ فِي الغِنى وَالفَقرِ، وكَلِمَةِ الحَقِّ فِي الرِّضى وَالغَضَبِ، وَالقَصدِ فِي الغِنى وَالفَقرِ، وبِالعَدلِ عَلَى الصَّديقِ وَالعَدُوِّ، وَبِالعَمَلِ فِي النَّشاطِ وَالكَسَلِ، وَالرِّضى عَنِ اللّهِ فِي الشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ....۴