وهناك ملاحظات عدّة يجب الالتفات إليها في هذه القضيّة ؛ أي فيما يخصّ مشاركة الحسين عليهالسلام في هذه الحروب:
أ ـ لو كان الإمام قد اشترك في هذه الحروب واقعا، لدوّنت تفاصيل ذلك ؛ نظرا إلى مكانة الإمام عليهالسلام السياسية والاجتماعية، فإنّه لا يشارك في هذه الحروب كمقاتل عادي قطعا.
ب ـ قبول الإمام لإمرة أفراد كعبد اللّه بن أبي سرح ويزيد بن معاوية مستبعد جدّا.
ج ـ من المستبعد جدّا أن يحدث أمر كهذا ولا يذكر في روايات أهل البيت عليهمالسلام على مدى قرنين من الزمن.
وبناء على هذا فعلى الرغم من أنّ دخول الإمام الحسين عليهالسلام الحروب لأجل الدفاع عن الإسلام قابل للتبرير، ولا يمكننا نفيه بشكل قاطع، إلاّ أنّ القرائن الّتى أشرنا إليها تدلّ على خلاف ذلك.
الثالث: الدفاع عن عثمان حين محاصرته
من الاُمور الّتي تكرّر ذكرها في مصادر أهل السنّة۱، أنّ الإمام عليّا عليهالسلام أرسل الحسن والحسين عليهماالسلام للدفاع عن الخليفة الثالث حين محاصرته، وبقيا هناك إلى آخر الأحداث، كما تضرّرا بسبب الهجوم على دار عثمان.
وقد شكّك بعض المحقّقين الشيعة المتقدّمين والمتأخّرين في ذلك ؛ كالسيّد المرتضى، والعلاّمة الأميني، وباقر شريف القرشي، والسيّد جعفر مرتضى العاملي وغيرهم. وسبب شكّهم هذا، هو منهج عثمان في الحكم، واختلاف نهجه وسيرته عن نهج وسيرة الإمام عليّ عليهالسلام، بالإضافة إلى مشاركة الصحابة في الهجوم على بيت عثمان. مع أنّ سند بعض هذه الروايات ينتهي إلى سعيد بن أبي سعيد المقبري، الذي قال عنه رجاليّون كبار ـ كابن شيبة والواقدي وابن حبّان ـ إنّه فقد شعوره ووعيه في السنين الأربع الأخيرة من عمره.۲