177
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

وهناك ملاحظات عدّة يجب الالتفات إليها في هذه القضيّة ؛ أي فيما يخصّ مشاركة الحسين عليه‏السلام في هذه الحروب:

أ ـ لو كان الإمام قد اشترك في هذه الحروب واقعا، لدوّنت تفاصيل ذلك ؛ نظرا إلى مكانة الإمام عليه‏السلام السياسية والاجتماعية، فإنّه لا يشارك في هذه الحروب كمقاتل عادي قطعا.

ب ـ قبول الإمام لإمرة أفراد كعبد اللّه‏ بن أبي سرح ويزيد بن معاوية مستبعد جدّا.

ج ـ من المستبعد جدّا أن يحدث أمر كهذا ولا يذكر في روايات أهل البيت عليهم‏السلام على مدى قرنين من الزمن.

وبناء على هذا فعلى الرغم من أنّ دخول الإمام الحسين عليه‏السلام الحروب لأجل الدفاع عن الإسلام قابل للتبرير، ولا يمكننا نفيه بشكل قاطع، إلاّ أنّ القرائن الّتى أشرنا إليها تدلّ على خلاف ذلك.

الثالث: الدفاع عن عثمان حين محاصرته

من الاُمور الّتي تكرّر ذكرها في مصادر أهل السنّة۱، أنّ الإمام عليّا عليه‏السلام أرسل الحسن والحسين عليهماالسلام للدفاع عن الخليفة الثالث حين محاصرته، وبقيا هناك إلى آخر الأحداث، كما تضرّرا بسبب الهجوم على دار عثمان.

وقد شكّك بعض المحقّقين الشيعة المتقدّمين والمتأخّرين في ذلك ؛ كالسيّد المرتضى، والعلاّمة الأميني، وباقر شريف القرشي، والسيّد جعفر مرتضى العاملي وغيرهم. وسبب شكّهم هذا، هو منهج عثمان في الحكم، واختلاف نهجه وسيرته عن نهج وسيرة الإمام عليّ عليه‏السلام، بالإضافة إلى مشاركة الصحابة في الهجوم على بيت عثمان. مع أنّ سند بعض هذه الروايات ينتهي إلى سعيد بن أبي سعيد المقبري، الذي قال عنه رجاليّون كبار ـ كابن شيبة والواقدي وابن حبّان ـ إنّه فقد شعوره ووعيه في السنين الأربع الأخيرة من عمره.۲

1.. تاريخ المدينة : ج ۴ ص ۱۳۰۴ ، تاريخ دمشق : ج ۳۹ ص ۴۱۸ ، الامامة والسياسة : ج ۱ ص ۵۹ .

2.. راجع : الشافي في الإمامة : ج۴ ص۲۴۲ والغدير : ج۹ ص۲۳۸ وحياة الإمام الحسن بن علي عليه‏السلامللقرشي :ج۱ ص۲۷۹ والحياة السياسية للإمام الحسن عليه‏السلام ، ص۱۴۰ وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۳ ص ۸ .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
176

الثاني: مشاركته عليه‏السلام في بعض الحروب

ورد في بعض المصادر مشاركة الحسين عليه‏السلام في حرب إفريقيا عام ۲۶ من الهجرة، وفي حرب طبرستان عام۲۹ أو ۳۰ من‏الهجرة، كما ذكرت مشاركته في حرب القسطنطينيّة عام ۴۸ أو ۵۲ من الهجرة. فمن هذه النقول ما ذكره ابن خلدون في تاريخه:

... ثمّ إنّ عبد اللّه‏ بن أبي سرح كان أمره عثمان بغزو إفريقية سنة خمس وعشرين، وقال له: إن فتح اللّه‏ عليك فلك خمس الخمس من الغنائم. وأمّر عقبة بن نافع بن عبد القيس على جند، وعبد اللّه‏ بن نافع بن الحرث على آخر وسرّحهما، فخرجوا إلى إفريقية في عشرة آلاف، وصالَحَهم أهلُها على مالٍ يؤدّونه، ولم يقدروا على التوغّل فيها لكثرة أهلها....

ثمّ إنّ عبد اللّه‏ بن أبي سرح استأذن عثمان في ذلك واستمدّه، فاستشار عثمان الصحابة فأشاروا به، فجهّز العساكر من المدينة وفيهم جماعة من الصحابة، منهم: ابن عبّاس وابن عمر وابن عمرو بن العاص وابن جعفر والحسن والحسين عليهماالسلام وابن الزبير، وساروا مع عبد اللّه‏ بن أبي سرح سنة ستّ وعشرين، ولقيهم عقبة بن نافع فيمن معه من المسلمين ببرقة،۱ ثمّ ساروا إلى طرابلس فنهبوا الروم عندها، ثمّ ساروا إلى إفريقية وبثّوا السرايا في كلّ ناحية.۲

وكذلك يوجد نقلٌ يرتبط بما بعد خلافة عثمان وذلك في زمان معاوية، وقد جاء فيه:

ووفد [الحسين عليه‏السلام] على معاوية وتوجّه غازيا إلى القسطنطينيّة في الجيش الذي كان أميره يزيد بن معاوية.۳

1.. برقة : منطقة في شمال ليبيا في عصرنا الحاضر ، وتقع فيها مدن بنغازي وطرابلس راجع : جغرافياي تاريخ كشورهاي إسلامي «بالفارسية» : ج۲ ص۲۲۳ .

2.. تاريخ ابن خلدون : ج ۲ ص ۵۷۳ .

3.. تاريخ دمشق: ج ۱۴ ص ۱۱۱ ، بغية الطلب في تاريخ حلب: ج ۸ ص ۲۵۶۲ ، البداية والنهاية: ج ۸ص ۱۵۱ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14660
صفحه از 895
پرینت  ارسال به